تجدين سيدتي كل يوم نصيحة من خبرائنا من اجل الاعتناء بك
عادة ما نقضي ما بين 12 إلى 16 ساعة يوميًا في منازلنا، ولسوء الحظ فإن الهواء الذي نتنفسه هناك ليس دائمًا نقيًا أو بالأحرى ليس ذو نوعية جيدة جدًا. فهو أكثر تلوثًا بمقدار 10 مرات من الهواء الخارجي، وهو مسؤول عن 25000 حالة وفاة سنويًا في العالم. لذلك، أردنا أن نبحث ونكتشف عن أهم الأسباب والمُسببات لحدوث ذلك.
بيروت … الدكتورة ناتالي صقر خبيرة في علم الأحياء، وأخصائية في الروائح النباتية، ومعالجة طبيعية
ما هي الملوثات الرئيسية التي تسمم منازلنا وتُهدد حياتنا؟
ـــ المركبات العضوية المتطايرة … تنبعث المركبات العضوية المتطايرة والتي تُعرب باسم (VOCs) من المنتجات التي نستخدمها يوميًا. بما في ذلك، الأثاث المصنوع من الألواح الخشبية، والسجاد، والطلاء، والمنتجات الداخلية، والعطور الداخلية، وبخاخات التعقيم، والمُبيدات وغيرها مثل:
ـ البنزين … وهو من بين هذه المركبات العضوية المتطايرة، ثبت أنَّهُ يسبب تأثيرات سلبية، كما ورد في الدراسات التي أجريت على البشر. فبعد التعرض الحاد للبنزين، تؤدي التركيزات العالية من البنزين إلى تثبيط الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي مما يؤدي إلى الوفاة. وبعد التعرض لأشكال أكثر اعتدالا، تم الإبلاغ عن اضطرابات في الكلام، والصداع، والدوخة، والأرق، والغثيان وتشوش الحس في الأطراف.
ـ ثلاثي كلور الإيثيلين … فقد صنفته الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) في عام 2014 على أنَّه مادة مسرطنة مؤكدة للبشر. وتشير الدراسات الوبائية إلى وجود علاقة إيجابية بين التعرض لثلاثي كلور الإيثيلين وتطور سرطان الخلايا الكلوية.وهذا ما أكدتهوكالة حماية البيئة الأمريكية حين نشرت تقريرا يدعم الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، مؤكدا على وجود علاقة سببية، في البشر، بين التعرض لثلاثي كلور الإيثيلين وسرطان الكلى سنة 2011.
ـ الفورمالديهايد … والمعروف بآثاره المهيجة، هو مادة أخرى توجد عادة في البيئات الداخلية. وهو موجود في منتجات البناء والأثاث ومنتجات المنظفات، ولكنه ينبعث أيضًا بشكل طبيعي أثناء أي ظاهرة احتراق وعند طهي الطعام على وجه الخصوص. فمنذ زمن قصير تم تصنيف الفورمالديهايد على أنَّهُ مادة مسرطنة بشرية مثبتة من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان.
ـــ التبغ … يحتوي دخان التبغ البيئي على أكثر من 4000 مركب، أكثر من 300 منها ضارة وحوالي 45 مادة مسرطنة وسامة.ويعتبر دخان التبغ البيئي مصدرا أساسيًا لتلوث الهواء في الأماكن المغلقة.الآثار الرئيسية لدخان التبغ البيئي تتمثل في زيادة بنسبة 28 % تقريبًا في خطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية وسرطان الرئة والبلعوم.
عدد الوفيات الناجمة عن دخان التبغ البيئي في الولايات المتحدة وحدها بلغ 1340 حالة سنويًا:
ــ 190 حالة سرطان رئة.
ــ 580 حالات احتشاء عضلة القلب.
ــ 420 سكتة دماغية
ــ 150 حالة وفاة بسبب أمراض الجهاز التنفسي السفلي المزمنة.
ـــ العفن … يتطور العفن الذي تنبعث منه الجراثيم التي نستنشقها عند التنفس، بوجود المواد العضوية على الأسطح ووجود الماء، المرتبط بالعزل المفرط والتهوية غير الكافية. والروائح التي تنبعث من هذا التعفن هي من دون شك المسؤولة الأولى عن الحساسية والالتهابات. ومن أشهر هذه الالتهابات نجد كل من:
ـ التهاب الشعب الهوائية.
ـ التهاب الأسناخ.
ـ ذات الجنب.
ـ داء الرشاشيات.
ـ التسمم الفطري.
ـــ أول أكسيد الكربون … في العالم وفي كل عام، يتم الإبلاغ عن حوالي 10 % حالة تسمم بأول أكسيد الكربون 1 % حالة وفاة. جميع الأجهزة التي تعمل بالغاز أو الخشب أو الفحم أو زيت الوقود أو الإيثانول تطلق غاز أول أكسيد الكربون إذا كان الاحتراق ضعيفًا أو إذا كانت أنظمة التهوية معيبة.يمكن هذا الغاز عديم اللون والرائحة خطير جدًا، يتراكم مما يسبب الدوخة والصداع والغثيان والنعاس وعدم وضوح الرؤية مشاكل أحرى تُؤدي إلى فقدان الحياة!
ـــ الضوضاء … الأبواق، البناء، الهواتف، الجيران المزعجون، أجهزة التلفاز، النباح … إلخ. اليوم، التلوث الضوضائي موجود في كل مكان ويزعجنا حتى ونحن في منازلنا، خاصة في المدينة. ولسبب وجيه، فإن عواقب هذا التلوث الضوضائي على صحة الإنسان متنوعة ويمكن أن تكون خطيرة. في حال التعرض لفترات طويلة واعتمادًا على الحساسيات، يمكن أن يسبب التلوث الضوضائي التوتر والتهيج والأرق ومشاكل السمع وارتفاع ضغط الدم أو حتى الاكتئاب أحيانًا أخرى يؤدي إلى الانتحار!
دراسة أجريت عام 2022 بتمويل من منظمة الصحة العالمية ومركز الأبحاث والدراسات العلمية بمدينة سان فرانسيسكو، يرتبط التعرض للضوضاء بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الرجال، والاستشفاء والتوقف عن العمل لدى النساء، وحالات القلق وزيادة استخدام الأدوية لدى كلا الجنسين.
ـــ العث … تأتي مسببات حساسية العث من البراز، وإفرازات اللعاب، والبيض واليرقات، والحطام الخلوي من العث الميت.وهي موجودة بشكل رئيسي في غبار المراتب والفراش والأَسِّرة وبنسبة أقل في المنسوجات الأخرى.إنها مجهرية للغاية لدرجة أننا لا نستطيع رؤيتها، لكنها مسؤولة عن العديد من أنواع الحساسية والأمراض غير المرئية.
ـــ البيسفينول A والفثالات … يتم استخدامهما على نطاق واسع كمواد ملدنة، ويتم تعريفهها اليوم على أنهها اختلالات الغدد الصماء. مما يعني أنهها قادرتان على التدخل في عمل النظام الهرموني. ANSES الفرنسية تُضيرُ إلى وجود تأثيرات مثبتة على الحيوانات وغيرها من التأثيرات المشتبه بها على البشر. بما في ذلك، تأثيرات على التكاثر والتمثيل الغذائي وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية. ولهذا السبب، تم تصنيفها عام 2014 على أنها مادة سامة ومسرطنة ومُطفرة للتكاثر من قبل الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية (ECHA).
ـــ الموجات الكهرومغناطيسية … منذ سنوات يحتدم الجدل حول ضرر الموجات الكهرومغناطيسية. بما في ذلك، الواي فاي، فرن الميكروويف، الجوال، الراديو وغيرها. والدراسات حول الموضوع تتتابع ولا تتشابه.وآخرها دراسة واسعة النطاق أجراها البرنامج الوطني لعلم السموم بكاليفورنيا، ونشرت نتائجها الأولية في بداية شهر يونيو. ونعلم أن التعرض بشكل كبير للموجات الكهرومغناطيسية من شأنه أن يؤدي إلى زيادة طفيفة في ورمين لدى الجرذان والفئران والأرانب. أحدهما في الدماغ والآخر في القلب!
ولم تظهر أي حالات أورام في المجموعة الضابطة التي لم تتعرض. في المجموعات المعرضة، حيث أصيب ما بين 1.2 % و3.4 % من الأفراد بورم في المخ. ولكن سيتعين الانتظار حتى نهاية عام 2025 للحصول على التقرير الكامل. كذلك، أشارت الدراسات ذاتها إلى تورط المجالات الكهرومغناطيسية في ظهور اضطرابات النوم، والتعب، والعصبية، والصداع، والإجهاد، والاكتئاب، وفقدان الذاكرة، وحتى صعوبة التركيز والدخول في فقدان الذاكرة.
ـــ الرادون … وهو مسؤول عن حوالي 10 % من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة وحوالي 4 % من جميع الوفيات التي تعزى إلى السرطان في أوروبا وأمريكا، وفقا لمعهد مراقبة الصحة. هو غاز مشع طبيعي يمكن العثور عليه في المباني سيئة التهوية. وهو عامل معترف به باعتباره مادة مسرطنة رئوية لدى البشر من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) منذ عام 1988م. ومن الناحية المثالية، يجب إخلاء غاز الرادون الموجود تحت الأساسات قبل أن يدخل إلى الأماكن الصالحة للسكن في المبنى.
ـــ الألياف المعدنية … الغبار الذي يتم استنشاقه مع الهواء، يحمل معه جميع أنواع الجزيئات. والألياف على وجه الخصوص، هي جزيئات تنبعث من مواد معينة، كالسليلوز، القنب، السيزال، الأسبستوس، الصوف الزجاجي، الصخور … إلخ. بعض الأنشطة مثل الأعمال اليدوية أو الطبخ أو التنظيف تنبعث منها كميات كبيرة من الجزيئات والألياف التي تظل معلقة في الهواء لمدة زمنية مُعتبرة.
الأسبستوس على سبيل المثال، يُعتبر من بين الألياف المعدنية، وهو بكل تأكيد مادة مسرطنة للغاية. وهذا المرض يرتبط بحوالي ما بين 2500 و5500 حالة سرطان سنويًا في فرنسا، بما في ذلك سرطان غشاء الجنب شديد العدوانية. أما اليوم فهو محظور في فرنسا وتشخيص الأسبستوس في المباني المبنية إلزامي للغاية. والتعرض المتكرر يسبب التليف الرئوي، وهو عامل خطر لفشل الجهاز التنفسي.
نصيحة
ـــ لا للتدخين في الداخل.
ـــ القيام بعملية التهوية إذا كان هنالك شخص يدخن في الغرفة.
ـــ زيت الزعتر الأساسي ومستخلص الثوم فعالان ضد تكاثر الفطريات والبكتيريا على الخشب.
ـــ لتجنب الرادون، يجب التأكد من تهوية الغرف بشكل جيد، وخاصة في الطابق السفلي. مع سد الشقوق في الأساس والفتحات الملامسة للأرض.
ـــ التهوية أثناء أي نشاط يتصاعد منه بخار الماء، وبعد الاستحمام.
ـــ اتباع تعليمات الاستخدام الموضحة في تعليمات الاستخدام الخاصة بالأجهزة. والقيام بفحصها بانتظام بواسطة متخصص، وكذلك القيام بتنظيف المداخن والمداخل والمخارج.
ـــ عدم غلق فتحات التهوية الموجودة في المنازل..
ـــ عدم استخدام المدافئ المحمولة بشكل مستمر.
ـــ من الأجدر فتح السرير والنافذة على نطاق واسع كل صباح لمدة 10 دقائق على الأقل لوقف الطفيليات من انتشارها.
ـــ استخدام المكنسة الكهربائية بانتظام، ونفض الغبار عن الفراش والبطانيات والأغطية. وغسل الألحفة والوسائد ودُمى الأطفال المحشوة بشكل متكرر.
ـــ تجنب المنتجات المضادة للعث، والتي غالبا ما تكون مزعجة وغير مجدية، حيث أن المواد المثيرة للحساسية موجودة في فضلات العث والجثث.
ـــ تجنب تعليق الغسيل في الغرف الرطبة، ويفضل وضعه في الخارج أو في المجفف. والأفضل من ذلك كله، نشره تحت أشعة الشمس مباشرة.
ـــ تجنب المواد البلاستيكية قدر الإمكان في حال وجود البيسفينول A والفثالات.
ـــ تجنب PVC أو ما يُسمى البولي فينيل كلورايد، وPS أي بولي ستايرين والكمبيوتر الشخصي أي بولي كربونات.
ـــ تجنب وضع البلاستيك في الميكروويف حين التسخين يزيد من مستوى المواد الكيميائية التي تهاجر إلى الأطعمة والمشروبات.
ـــ يوصي بالحد من تعرض السكان للترددات الراديوية.
ـــ الموجات الكهرومغناطيسية الميكروية المستخدمة بشكل خاص في الهواتف المحمولة والواي فاي مسرطنة للإنسان.
ـــ لا للهاتف الخلوي معنا طوال الوقت ويجب أغلقه عند النوم.
ـــ إيقاف تشغيل شبكة WiFi الخاصة عندما لا تستخدمها.
ـــ لا لاستعمال الأطفال للهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي أو الكمبيوتر وما إلى ذلك.
ـــ وضع المنبه الخاص بعيدا عن السرير.
ـــ خلق مسافة لا تقل عن متر واحد عن الميكروويف ومواقد الحث وآلة صنع القهوة الكهربائية … إلخ.
ـــ إذا كان المنزل معزولاً بالصوف الزجاجي أو الصوف الصخري، فلا يجب التعامل مع الألياف المعدنية دون حماية. كما يجب التأكد من بقائها في أقسام مغلقة.
ـــ أصبحت علامة المركبات العضوية المتطايرة إلزامية على جميع المنتجات المباعة في جميع أنحاء الكوكب منذ عام 2014. وهي تشير إلى مستوى انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة، على مقياس من A+ انبعاثات منخفضة جدًا إلى C انبعاثات عالية. لذا تأكد من اختيار التصنيف A+.
ـــ لا تتركوا الأطفال لساعات طويلة في الاماكن المُغلقة! إذ يزيد التعرض لدخان التبغ من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ، والتهابات الجهاز التنفسي، والتهابات الأذن، والربو.