إبداع نسائي يتجلى فى عرض استثنائي
القاهرة … سميرة عبد الله
سبع فنانات مقتدرات تتقاسمن عرض مبهر وبهيج إذ يتجلى الأبداع على خشبه مسرح الطليعة فى عرض مسرحي تحت عنوان حريم النار، بطوله عايده فهمى، منال زكى، عبير لطفى، نشوى أسماعيل، نسرين يوسف، أميره كامل و كريستين عشم، حيث تمكنت كل فنانة من إتقان اللهجة الصعيدية بجدارة.
العرض الأول لم يشهد أي أخطاء ما يعكس القدرة العالية على الإتقان و يدل هذا أيضا على الممثلات بذلن كل جهدهن فى التمرينات التمثيلية قبل العرض، حيث أستمرت هذه البروفات قرابه العام عدا الفنانة كريستين عشم التي انضمت إلى الفريق قبل انطلاق العرض بشهر واحد فقط ومع ذلك اتقنت الدور بإحكام.

العرض مليء بمشاهد تمثيليه صعبه التي تحتاج لقدرات عالية، حيث أثبتت الفنانات تميزهن الملفت خاصة الفنانة عايده فهمى بما لها من خبره مسرحيه كبيره فى مشهد مونولوج طويل وكذلك في مشهد نهاية العرض، كما تميزت الفنانة نسرين يوسف أيضا في مشهد المواجهة مع الخادمة التي تهددها بفضح علاقتها بأحمد على خطيب أختها، كذلك كريستين عشم التي بدورها اللطيف تميزت هي الأخرى بخفة دم واضحه فكانت البسمة والابتسامة الوحيدة في عرض حاصره الجبروت الجدية فى بعض المشاهد ما يبدو عليه مع أميره كامل التي جسدت دور رسميه في عدة مشاهد كمواجهتها مع أخواتها اللاتي يحسدنها على ارتباطها برجل.

المسرحية مقتبسة من رائعه الكاتب الأسبانى فديريكو جارسيا و قد قام بتلك المهمة الإبداعية الكاتب الشاذلي فرح الذى حول العرض الى عرض مصري و الأكثر من ذلك صعيدي، يتناول المرأة فى الصعيد من خلال أم تسيطر على بناتها و تمنع عنهن الفرح بسبب عادات و تقاليد متشددة لا مفر منها.
الديكور مجملا أكثر من رائع معبر تماما عن البيئة التي تدور فيها الأحداث، من تصميم المبدع محمد سعد و وزاده جمالا الإضاءة المتقنة للمبدع إبراهيم الفرن والتي نجحت في خلق جو درامي يبعث بالحالة التي تقدمها الممثلات على الخشبة، كما أيضا نجحت شيماء محمود في تصميم ملابس تتناسب و الشخصيات و تتماشى أيضا مع بيئة صعيد مصر المحورية تي تدور بها أحداث العرض.

نجاح ملفت للمخرج محمد مكي في اختيار الوجوه التمثيلية، كما نجح أيضا فى تدريبهن على أدوارهن في التمرينات فخرجت تلك النتيجة الرائعة، كذلك نجح في تقديم عرض مسرحي متميز مع العلم أن هذا العمل المسرحي فني أكثر من أنه تجاري فهو بعيد كل البعد عن عناصر الجذب الجماهيري المعتادة من كوميديا أو استعراضات أو ملابس مبهره ولكنه عرض موجه خاصة إلى محبى تلك النوعية من الفنون.
موسيقى محمد حسنى كانت مرافقة للعمل ، و كأنها خلقت لذلك، إذ نجحت فى أدخال و تهيئه الجمهور الأجواء الصعيدية