أظهرت العديد من الدراسات الوبائية أن الاستهلاك العالي للخضر والفواكه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطانات وأمراض مزمنة أخرى. تم اقتراح عدد قليل من آليات العمل لشرح هذه الآثار الوقائية، يمكن أن يؤدي وجود مضادات الأكسدة في الخضر والفواكه دورًا لا مثيل له في مكافحة ما ذكرناه آنفًا.
دمشق … انطوانيت جهاد متى
ـــ قوة مضادات الأكسدة … مضادات الأكسدة عبارة عن مركبات تحمي خلايا الجسم من التلف الذي تسببه الجذور الحرة. هذه الأخيرة عبارة عن جزيئات تفاعلية للغاية من شأنها أن تشارك في تطوير أمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطانات والأمراض الأخرى المتعلقة بالشيخوخة المبكرة. تحتوي البازلاء الخضراء على كمية جيدة من اللوتين وزياكسانثين، وهما مركبان مضادان للأكسدة من عائلة الكاروتين. وفقًا لـ Health Canada’s Canadian Nutrient File . بحيث، 125 مل ما يعادل ½ كوب من البازلاء الخضراء النيئة تحتوي على 1900 ميكروغرام من اللوتين والزياكسانثين، بينما 125 مل ما يعادل الكوب الواحد من البازلاء الخضراء المسلوقة تحتوي على 2190 ميكروغرام. هذه الكميات أعلى بكثير من تلك الموجودة في البازلاء الثلجية، أي 252 ميكروغرام لعشر قرون نيئة و593 ميكروغرام مقابل 125 مل أي نصف كوب مطبوخ.
كذلك، أظهرت دراسة بشرية أن اللوتين الموجود في البازلاء الخضراء كان أكثر توفّرًا بيولوجيًا، والذي يمتصه الجسم بشكل أفضل، مقارنة بالخضر الأخرى مثل السبانخ. يتراكم اللوتين والزياكسانثين على وجه التحديد في شبكية العين، مما يحميها من الإجهاد التأكسدي الذي قد يسبب الضرر. علاوة على ذلك، تشير البيانات المستمدة من مراجعة الأدبيات العلمية إلى أن تناول اللوتين والزياكسانثين بانتظام يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالتنكس البقعي وإعتام عدسة العين، وهما من أمراض العيون الأكثر شيوعًا.
هذه المركبات تساعد في منع بعض أنواع السرطانات، وخاصة سرطان الثدي والرئة، وتساعد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية كذلك.
ــ كنز من البروتين … يمكن أن تحتوي حصة البازلاء الخضراء على ضعف كمية البروتين الموجودة في حصة البازلاء الجافة على شكل بقوليات. حتى لو تم تحضير البازلاء الخضراء وأكلها مثلما تؤكل الخضر، فإن البذرة الناضجة هي بقوليات، وهي عائلة من الأطعمة التي تعد واحدة من أهم مصادر البروتين النباتي.
بروتين البازلاء الخضراء مهم جدًا، ولكنه أقل قابلية للهضم وأقل اكتمالًا من البروتين الحيواني. من ناحية أخرى، يمكن أن يحسن الطبخ من قابليتها للهضم وبالتالي القيمة الغذائية للبازلاء. بالإضافة إلى ذلك، سيستفيد النباتيون من تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالبروتين في نفس اليوم والتي يمكن أن تشكل مجموعة كاملة مثل، البقوليات أو المكسرات أو الحبوب أو منتجات الألبان أو البيض
ــ غنية جدًا بالألياف الغذائية … مع أكثر من 5 غ لكل 125 مل أي نصف كوب مطبوخ من الألياف الغذائية، تعتبر البازلاء الخضراء مصدرًا عاليًا. تشتمل الألياف الغذائية، والتي توجد فقط في النباتات، على مجموعة من المواد التي لا يهضمها الجسم. يرتبط النظام الغذائي الغني بالألياف بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون وقد يرضي الشهية بجعلنا نشعر بالشبع بشكل أسرع. هنالك نوعان رئيسيان من الألياف. والتي لها تأثيرات مختلفة في الجسم. فالبازلاء الخضراء تحتوي على كلل النوعين وهما:
ـ القابلة للذوبان … تساعد الألياف القابلة للذوبان في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وتساعد في السيطرة على مرض السكري من النوع 2.
ـ غير القابلة للذوبان … تُنسب الألياف غير القابلة للذوبان إلى القدرة على منع الإمساك عن طريق زيادة كتلة البراز
نصيحة … يوصى باستهلاك 25 غ من الألياف يوميًا للنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 19 و 50 عامًا و 38 غ يوميًا للرجال في الفئة العمرية ذاتها.