أسوان … سميرة عبد الله
انتقل الفلاح احمد من قريته إلى مركز المدينة ليبيع الزبد التي تصنعه زوجته زبيدة. حيث كاانت كل قطعة على شكل كرة كبيرة تزن كل منها رطلا كاملًا!
باع أحمد الفلاح الزبد للبقال واشترى منه كل ما يحتاجه من سكر وزيت وشاي ثم عاد فرحًا إلى بيته في أس القرية.
بدأ سعيد البقال بتوضيب ورص الزبد في مخزن متجرة، فخطر بباله وهو يقوم بذلك، أن يزن قطعة. وإذ به يكتشف بأنها أقل من رطل. ووزن الثانية فوجدها مثلها، إلى أن انتهى من وزن كل الزبد الذي أحضره أحمد الفلاح.
وتمر الأيام ليعود أحمد الفلاح ثانية إلى التاجر سعيد كي يبيع له الزبدة والسمنة كعادته.
حضر الفلاح أحمد كالمعتاد، واستقبله التاجر سعيد بصوت عال ٍ مهددًا إياه بعقابه وتعويضه ما سرقه منه، حيث قرر التاجر سعيد أن لا يتعامل معه مجددًا. موصفٍا إياه بالرجل الغشاش. قائلًا: فكل قطع الزبد التي بعتها لي تزن أقل من رطل. من اليوم لن أتعامل معك.
هز الفلاح رأسه بأسى وقال: لا تسيء الظن بي يا صديقي، فنحن أناس فقراء، ولا نمتلك ميزانًا في بيتنا. فأنا عندما أخذ منك كيلو السكر أضعه على كفة، وأزن الزبد في الكفة الأخرى وهذا كل ما حصل معنا.