القاهرة … برلنتي عبد العزيز
يقال أنه كان هنالك ملك وسيم للغاية. وكان يبحث عن زوجة في قصره، مرت به أجمل نساء المملكة. عرضوا عليه الكثير من الفتيات بالإضافة إلى جمالهن وسحرهن، لديهن ثروات طائلة، لكن ولا واحدة اقنعته بأن تصبح ملكته.
وذات يوم، أتت امرأة متسولة إلى القصر وقالت للملك وطلبت منه المعونة وأنها معدمة وليس لديها أي شيء تقدمه له، أنها بإمكانها أن تمنحه والاحترام اللذان تشعر بهه تجاهه. واستسمحته بأن يعطيها فرصة تُمكنها من فعل شيء لإقناعه بحسن نواياها.
ولان الملك الوسيم يحب المغامرات ويعشق كشف المستور ويهوى اللعب مع المجهول، وافق على مشروعها. عندئذٍ طلبت منه أن تقضي 100 يوم في شرفته، دون طعامٍ أو شراب. الا ما يسد الرمق ويسندها طوال النهار والليل. أيضًا بدون غطاء أو فراش حتى تنقضي المائة يوم بسلام.
وكان هذا تحديًا بالنسبة لكلاهما، فإن نجحت، فسوف يكون الملك زوجًا لها وإن لم تفعل، فسيكون مصيرها الشارع. فكانت مفاجأة للملك، لكنه قبل التحدي.
بدأت الأيام تمر وتمضي، وتحملت المرأة بشجاعة أسوأ الظروف وأصعبها. شعرت في كثير من الأحيان أنها يكاد يغمى عليها من الجوع والبرد، لكن ذلك شجعها على تخيل نفسها في النهاية ملكة بجانب حبها الكبير.
كان شعب المملكة سعيدًا لأنهم اعتقدوا بأنه سيكون لديهم أخيرًا ملكة. وكان الملك من وقت لآخر، يخرج وجهه من راحة غرفته ليراها، واستمر على هذا الوضع إلى أن وصلت المرأة الـ 99 يومًا، فبدأ جميع الناس يتجمعون على مشارف القصر ليروا اللحظة التي ستصبح فيها تلك المتسولة زوجة الملك.
كانت المرأة المسكينة متدهورة محطمة للغاية، لقد أصبحت ضعيفًة جدًا ومصابًة بالأمراض. ثم حدث ما حدث. استسلمت المرأة الشجاعة في الساعة 11 صباحا في يوم الـ 100 وقررت الانسحاب من ذلك القصر. نظرت إلى الملك المتفاجئ بنظرة حزينة دون أن تقول كلمة.
صدمت الناس! لا أحد يستطيع أن يفهم لماذا استسلمت تلك المرأة الشجاعة قبل ساعة واحدة فقط من رؤية أحلامها تتحقق. لقد تحملت الكثير!
عندما عادت إلى المنزل، كان والدها قد اكتشف بالفعل ما حدث. وسألها عن سبب تخليهاعن حلمها في أن تصبح الملكة!
فأجابت: ” كنت في شرفتهفي اليوم الـ 99 وتحديدا قبل منتصف الليل بساعة واحدة فقط، تحملت كل أنواع المصائب ولم يستطع تحريري من تلك التضحية. لقد رآني أعاني وشجعني فقط على الاستمرار في التحدي، دون إظهار القليل من الرحمة في وجه معاناتي. انتظرت طوال هذا الوقت او حتى تلميحًا من اللطف والاحترام لم يأتِ أبدًا. ثم فهمت أنه مثل هذا الشخص الأناني المتهور والأعمى، الذي لا يفكر إلا في نفسه وارضاء غروره، لا يستحق حبي العظيم له. لذا قررت ترك كل شيء خلفي وعدت قبل التورط والوقوع في المعاناة الأبدية.