تعرضت الفنانة الكبيرة هند رستم لتجربة في طفولتها، حين كان والدها يشغل منصب ضابط شرطة إحدى محافظات صعيد مصر. وحكت الفنانة الجميلة هند رستم تفاصيل هذا الموقف لمجلة الكواكب في أحد أعدادها الصادر في عام 1959م. وقالت فتاة احلام الشرق هند رستم أنها لا تنسى هذا الموقف الذي تعرضت له وهى طفلة لا يتجاوز عمرها 7 سنوات حين دعا أحد أعيان الصعيد والدها وبعض العائلات في عزبته.

القاهرة … كريستينا صدقي
أوضحت الفنانة الكبيرة في لقاء لها مع مجلة الكواكب المصرية، أنها اجتمعت مع عدد كبير من أطفال هذه العائلات وانطلقوا للعب في حقول العزبة، وكانوا يلعبون لعبة “الاستغماية”
وقالت هند رستم:”جاء دوري فاستغميت وبدأت أبحث عن باقي أصدقائي الأطفال، وخاصة صديقتي منى التي كانت تتحداني في هذه اللعبة، وكانت الزراعات أطول من قاماتنا”.
وتابعت :” تابعت أثار اقدام منى لأنها كانت ترتدي حذاءً منقوشًا من النعل وانطبعت أثاره على الأرض المبتلة، ولاحظت أنه يوجد إلى جوار هذه الآثار، آثارٌ أخرى لقدم كبيرة حافية، حتى انتهت أثار أقدام صديقتها منى واختفت ولم تعد ترى سوى أثار الأقدام الحافية والمسافات بينها تتسع”
وظلت هند رستم تنادي على صديقتها منى ولكن بلا جدوى ، وشاركها باقي الأطفال، عادوا إلى البيت يسألون عنها فلم يجدوها وتسرب القلق إلى نفوس الجميع، خرج الخفراء وصاحب البيت ووالد هند يبحثون عن منى، وقال أحد الخفراء أنه لابد وأنه تم خطفها.
وشعر صاحب البيت والدعوة بالغضب، فكيف أن تختطف ابنة أحد ضيوفه وهي في حماه، وأمر الرجال بأن يمتطوا الخيول ويطلقوا الأعيرة النارية وهم يبحثون عن الطفلة في الحقول، وانهارت والدة الطفلة وساد الارتباك والقلق وخيم الحزن.
ومرت عدة ساعات والأطفال ينتظرون في البيت من شدة الخوف والقلق، رجوع الآباء مع منى. وأخيرا ً ظهر الرجال وهم عائدون بالطفلة منى وأذنها ويدها تنزف الدماء، وعرفوا أن لصاً اصطحبها معه لسرقة أساورها وقرطها الذهبي، وكاد يمضي بها إلى خارج العزبة حتى سمع أصوات البنادق والرصاص فتركها وفر هارباً بعد سرقة مصاغها.
وقالت هند رستم أنها واصدقائها شعروا بالرعب ولكنهم حاولوا تهدئة صديقتهم منى باستئناف اللعب داخل المنزل، بعد أن توعد والدها الضابط بأن يمسك اللص ليلقى جزاء ما فعل.
وأكدت لؤلؤة الشرق أن والدها لم يهدأ له بال حتى قبض على اللص بعد مراقبة محلات المصاغ ومنحها مواصفات الأشياء التي سرقها اللص من الطفلة منى، وظلت هند رستم وأصدقاء طفولتها لا ينسون هذا الحادث طوال حياتهم وظلوا يتذكرون أدق تفاصيله.