الكلمات كام تبني أشخاصًا كذلك تهدمهم، فكثير من الناس وصلوا إلى أبعد مما ظنوا أنفسهم قادرين عليه. لأن شخصًا آخر أخبرهم أنهم قادرون على فعل ذلك، الكلمة الطيبة صدقة، لذلك يجب اختيار الكلمات برفق وحذر وعناية.
نيويورك … جيسي عبد المور
في إحدى أركان مترو الأنفاق بنيويورك. كان هنالك صبية هزيلة الجسم ضعيفة البنية شاردة الذهن تبيع أقلام الرصاص وأعواد الثقاب. مرَّ عليها أحد رجال الأعمال، ووضع دولارا في كيسها، وفي عجلة من أمره استقل المترو، وبعد لحظة من التفكير، خرج من المترو مرة أخرى، وسار نحو الصبية، وتناول بعض أقلام الرصاص، وأوضح لها بلهجة يغلب عليها الاعتذار أنه نسي التقاط الأقلام التي اشتراها منها. قدم لها نفسه على انه رجل أعمال مثلها وأن لديها بضاعة مثله التي معه تبيعها وأسعارها مناسبة للغاية. ثم استقل المترو ولم يرجع ثانية.
بعد سنوات من هذا الموقف وفي إحدى المناسبات الاجتماعية تقدمت سيدة أعمال جميلة أنيقة نحو أحد رجال الأعمال المدعوين وقدمت نفسها له قائلة: ” إنك لا تذكرني على الأرجح، وأنا لا أعرف حتى اسمك، ولكني لن أنساك ما حييت. أنت الرجل الذي أعاد إلي احترامي وتقديري لذاتي، لقد كنت أظن أنني شحاذة وأنا أبيع أقلام الرصاص وأعواد الثقاب إلى أن جئت أنت وأخبرتني أنني سيدة أعمال مثلك. حينها قررت بقوة تغيير مسار حياتي من الذل والمهانة إلى العز والرخاء “.