الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو الجور، وقيل عنه أيضا، هو التصرف في ملْك الغير ومجاوزة الحد والحدود. ويطلق الظلم على غياب العدالة، أو الحالة النقيضة لها. ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى حدث أو فعل معين، أو الإشارة إلى الوضع الراهن الأشمل والأكمل.
الجزائر … الأستاذ سفيان شيخ
ويُعنى بالظلم الإجحاف البيّن. ويجوز تصنيف الظلم كنظام مختلف مقارنة بمفهوم العدالة والظلم في البلدان المختلفة. فقد يكون الظلم ناجما ببساطة عن اتخاذ قرار بشري خاطئ، وهو أمر من المفترض أن يحمي النظام من التعرض له. ويُفسَّر الظلم تبعا لبعض الأحكام بأنه عبارة عن التعدي أو تفوق الباطل على الحق.
الظلم من المدخلات الرئيسة لإثارة المشكلات والتمايز في المجتمعات، لاسيما ما يتعلق بتطبيق القوانين والعدالة، فهنالك أشخاص متنفّذون لا يخضعون للضوابط العادلة، في حين يتم تطبيقها على آخرين بصرامة وقسوة وبالقوة والكراهية، وهذا يُعد غيابا تاما لمعايير العدالة الحقيقية النزيهة، لذلك فإن مخرجات الظلم إلحاق إساءات كبيرة بمن يقع عليه الظلم مهما كانت صفته. كما يحدث ضررا كبيرًا في الأمن الاجتماعي، فضلا عن الاستهانة بقيمة الإنسان وبقيمه وكرامته، كالعدالة، والمساواة ومراعاة كرامة الإنسان وقيمته المعنوية الكبيرة والحفاظ على حقوقه وحريته الشخصية وما إلى ذلك.
أن (الجاني الذي يقترف جريمة قتل مثلاً في مجتمعه الذي يعيش فيه، يكون لجريمته جوانب عديدة، فمن جانب إنه أزهق نفساً زكية، ومن الجانب الآخر أخلّ بالأمن الاجتماعي، واستهان بقيمة الإنسان والإنسانية، ومن جانب ثالث أدخل الحزن والأسى في قلوب الآخرين بعد أن فقدوا أحد أبنائهم أو اعزاءهم وقد تكون هنالك جوانب عديدة أخرى.
أحيانا، نرى أن الظالمين لا ينالوا العقاب الذي يستحقونه بسبب ظلمهم للآخرين، وهذا أمر وارد، ولكن هذا لا يعني أن الذي يظلم سوف يفلت من العقاب، وإذا افترضنا أنه تخلص من العقوبة في الدنيا لأي سبب كان، كأن يكون حاكما قويا ومستبدا، فلا يستطيع المظلمون مقاضاته، أو مواجهته، لكنه في الحساب الإلهي لا يُعفى، ولا يمكنه الإفلات منه مهما فعل أو طال عمره.
قد يمهل الله عزَّ وجلّ بعض الظالمين، ولا يلحق بهم العقوبة التي يستحقونها وهم على قيد الحياة، لكن يوم القيامة ويوم الحساب بانتظارهم، وسوف ينالون العقوبة التي يستحقونها.
لذا من الأفضل للظالمين والمخطئين في حقوق الآخرين أن يتوبوا إلى الله ويكفّروا عن ذنوبهم وهم على قيد الحياة، لأن يوم الحساب ليس فيه تكفير عن الذنوب ولا تنازل عن حقوق الناس الذين تعرضوا لظلم الفاسدين.
الظلم يخلق آثارًا سلبية على المجتمعات. فهي كثيرة وكبيرة ومتنوعة أيضا، والأخطر من ذلك كله، تلك المشكلات التي تهدد السلم الأمني وتصنع الاضطرابات المتكررة في المجتمع، بسبب اخلال العدالة، وغياب الإنصاف، وضياع الحقوق، وانتشار حالات الظلم، مما يجعل البنية الاجتماعية أكثر ضعفا، وتشيع حالات التذمر وينتشر كالفقر، وتتراجع القيم الأخلاقية الصالحة.
تذكير … آثار الظلم لا يمكن إخفاءها، لأنها ستكون واضحة على وجوه الناس المظلومين، ومن حالة الذل والانكسار التي تظهر في عيونهم ومشاعرهم وتعبيراتهم، فالتأثير يطول الفرد والمجتمع في نفس الوقت، حتى الظالمين أنفسهم سوف يشعرون بأنهم مهدّدون في حياتهم، فلا يستقرون ولا يشعرون بالأمان، لذلك يزدادون ظلما وبطشا بالآخرين، حتى وإن بقي الخوف يعاشرهم إلى آخر نفس من حياتهم البائسة.