فريد باسيلي سميكة، بطل أولمبياد أمستردام بهولندا سنة 1928م. إذ حصل على ميداليتين في دورة واحدة، فاز فيها بفضية السلم الثابت وأخرى برونزية السلم المتحرك. كذلك، فاز فريد سميكة أيضا في عام 1932م ببطولة العالم للغطس. اعتزل فريد سميكة في عام 1935م وعمل مدربا لمنتخب مصر الأوليمبي في الغطس والذي شارك في دورة برلين 1936م. قُتل فريد سميكة عام 1944م. علي يد اليابانيين في الحرب العالمية الثانية حيث شارك مع الجيش الأمريكي وذلك عند إسقاط طائرته في ماكاسار بإندونيسيا وتم أسره في 1943م وقتلوه بعدها.
القاهرة … مينا ميخائيل جرجس
وأنا في زيارة خاطفة لبيت عمتي الكسندرا، لاحظت اسم فريد باسيلي سميكة منقوشًا على ناصية الشارع بقلب القاهرة بمنطقة مصر الجديدة. حينها سألت ابن عمتي ألكسندرا عن اسم شارع حيهم، فتعجبت وأعجبت في الوت نفسه بقصة هذا البطل العربي المصري. وقررت الغوص في تاريخه الحافل بالبطولات المتوالية.
فريد باسيل سميكة هو اسم ربما لا يعرفه أحد إلا قاطني ذلك الشارع في حي مصر الجديدة بالقاهرة شارع يمتد من الكلية الحربية و حتى الألف مسكن. شارع طويل يمر بميدان الحجاز وميدان الألف مسكن. يأخذنا إلى الكلية الحربية أو النزهة الجديدة. وقد نميل نحو مساكن شيراتون أو ربما نتجه نحو ميدان هليوبوليس أو ميدان المحكمة أو الميريلاند.
ولد فريد لعائلة قبطية عريقة، يستقر إلى اليوم تمثال من نظن أنه عمه، مرقص باشا سميكة، الذي كان عضو مجلس الشورى ومدير مصلحة السكة الحديدية، وهو الذي أنشئ المتحف القبطي وقام بإثرائه بالعديد من القطع الأثرية من مقتنياته الشخصية.

ولد فريد باسيلي سميكة في عام 1907م بالإسكندرية. عاش فيها فريد طفولة مخملية فألحقه فيها أبوه مدير الجمارك باسيلي بك سميكة بمدارس النخبة، أين أتقن الفرنسية والإنجليزية.
مثل مصر في أوليمبياد أمستردام في العام 1928م، ليسجل اسمه إلى جوار إبراهيم مصطفى و سيد نصير كأول من رفع علمًا عربيًا وأفريقيًا في المحفل الأوليمبي بفضية في مسابقة السلم الثابت، التي كانت في الأصل ذهبية لكنها ذهبت للأسف وللعجب أثناء مراسم التتويج وعزف السلام الملكي احتفالا بتتويج المصري فريد سميكة بالذهبية إلي منافسه الأمريكي، ثم برونزية في مسابقة السلم المتحرك.
في العام 1932 فاز فريد سميكة ببطولة العالم في الغطس. و في أمريكا حيث استقر حاز ببطولة أمريكا في الغطس أكثر من مرة كما حاز علي بطولة العالم في اليابان أيضًا.
اعتزل فريد في عام 1932م في أوج شبابه وتألقه. وفي عام 1933م قام برحلة حول العالم مع زميله هارولد سميث أبهرا فيها كل من شاهد عروضهما في الغطس المزدوج ثم قاما بعد ذلك برحلة مماثلة عبر الولايات المتحدة، أقاما خلالها عروضا كرنفالية لتحفيز الشباب على ممارسة تلك الرياضة، والتي كانت إلى حدٍّ ما غريبة. في عام 1935م عمل مدربا لمنتخب المملكة المصرية الأوليمبي في الغطس و الذي شارك في دورة برلين عام 1936م .
اقتحم فريد سميكة عالم هوليود السينمائي من خلال ظهوره كدوبلير في المشاهد الخطرة في أفلام طرزان مع جوني فايسمولر. و في فيلم “ما وراء البحار” و شارك بقفزاته في بعض الأفلام الوثائقية الشهيرة من إنتاج”مترو غولدوين ماير” عن رياضة الغطس. بما في ذلك، الفيلم الوثائقي “الغطس المزدوج” عام 1939م، و”الرياضات المائية” عام 1941م.
التحق فريد سميكة بالجيش الأمريكي في صيف العام 1942م. بعد شهور من التدريب المتواصل وبسبب معرفته السابقة بالطيران حصل فريد على رتبة ملازم ثان بسلاح الجو الأمريكي. لا تتوافر معلومات رسمية حول المهام الموكلة إلى فريد لكن مذكرات قدامى المحاربين تشير إلى دوره كمصور جوي لمواقع اليابانيين.
في وقت غير معلوم من نهاية العام 1943م، سقطت طائرة مقاتلة من طراز B42 كانت تقل فريد وتؤكد التقارير وقوع الحادثة في إندونيسيا. و اعتبرته قوات الولايات المتحدة مفقودا أثناء العمليات. أصبح فريد أسير حرب بيد اليابانيين الذين كان يتمتع بشعبية طاغية في بلادهم قبل الحرب لسبق فوزه ببطولات عدة في اليابان ولشهرته العالمية.
وقع سميكة أسيرًا في أيدي اليابانيين عام 1943م، واقتيد لأحد المعسكرات بإندونيسيا، ثم نفذوا فيه حكم الإعدام بقطع رأسه بكل وحشية عام 1944م، واعتبره الجيش الأمريكى من شهداء خدمة الوطن.
تعليق واحد
I am sure this piece of writing has touched all the internet
users, its really really fastidious article on building up
new weblog.