رجال يلبسون غير خصالهم
بيروت … جيزيل حداد
يبقى الصراع بين آدم وغنوجة مستمرا، والعلاقة بينهما معقدة ومركبة، مع كل الأوقات السعيدة التي تمر بهما، رغم تخلل في كثير الأحيان اللحظات المزعجة، إلا أن كل المظاهر والتصرفات المزعجة وغير اللائقة، لا تقلل من شأن غنوجة ولا تضر في علاقتها مع آدم الرجل، الحقيقة الساطعة التي لا يمكن اخفاؤها، هي أن آدم الرجل عندما يحب غنوجة المرأة فهو مستعد للتضحية بكل شيء لأجلها، بل بحياته كلها.
أسرار الرجال … آدم بصفته رجلا، فهو على استعداد تام ومستمر لمساعدة غنوجة في أي محنة تصادفها. يعشققون الرياضة بشكل عام وكرة القدة بشكل خاص، أغلبهم وسيم وبشكل مدهش خاصة مع اللحية، طبعهم كريم ومسامح وحليم، يحبون الأم ويحترمون القريبة ويموتون في النجلة ويعشقون الحبيبة، وهذا ما يسكن في مخيلة غنوجة البسيطة عن أوصاف آدم. ولكن الحقيقة تختلف نوعا ما، عما يعشش في مخيلتها.
ــ الرجل يغوص بنظراته في أعماق كل امرأة تعبر أمامه … لا إراديا، يحدق الرجل في المرأة، كما يقوم بعملية تقيمها، إن كانت جميلة أم لا، ومهما يكن شكل المرأة الخارجي، يحب الرجل الاكتشاف والتقرب إلى كل امرأة تمرُّ بجانبه، لا يضع أية فرصة. لأن من صفات الرجل، حبه لأكثر من أمرأه في الوقت نفسه.
يقع الرجل في الحب أسرع من المرأة وقبلها، حيث يميل الرجل عموما بغض النظر عن سلوكه وشخصيته إلى الوقوع في الحب، وبسرعة التعبير عن مشاعر الحب أكبر من المرأة، ليحتجزها ويضمن ولاءها، في انتظار ضحية أخرى.
ــ أغلب الأوقات يهمل الرجل المرأة لأوقات كثيرة وطويلة، وهذا ما يحدث مع الرجل في كثير الأحيان، عامة الرجل يحب أن يطمئن بشكل مستمر أن المرأة لا تزل تحبه وتتعلق به، وفي هكذا حال يضمن ولائها له ولكنه يبحث دوما عن الأفضل.
ــ في أغلب المواقف والحالات، يتعمد الرجل إهماله للمرأة، حتى يختبر سلوكها وتصرفاتها نحوه، وبخاصة ردة فعلها ويتأكد من حبها له وأن علاقتهما لم تتخللها النسمات الباردة. وفي الواقع تصرف الرجل على هذا النحو، له مسلك غير مريح باتجاه أنانيته في العلاقة بينهما، ويدل هذا إما على حبه لشريكته ورغبته في البقاء بجانبها وأنه فقط يريد التأكد من مدى حبها له، أو يريد التأكد على أنها عمياء وضعيفة الإرادة والشخصية، وأنها منساقة رغم ما يفعلة خارج مجال علاقتهما.
ــ كل رجل على الأرض لا يركز في الأمور البسيطة، وهذا ما يكشف غروره وتعاليه على المرأة، لأنه وحسب طبيعته التكوينية والروحية، يفكر بصورة شاملة وعلى نحو بعام، فمن الأفل عدم محاولة جذب انتباه الرجل لتفاصيل صغير لأنه لن يفهم وسوف يعالج الأمور ويحللها بمفهوم صعب وغير مجدٍ، فالغوص في التفاهات وأبسط التفاصيل يجلب حتما المشاكل ويسلب حقا السعادة.
ــ من سلبيات الرجل رؤيته للمرأة وكأنها فريسة أو فرصة ليستفيد منها ويستغلها باسم الحب واللوم والعتاب وبكل الطرق المتاحة، خاصة قصة هل تحبينني من هو حبيبك هل أنا صحيح كل شيء في حياتك … وناهيك ودواليك. وهنا على الفتاه أيا كان سنها أو مراحل عمرها، أن تكون يقظة وذكية، أن تبني جدار الاحترام بمسافاته المتباعدة، كي لا تقع في فخه وقت ما أراد.
ــ رغبة الرجل في أغلب الأوقات، تتجلى في البحث غير المشروط لأوقات لطيفة له، ولو للحظات وجيزة معينة للهرب من مسؤولياته والتزاماته، قد يكون هذا غير منطقي لبعض الفتيات، ولكنها الحقيقة التي يجب إدراكها في كل الأوقات،
ــ الرجل مثل الطفل، يحتاج دائما لمن يرعاه ويسانده بالدعم العاطفي والنفسي، والشيء الأجمل هنا هو أن الرجل يقدر حقا هذا السلوك من طرف المرأة، خاصة إذا كان مرتبطا بغير شريكته. ويضيع الرجال بسرعة ويتشتت، في حال عدم الاهتمام به وتلبية احتياجاته، فإذا لم يشعر الرجل بالحب والتقدير في علاقته، حينها يبحث عن مكان آخر يجد فيه حريته وراحته أكثر.
ــ الرجل ضحية لما رسمه المجتمع له من صور بطولية ذكورية لا تهزم ولا تقهر، فتجبره ليحتفظ دائما على ملامح وجهه الصارمة التي لا تقبل الاختراق من أي نوع للمرأة، وإن لم يكن ذلك هناك اختراقات خفيقيه للشكوك تلازمه طوال بقية حياته، نتيجة الخوف من الآتي المجهول الذي يحمل في حقائبه الأسرار والخبايا التي تدمره آجلا أم لاحقا، الرجل في نهاية الأمر بشر وليش بطلا خارقا لا يقهر. وإذا حظي الرجل بالسلطة المطلقة فهذا يشعر المرأة حقًا بالقوة والحماية.
ــ لا يحب المكوث بمفرده، أفكاره كثيرة ومتداخلة بلا معنى، كل لحظة من حياته تتخللها تخمينات متتالية، لما يتحمله من مسؤوليات حجمها يفوق طاقاته البشرية، لدرجة خروجه عن المسار التفكيري السليم العقلاني والدخول في دهاليز التفكير التافه والمعقد.
ــ الاختصار والوضوح من أهم الخصال التي يعشقها الرجل في حديث المرأة الذكية المتخلقة معه. لأنه فضل الذكاء عن الجمال، كون الرجل لا يحب سماع كلام المرأة، إلا إذا كان مختصرا جدا، فالرجل لا تهمه التفاصيل والمماطلة وتسلسل القصص، وإنما كل ما يرغب فيه ويعشقه، هو خلاصة أحاديث المرأة الواضحة بشكل مباشر وصريح. يقوي الرجل علاقته مع المرأة من خلال عمل الأشياء معًا، بدلا عن تبادل الأفكار أو المشاعر غير المحببة بالنسبة له.
ــ الرجل يعشق القوة والسيطرة على المرأة، وهذا ما يشعره بالحرية في مملكته الخاصة، وإذا حظي بذلك فعلى المرأة أن تتأكد بأن الرجل يريد حمايتها والحفاظ على كرامتها أنه في هكذا حال يمنحا الدنيا بأكملها.
فامنحيه تلك القوة، واتركيه يتعامل مع عناصرها، فكل هذه المظاهر ما هي إلا عبارة عن سلطة وهمية رمزية تمنح الرجل الثقة بالنفس والرضا.