القاهرة … مينا ميخائيل جرجس
كان ولا يزال اليهود من أصول مصرية في حرب عقائدية دينية وسياسية دائمة مع مصر، بحيث لا يتردد هؤلاء البشر في فعل أي شيء وكل شيء في سبيل خدمة مصالح وطنهم الأم إسرائيل، والانتقام والنيل من مصر باستخدام كل الأساليب الدنيئة كالجنس والمال والابتزاز، سواء نفذوا مهامهم القذرة بأنفسهم، أو استخدموا أصحاب النفوس اللينة والضعيفة من مُختلف الجنسيات.
أثناء العدوان الثلاثي على مصر الذي صادف شهر جوان/حزيران سنة 1956م، أُلقي القبض على 280 يهودياً، كانوا يعملون لصالح إسرائيل ودول أجنبية أخري، بعد تحريات مكثفة ثُبت من نتائجها الدقيقة أنهم كانوا يقومون بعمليات تجسس وتخريب وتشويش ضد مصر، ومُعظم هؤلاء المذنبون كانوا من يهود مصر. رغم ولادتهم ونشأتهم وتمتعهم بالحقوق والواجبات ككل مواطنيها. خيانة مشروعة في سبيل بناء إسرائيل الوطن الحلم وحمايته.
أغلب يهود مصر ظاهرهم حسناً وباطنهم شراً، وهذا ما يكشفه التاريخ وبالأدلة والحقائق إلى يومنا هذا أن عمليات التجسس والخيانات هي من صلب اليهود الذين ولدوا وعاشوا في مصر. وأشهرهم على سبيل ذلك سفيرة النوايا الحسنة لإسرائيل في هيئة الأمم المتحدة بنيويورك راشيل أبراهام ليفي أو النجمة السينمائية المصرية راقية إبراهيم.
من تكون راشيل أبراهام ليفي؟
ولدت الفنانة المصرية راقية إبراهيم أو سفيرة النوايا الحسنة لإسرائيل راشيل أبراهام ليفي، في حارة اليهود بمنطقة السكاكيني في القاهرةفي الثالث عشر من جوان/حزيران سنة 1919م، من عائلة يهودية، كانت فتاة رائعة الجمال ذكية فطنة ويقظة جدا، تحب الحياة وتعشق يهوديتها وتطمح إلى غدٍ أجمل، تعلمت التوراة والأحكام اليهودية، منتظمة الذهاب إلى المعبد لدرجة أن حاخام معبد حارة اليهود بالسكاكيني تنبأ لها مستقبلا مزدهرا واعدا ومكانة مرموقة. تعلمت راحيل أو راشيل فيما بعد في إحدى المدارس الفرنسية أجادت فيها كل من اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية، إلى أن أخذت التوجيهية بمجموع مقبول، دحلت كلية الآداب بجامعة القاهرة. كما عملت كخياطة في بيتها لتغطية مصاريف دراستها الجامعية، بعد نيلها شهادة الليسانس ولكونها عانت مدة لا بأس بها من البطالة فقد عملت كمدرسة موسيقى في إحدى المدارس الابتدائية، رغم تطلعاتها البعيدة غير المحدودة، حلمها الوحيد آنذاك أن تكون مطربة مشهورة، وأن تكون أحسن من ليلى مراد.
الدخول إلى عالم الشهرة والمجد
دخلت راشيل مسابقة للأغاني التي كانت من تنظيم وإعداد الإذاعة التي كان يملكها ويديرها الأديب المشهور فريد الرفاعي وفازت بلقب أجمل صوت، عملت بها مدة لا بأس بها، ثم قررت بعد ذلك الانضمام إلى فرقة المسرح القومي، وقدم لها أدوارا رئيسية جميلة إلى أن اكتشفتها الفنانة بهيجة حافظ سنة 1937م ومنحتها فرصة التمثيل معها في فيلم ليلى بنت الصحراء، الذي تم عرضه في الثامن والعشرين جانفي/كانون الثاني سنة 1937م. حظي الفيلم آنذاك بنجاح مذهل، وحصد جوائز عديدة ومهمة، إذ عُرض في مهرجان برلين السينمائي سنة 1939م. حيث لمع نجم راقية بسرعة البرق لتتوالى عليها الأدوار دفعة واحدة وتتغير حياتها وتودع وإلى الأبد ماكينة الخياطة.
بعد قيامها ببطولة مسرحية سر المنتحرة للكاتب الكبير توفيق الحكيم عام 1938م، تزوجت من مهندس الصّوت مصطفى والي، ليس حبا وإنما لأغراض شخصية. شاركت الفنانة راقية إبراهيم في ثلاثة أفلام بقائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية كفيلم سلامه في خير سنة 1937م، ورصاصة في القلب سنة 1944م، وفيلم زينب سنة 1952م.
الغضب والهجرة إلى أمريكا
نجاح ثورة يوليو سنة 1952م، أثر كثيرا في نفسية راقية إبراهيم، كفنانة وانسانة يهودية تساند إسرائيل، لدرجة رفضها لبعض الأدوار التي تمجد القضية الفلسطينية وثورة يوليو المجيدة، ما أدى رواد السينما المصرية والعربية إلى تجاهلها، لم تتحمل راقية هذا التغيير والانفتاح والاستقلال الفعلي لمصر، فطلبت الطلاق وغادرت مصر بعد انتهائها من تصوير فيلم جنون الحب متخذة الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا نيويورك مقرا لها سنة 1954م، رغم حبها الشديد لإسرائيل إلا أنها التوجه إليها ورفضت العيش والاستقرار فيها بحجة أن خدمة الوطن الأم من الخارج يزوده الأمن والآمان والقوة أكثر من الداخل.
تزوجت راشيل من رجل أعمال أمريكي يهودي، وعملت بالتجارة ثم كسفيرة للنوايا الحسنة لصالح إسرائيل في هيئة الأمم المتحدة، وعاشت إلى أن وافتها المنية في الثالث عشر من سبتمبر /أيلول سنة 1977م.
عُرفت راشيل بإيمانها الشديد بدولة إسرائيل ومساندتها واشتراكها في اغتيال العالمة المصرية سميرة موسى، اتهامات كثيرة من كل صوب موجهة لها بتعاونها مع جهاز الموساد الإسرائيلي في قضية اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى عام 1952م، لرفضها الإغراءات التي قدمتها راشيل لسميرة كالابتعاد عن مصر والحصول على الجنسية الأمريكية والعمل في المراكز الأبحاث النووية بأمريكا والمكانة الاجتماعية المرموقة هناك إلا أنها قوبلت بالرفض الشديد وإصرار سميرة على العودة إلى مصر ما جعل إسرائيل في حالة غضب وقلق وخوف مستمر من احتمالات اسهامها في بناء برنامج نووي مصري أكيد يهدد وجود إسرائيل، وهذا ما أكدته حفيدتها ريتا ديفيد توماس في جريدة نيويورك تايمز، التي قامت بنشر اعترافات ومذكرات راشيل أبراهام ليفي سنة 2012م.
ليست راشيل أبراهام ليفي الوحيدة المصرية اليهودية التي خانت مصر، فهناك أيضاً على سبيل المثال ليليان ليفي كوهين المعروفة باسمها الفني كاميليا. التي اتضح في الأخير أنها يهودية كانت تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي ضد مصر وبعض الدول العربية.