تجدين سيدتي كل يوم نصيحة من خبرائنا من اجل الاعتناء بك
ولأنها امرأة، يفتك السرطان كل عام، بحياة أكثر من 800 ألف امرأة. وهذا على أية حال هو رأي لجنة أنشأتها مجلة “The Lancet“، والتي نشرت دراسة في 26 سبتمبر/أيلول 2023 بعنوان “المرأة والسلطة والسرطان”. ووفقا لهذه الاستنتاجات، فإن عدم المساواة بين الجنسين يقلل من فرص النساء في جميع أنحاء العالم في تجنب السرطان، وأيضا في الحصول على التشخيص في الوقت المناسب أو الحصول على رعاية جيدة. وبسبب هذه التفاوتات، تموت أكثر من 800 ألف امرأة بسبب السرطان كل عام في جميع أنحاء العالم. لذلك، هناك حاجة إلى نهج يهتم أكثر بالجنس اللطيف.
بروكسل … أحمد الكيلاني / طبيب عام
تشير الدراسة الأخيرة التي قامت بها منظمة الصحة العالمية إلى أن حملات الوقاية ومعرفة عوامل الخطر، على سبيل المثال، لا تتوافق مع الواقع. المناقشات حول السرطان لدى النساء غالبا ما تركز على ما يسمى السرطانات النسائية، مثل سرطان الثدي وعنق الرحم، كما تقول عالمة الأوبئة إيزابيل سورجوماتارام، الرئيسة المشاركة للجنة “The Lancet”. ومع ذلك، توفيت 1.35 مليون امرأة من جميع الأعمار في عام 2020 بسبب أربعة من عوامل خطر الإصابة بالسرطان الرئيسية. بما في ذلك، التبغ والكحول والسمنة والالتهابات وما إلى ذلك. وفي العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع، يكون عدد الوفيات بسبب سرطان الرئة لدى النساء أكبر من تلك التي بسبب سرطان الثدي أو عنق الرحم.
وعلى العكس من ذلك، الوقاية لن تتبع ذلك. إذ يعتقد الباحثون أنَّ الوقت قد حان لكي تواجه الحكومات هذه الإجراءات بسياسات خاصة بالجنسين من شأنها زيادة الوعي وتقليل التعرض لعوامل الخطر هذه.
ووفقا للتقريرالذي خلصت إليه مجلة “The Lancet”، تعاني جميع الأبحاث والمجالات الطبية أيضا من عدم المساواة بين الجنسين في مرض السرطان. التقدم المهني البطيء للنساء، ومكانتهن الأقل في مجال الأبحاث، من شأنه أن يؤدي إلى سياسة أقل تفصيلاً للسرطان مِمَّا هو متوقع. ويدين التقرير بأن هذا من شأنه أيضًا أن هذا يديم الافتقار إلى الوقاية من السرطان والرعاية للجنس اللطيف.
ووفقًا لما نشرته مجلة “The Lancet”، في 26 أيلول / سبتمبر سنة 2023، فإن تأثير المجتمع الأبوي على تجربة النساء مع السرطان غير معروف إلى حد كبير. كما أنَّ على الصعيد العالمي، تركز صحة المرأة في كثير من الأحيان على الصحة الإنجابية وصحة الأم، وذلك تمشيا مع التعريفات المناهضة للنسوية لقيمة ودور المرأة في المجتمع، في حين لا يزل تمثيل السرطان محتشمًا وخجولًا بكل ما تحمله الكلمتين من معانٍ جارحة. لأنَّهُ ولفترة طويلة، لم يكن يعرف ولا حتى ينتبه أهل الاختصاص بالضرورة لخصوصيات المرأة. علمًا، أنَّ هذه الرعاية التي تم تصميمها من أجل الرجال ومن قبلهم لعقود من الزمن في الطب ليست للأسف شيئًا جديدًا، وهذا التفاوت لا يقتصر على أمراض السرطان فحسب، بل تعدى إلى مجالات اخرى يصعب الغوص في تفاصيلها.
وتُؤد مجلة “The Lancet”، بأنَّ الطب كان ولا يزل عنصريًا في تعامله مع الجنس اللطيف، وأنَّ هنالك تحيز واضح وصريح من الدراسات الطبية. أما اليوم، الأمور بدأت تتحسن. والدليل على ذلك، أنَّ التوصيات بشأن التبغ والكحول تهم الجميع. يبث الطب والوقاية اليوم رسائل عالمية تهم كلا الجنسين، وفي حال الخصوصية أو عدم المساواة، يتم إرسال رسائل خاصة.
في العالم المتقدم وبشكل ملموس، الوقاية اليوم تهم الجميع. بالإضافة إلى ذلك، منذ عدة سنوات كان هنالك اهتمام متزايد بصحة المرأة. أما في الوطن العربي، فقد أصبح الوعي موجودا الآن، ويبدو أن الوقاية تستبعد النساء بشكل أقل فأقل.
في نهاية المطاف، بات الطب يتعامل دون تمييز. لقد تغيرت عادات نمط الحياة أيضًا مع انتشار التدخين بين النساء أيضًا. عندما يتم بث رسالة حول التبغ أو سرطان الرئة او أي شيء آخر، الرسالة غير جنسانية، وإنما تخاطب الجميع ودون استثناء خاص.