قسنطينة … الفنان حاتم قندوزي
لم تكن تعجبني إطلاقا ولم تكن نوعي المفضل من النساء. ولأنها طيبة، نقية وصادقة قررت أن أبقيها في زمرة الأصدقاء المقربين على أي حال، فأنا لا أريد خسارتها. فأنا أقر وأعترف بأنها لم تجذبني لتواضع ملامحها فلم تكن جميلة لكنها رقيقة ناعمة أحاسيسها مرهفة. لكنها لم تكن جميلة! كنت أنظر لوجهها بحسرة وأقول بداخلي: “يا الله! لو أنها أكثر جمالا” كنت حريصا جدا على وضوحي في كل حديث كان يدور بيننا وأقنع ذاتي مرارًا وتكرارًا أننا أصدقاء ومقربين وفقط”.
لم تبد هي أي إشارة رفض لمسار علاقتنا أو حتى تحديد هويتها، فلم تكن تهتم. لنكون فيما بعد سوى أصدقاء بكل وضوح ومن دون عوائق. استمر الوضع على هكذا حال لبضعة أشهر إلى أن وصلتني رسالة نصية خاطفة منها، تقول لي فيها: “أحتاج إليك وأريد منك أن تعتني بي هذه الفترة تحديدًا، لست بخير على الإطلاق. اعتن بي، وأكثر من سؤالك عني اغمرني لأنني لم أعد قادرة على تحمل ما يحصل لي هذه الأيام”.
لا أعلم ما الذي احتوته هذه السطور من سحر خفي. لكنني شعرت تجاهها بشيء لم أشعر به من قبل. فأكثرت من سؤالي عنها واشتريت لها ورودا وشوكولاتة، تنزهنا حضرنا عروضا فنية في دور السينما والمسارح. كان وجهها في كل مرة منتفخا من شدة البكاء. وكلما بادرت بالسؤال عن حالها وما الذي يحدث معها؟ ابتسمت واكتفت بإجابة واحدة قائلة: ” فقط استمر بالاعتناء بي وسوف أكون بخير”.
مرت الأيام وأنا أتفنن بالاعتناء بها كما لم أعتن بأحد من قبل. وجدتها تزهر وتتفتح من جديد اختفى انتفاخ وجهها وتلاشى حزنها. وأصبحت جميلة جدا!
جميلة لكن ذات ملامح مختلفة عما كانت عليه. مع أنها لم تخضع إطلاقًا إلى أي إجراء تجميلي، هي ذاتها، ولكني أراها جميلة جدا، مثيرة جدا مثيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أرغب بقربها طوال الوقت. لا أدري ما الذي حدث معي في هذا الوقت القصير. أصبحت أحبها!! نعم هذا ما حصل معي!
أخبرتها بحقيقة مشاعري كاملة. صارحتها بتطور مشاعري الغريبة تجاهها، وأنني قد أدمنت وجودها في حياتي. حينها أخبرتني بأنها مغرمة بي أيضا وفي وقت قصير جدا تزوجنا.
أنجبنا طفلة ذات ملامح جميلة جدا. ومن يومها وأنا أجيد الاعتناء بحبيبتي وطفلتي. لا أعلم ما الذي حدث بعد تلك السطور البسيطة. كل ما أتذكره وأعرفه أني أكثر الرجال حظا في هذا العالم.