هذه حكاية إدماني على هاتفي النقال
الجزائر … عبد العزيز قسامة
أصبحت الهواتف الذكية، أكثر من مجرد وسيلة لإجراء مكالمات. وتغني عن استخدام أجهزة الملاحة والكاميرات ودفاتر العناوين وغيرها. مميزات لا يمكن انكارها غير ان لها آثارها السلبية.
من سلبيات الهاتف إفراغ الذهن، إذ لا أشعر بالحاجة إلى تذكر شيء ما عندما تتولى أجهزتي التكنولوجية القيام بهكذا مهمة بالفعل، ومن دون شعور يساعدني هاتفي الشخصي في معرفة الطريق وتذكر أعياد الميلاد والبحث عن المعلومات والتقاط صور للحظات الخاصة. رغم تحذير المختصين لي بعدم الاعتماد عليها بشكل كبير لما قد يضر بذاكرتي مستقبلًا! مبررين ذلك بالدلائل التالية:
ـ التقاط كثير الصور يمكن أن يجعلني أتذكر الأشياء بقدر أقل. ورؤية العالم من خلال هواتفي يصرف انتباهي عن كثير التفاصيل من حولي، لأن وحسب قولهم دماغي يربط هذه التفاصيل لخلق ذكريات أقوى على المدى الطويل.
ـ عندما ألتقط صورة أو أسجل فيديو للحظة ما بقصد مشاركتها، فمن المرجح أن أتذكر اللحظة بالطريقة التي تظهر في الصورة أو التسجيل وليس كما عشتها، بمعنى أنني أنظر إلى حياتي من الخارج. وهذا ما لم أستطع فهمه إطلاقًا!
ـ إفراغ ذهني أو التفريغ الإدراكي. وهما أنا لا أشعر بالحاجة إلى تذكر شيء ما عندما أتولى جهازي التكنولوجي القيام بهذه المهمة بالفعل. فأنا أستخدمها كقرص تخزين صلب خارجي بدلا من دماغنا.
ـ لا يمكن تجاهل مخاطر الهاتف النقال وأضراره على الصحة، رغم دوره الفعال الذي يؤديه في حياتي، لدرجة قد تصل أحيانا للوفاة! مثل إصابة بصعقة كهربائية أو انفجار الجهاز، ناهيك عن المخاطر الطبية الأخرى المعروفة. ويرى الخبراء أن معظم تلك الحوادث قد تحصل بسبب عدم مراعاة إجراءات السلامة، أنا شخصيا لا يفارقني هاتفي النقال لدرجة أني أخذه معي إلى الحمام. عادة سيئة تلازمني كثيرا ولكن ما عساي فعله؟ ، لقد أصبحت حقًا مدمنًا!