قسنطينة … الفنان حاتم قندوزي
بعد سنوات من الطلاق وفي منتصف الليل، يرن هاتفي فإذا بالمتصل مجهول، فتحت الخط وقلت مترددا: ” ألو”.
رد صوت امرأة خافت: ألو …كيف حالك؟
بخير الحمد لله، من معي؟
فأغلقت الخط في وجهي.
لم أكترث لما حدث وواصلت نومي.
في الغد وفي التوقيت ذاته. اتصل الرقم المجهول فتحت وقلت ألو، فإذا المرأة نفسها تقول: ” ألو …كيف حالك؟”
بخير …لكن من أنتِ؟
أغلقت الخط في وجهي مجددًا، شعرت بالغضب، ثم واصلت تنقيح كتاب حكاياتي مع جورج تحت ضوء المصباح الخجول.
في المرة الثالثة وفي نفس التوقيت اتصل الرقم المجهول.
فتحت الخط وقلت: ” من أنتِ، ماذا تريدين؟”
قالت: ” ما بك غاضب هكذا! تمهل! كيف حالك؟”
قلت: ” أنا بخير، وماذا بعد؟ لكن من أنتِ؟”
فأغلقت الخط في وجهي. حينها أقسمت ألا أرد ثانية.
في اليوم الرابع اتصلت فانفجرت في وجهها قائلًا:” لا تتصلي بي مرة أخرى، ولا تسأليني كيف حالي، أنا بخير، ومع ألف سلامة”
ممم هكذا إذًا … لماذا أنت غاضب جدًا مني بهذا الشكل؟ مادامت مكالماتي تضايقك بهذا الشكل فلن أتصل بك مجددًا!
ثم أغلقت الخط كعادتها ومن دون سلام.
في اليوم الخامس لم تتصل، كنت أنظر إلى هاتفي منتظرا اتصالها وسؤالها عني. وكأنه أحد مواعيد دوائي.
أيام تمر وكأنها دهر أنتظر اتصالها ولم تتصل، فقلت: ” يا رب أسألك بعزتك تكون بخير”
بعد شهر بالتمام اتصلت، فتحت الهاتف متلهفا لسماع نبرات صوتها الشجي قائلًا لها: اهذه أنتِ؟
ضحكت وقالت: ” هل افتقدتني؟”
فقلت لها وانا متردد نوعًا ما: “يعني”
فقالت: “كيف حالك أيها الوسيم الغاضب؟”
فقلت: “أنا بخير “!
ولم أكمل كلامي لأتفاجأ بغلقها الخط في وجهي مثل عادتها.
ولم أفهم أسباب أو دوافع سلوكها، لكن تعودت على سؤالها اليومي عني، شعرت بسعادة بالغة بأن هنالك من يتفقدني وغن كان شخصًا مجهولًا. يتبع …