من فضائل الزمن الجميل، سهولة الحصول على فرصة عمل كبيرة، تسعفك فبمجرد معرفتنا بتشغيل جهاز الكومبيوتر فهي تُسعفُنا! نعم، هي فرصة حقيقية، تجعلنا في قمة السعادة، نتمتع بعمل مميز عن اقراننا الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، تقريبًا أميون في كل شيء. وللأسف الشديد، ذلك الزمن قد ولى وأصبح الحصول على وظيفة أو عمل معين من سابع المستحيلات في الدنيا. إذ يحتاج هذا العمل إلى المعارف والعلاقات والأكثر من ذلك كله، يتطلب عديد المهارات، لأن أصبحنا في زكن مهارة واحدة لا تفي بالغرض!
باريس … ألفيرا صالح أندراوس
مع تقادم الأيام، أصبح من الصعب جدًا القبول في عمل بعد إجراء المقابلات الشخصية التي تحولت من مجرد اجراء شكلي وروتيني، الى عقبة لا يمكن اجتيازها بسهولة. الأسئلة التي يوجهها من يعلنون عن وظيفة شاغرة تكون في أحيان كثيرة مستفزة، وفيها شيء أو نوع من الاستهانة أو الإعجاز في المتقدم، كأن يجب ان يحمل شهادات مشاركة في دورات بمستوى متقدم، ويكتسب لِكَمٍ هائل من الخبرات، وهذه الخبرات والدورات لا يمكن ان تكتسب الى بعد مزاولة العمل ولسنين طويلة، وفي الوقت بحاجة الى كميات كبيرة من الأموال للحصول عليها.
لقد فرض التسارع الكبير في الجوانب الحياتية والعملية في مختلف مجالات العمل على تطوير المهارات بصورة مستمرة. فمن يريد التقدم في مجال ما، عليه مواكبة التطور في هذا المجال، ولا يصح ان يكتفي بما لديه من مهارات، لاسيما وأن المهن والأعمال بمجملها قابلة للتطور بوتيرة متسارعة.
عملية اكتساب أكثر من مهارة، باتت ضرورية بل أساسًا متينًا من أساسيات الحصول على عمل مرموق في ظل النقص الكبير في مجمل الوظائف العامة في القطاعين الخاص والعام. اللذان وصلا منذ زمن قريب الى حد التخمة بالعاملين، وهي أقرب الى الكأس الممتلئة التي لا تستوعب أكثر من طاقتها المعلومة. ولأجل ذلك، يتوجب تعدد المهارات وتحديثها وديمومتها، فقليلي الخبرة والكسالى الذين لا يطورون من أنفسهم لا مكان لهم.
نصيحتي لك … إذا كنت غير مقتنع بما تقدمه من خلالها فلا يمكن ان تبدع او تواصل العمل فيها، وإن كنت على خلاف ذلك، فمن المهم جدا ان تحرص على تطوير الذات واكتساب الخبرات اللازمة، وبالتالي سينعكس على أدائك المهني بما يجعلك من أصحاب الصدارة وفي مقدمة المبتكرين الدائمين. لأننا أصبحنا نحتاج إلى أكثر من مهارة للحفاظ على مكانتنا!