حسناء الموساد سرقت تصميمات السد العالي … المزورة
القاهرة … مينا ميخائيل جرجس
في وسط مناقشات شباب اليهود مع الحكومة الإسرائيلية حول مناقشة الأوضاع المزرية ليهود الأوروغواي، والسعي إلى حل مشاكلهم السياسية والعرقية الأوروغواي، في بداية سنة 1960م، إذ تتفاجأ غولدا مائير التي كانت برفقة رئيس الموساد إيسر هارئيل أنداك، بتدخل لفتاة عشرينية شابة في منتهى الجمال والذكاء والنعومة والقوة، وبكل غضب وحماس تعاتب من خلاله الشباب اليهودي بلغة الييديش وتحفزهم على مساعدة إسرائيل والنهوض بها بدلا عن التذمر وطرح الشكاوى الولدانية الوضيعة ولوم بلادهم إسرائيل، دون الاكتراث بما تمر به من تهديدات العرب واللاستقرار.

لتكون الشابة إيزابيل بيدرو أشهر جاسوسات إسرائيل في مصر بعد تجنيدها من طرف ضابط المخابرات الإسرائيلي إسحاق شامير، بمساعدة إيسر هارئيل وغولدا مايير.
من تكون الحسناء إيزابيل بيدرو؟
ولدت إيزابيل بيدرو سنة 1934م في أورشليم وتحديدا بالقدس القديمة، والدها بيدرو الذي كان يعمل ضمن حركة العمال في منظمة صهيون اليسار اليهودية وغير الصهيونية، لكنه سرعان ما تركها متوجها إلى منظمة مبام الصهيونية ثم انخرط في الجيش البولندي، ليهاجر بعد سنوات وتحديدا في سمة 1921م إلى فلسطين فارا من الظروف العصيبة التي كان يعيشها في بولندا، في فلسطين قام بيدرو والد إيزابيل بنشاطات كثير لخدمة الكيان الصهيوني في فلسطين، فكان من بين المؤسسين الرئيسيين للكيبوتسات الثلاثة والتي كانت قرب منطقتي بتاح تكفا وطبريا.
عند بلوغ إيزابيل السن التعليمي، أخذها والده إلى الأوروغواي، لتعيش مع عمتها ولضمان مستقل أفضل، لأن فلسطين يومها لم تكن على استقرار دائم. وعاشت إيزابيل مع عمتها ودرت في مدارس وجامعة الأوروغواي إلى أن تخرجت منها بشهادة مهندسة معمارية بتقدير ممتاز من الجامعة المركزية مونتي فيديو بعاصمة الأوروغواي.
كانت الفتاة تحمل بداخلها البغض والكراهية لأي شخص غير يهودي، وخاصة العرب والمسلمين بصفة عامة، لم تكن تفكر في الهجرة إلى فلسطين إطلاقا، بحجة أن العمل النضالي والبطولي، أساس نجاحة خدمة البلاد والعباد من الخارج بدلا عن الداخل، لذا أسست إيزابيل بيدرو منظمة هيبرايكا اليهودية المعادية للسامية في العاصمة مونتي فيديو، وسنها لم يتجاوز الـ 25 بعد، أهدافها منع اندماج اليهود وانصهارهم في المجتمعات المعادية وغير اليهودية، كمنع تزويجهم بغير طوائفهم وتبادل المساعدات بينهم وتخصيص معاونات لبعض فقرائهم المرضى، ناهيك عن أنها أنشأت صندوقا للمساعدات باسم صندوق إسرائيل العظمى، الهدف منه، هو جمع التبرعات بجميع أشكالها لمساعدة إسرائيل خاصة وزارة الدفاع.
بقيت نشاطات إيزابيل بيدرو وصندوقها ومنظمتها على هذه الحال، إلى أن حققت حلمها الصهيوني العنصري وارتبطت بيهودي مثلها ولكن من الطائفة الأرثدوكسية المتشددة، حيث استمر هذا الزواج سنتين كاملتين، رأت فيهم إيزابيل العجائب والغرائب، حيث طلبت الطلاق ورفعت قضية واثنتين حتى حصلت على الطلاق، حينها قررت إيزابيل السفر والعودة إلى القدس، لتنفذ بجلدها، مخلفة وراءها الأحلام المكسورة والنضالات والتبرعات. من خلال إحدى الرحلات البحرية بين مونتي فيدو وجينوا بإيطاليا متوجهة نحو حيفا بفلسطين، في شتاء 1962م.
من لحظة وصولها إلى ميناء خيفا، والموساد في دوام مراقبتها، حيث هماك توصيات بخصوصها منذ لقاء غولدا مايير، مكثت مدة لا بأس بها في القدس العتيقة، ثم ضاقت بها الأحوال لتبيع منزل العائلة وتستقر بتل أبيب، كل ما مرت به إيزابيل من ضيق وتضييق، كان من فعل الموساد لإدراجها والسيطرة عليها لتنفيذ كل المخططات الاستخباراتية التي تنتظر فقط تنفيذها.

حسناء الموساد في تل أبيب
وفي تل أبيب اشترت شقة صغيرة بعمارة يوردي حاسيرا بشارع غفاتيم شمال تل أبيب، كما حصلت على وظيفة في مجال اختصاصها، في التصوير والتصميمات الهندسية المعمارية، مع اتخاذ قرار الابتعاد عن كل ما يتعلق بالسياسة واليهودية وإسرائيل، وبقيت على هذه الحال تعيش بسلام، رغمها شعورها ويقينها بأن من يترقبها وكل تحركاتها، إلى أن تفاجأت في عصر 15أيار/أبريل 1962م بوجود شخصين أما باب شقتها لزيارتها، وكعادتها لم تظهر عليها علامات الخوف والتوتر، رغم وجود في تلك الفترة بالذات مافيا صهيونية تخطف العذارى اليهوديات الجديدات، لبيعهن بأموال طائلة لمساندة إسرائيل، وهذا ما ترك لدى الشخصين انطباعا كله دهشة واعجابا واحتراما لها. كما بدأ أحدهما بسرد قصة تفاصيل حياتها من ساعة مولدها بالقدس العتيقة إلى ما هي عليه الأن، فتيقنت من كلامهما أن إسرائيل بحاجة ماسة لهكذا نوع من النساء الشجاعات البطلات القويات. فوافقت شرط أن يتم اللقاء مع أكبر رأس في جهاز الموساد.
وحدد لها موعدا مع رئيس الموساد وأمينه في اليوم التالي، أي في يوم 16/04/1962م، بمطعم ورد بشارع دايزين بتل أبيب، وتمت بالفعل المقابلة، بينها وبين إيسر هارئيل ومساعده الأول، حيث حجزت لها طاولة باسمها الشخصي في الدور الثاني للمطعم، فبدأ إيسر هارئيل بمدحها وتثمين تضحياتها وتمجيد بطولاتها لخدمة إسرائيل، وطلب منها تنفيذ مهمة جديدة مصيرية لصالح إسرائيل، مهمة تخلد اسمها في تاريخ إسرائيل وتمجده الأجيال القادمة، والأهم من هذا كله أكد وجوب تدريبها على كل ضروريات التجسس والاختراق وبعدها يتم تجريبها، وإن نجحت فيها بتفوق يكون هناك كلام آخر أكثر عملا وجدية.
دخول إيزابيل عالم الجوسسة
أنهت إيزابيل كل ما طُلب منها مبدئيا، تم تكليفها بمهمة اختبارية في معسكر إسرائيلي، بجنوب نتانيا، وتصوير كل ما تستطيعين تصويره، من خرائط ومعدات وصور ومستندات. ونفذت إيزابيل مهمتها بكل سرية وثقة ونجاح مبهر، لتنتقل إلى مهمة المرحلة الأصعب، والمتمثلة في تسجيل كل ما يصادمها في محطة الطاقة ريدينغ جي الموجودة في شمال تل أبيب، ولكن هذه المرة يكون تصوير المستندات والخرائط والمعدات بالذاكرة وليس بواسطة آلة التصوير.
ونجحت إيزابيل في مهمتها الثانية، حيث رسمت كل ما رأته من خرائط وتخطيطات والرسومات، مع تدوين كل التقارير المرفقة لها، بكل دقة وتركيز واحترافية، ولم تكن هناك مرحلة ثالثة، كون إيزابيل تخطت كل الاختبارات الممكن مصادفتها لاحقا، حيت أسندت لها مهمة أخطر وأصعب من سابقتيها. فخصصت لها الموساد مسكنا واسعا وهادئا، للتدريبات الجديدة للقيام بالمهمة الأصعب، وتم ذلك وتدربت إيزابيل على استخدام وسائل استخباراتية متطورة، لمدة لا تقل عن الـ 6 أشهر، وتحديدا في شهر مارس/آذار سنه 1963م، لتكون بعدها جاهزة ومستعدة لتنفيذ مهمتاه الأصعب، والتي سوف تكون خارج فلسطين.
في ذاك الوقت تحديدا، نشب حريق الخلافات السياسية التوجهية المصيرية بين إيسر هارئيل و ديفيد بن غوريون، لدرجت السب والقذف، ولم يتحمل إيسر هارئيل كل الضغوطات والتضييقات ليستقيل بعدها ليظفر بمنصب رئيس الموساد الضابط مائير عاميت، حيث قرر هذا الأخير تصنيف الملفات الاستخباراتية حسب الأولويات، من بينها ملف الجاسوسة إيزابيل بيدرو. بعدما درس الملف لمرات عدة، قرر مقابلة إيزابيل شخصيا، وكان ذلك في أحد مقرات الموساد بعمارة 12 في شارع بورلو زروف في تل أبيب، عند مقابلتها ومن الوهلة الأولى، أعجب بجمالها وقوتها وذكائها، وبدأ في مدحها اللامتناهي، وأنها امرأة تعتمد عليها إسرائيل وتثق فيها والدليل على هذا مقابلتها لرئيسي الموساد دفعة واحدة، وفي وقت وجيز، ومهمتها تحرير اليهود من السجون المصرية، والتغلغل في قلب المجتمع المصري، وتنظيف فضيحة لافون التي كان سببها إيسر هارئيل.

جلسات متكررة بشكل منتظم، جمعت مائير عاميت وإيزابيل بيدرو، لدراسة خطواتها مستقبلا في مصر، حيت حصلت خلال هذه الفترة بمساعدة إسحاق شامير الذي كان وقتها رئيس العمليات الخاصة هامفرتس في فرنسا، على الجنسية الفرنسية وشهادة الهندسة المعمارية من جامعة باريس، وأن الهدف من هذا وذاك هو اكمال الدراسة في مصر، بحجة الانبهار الذي تكنه إيزابيل لمصر وتاريخها وحضارتها وتصميم هندستها المعمارية والمدنية، حيث بالإمكان زيارة كل المواقع الأثرية والمعمارية في مصر بكل حرية واريحية.
السفر إلى باريس
سافرت إيزابيل بيدرو في نهاية أبريل/أيار ستة 1963م من مطار اللد الذي أصبح فيما بعد بن غوريون تل أبيب عبر الخطوط الإسرائيلية العال باتجاه أورلي باريس، لمقابلة ريس مهمتها في مصر الضابط إسحاق شامير، الذي بدوره جهز لها كل الوثائق والمستندات التي تحتاجها، على غرار جواز السفر الفرنسي والشهادة الجامعية الفرنسية والأهم من هذا كله الكاميرا التي تستخدمها في مصر، فضلا عن تزويدها ببعص التعليمات الإرشادية لا أكثر ولا أقل لإنجاح المهمة وتجنب الأخطاء. حيث لا تعليمات ولا توجيهات ولا تنفيذ ولا أي شيء آخر، فقط الاندماج والانصهار في المجتمع المصري.
وقبل مغادرتها باريس التي زارتها مسبقا، قررت إجراء زيارة قصيرة خفيفة لخالها تاديوس مالفياك البولندي الأصل الذي كان فيما مضى وزيرا سابقا في بولندا الشيوعية، ثم هاجر إلى فرنسا ليهاجر بعدها ونهائيا إلى فلسطين، ليتم تعيينه في منصب رفيع المستوى بشركة كور الصناعية التي تعود إلى اتحاد العمال الإسرائيليين أو ما يسمى بالهستدروت التي كان تحت قيادة رئيس الموساد مائير عاميت.
مصر وبداية المهمة

وصلت إيزابيل إلى مطار القاهرة في شهر مايو/أيار سنة 1963م، اتخذت فندق سميراميس الواقع في منطقة جاردن سيتي مسكنا مؤقتا لها، لأن سيدات المجتمع المصري والطبقات الراقية يترددون على فندق سميراميس أغلب الأوقات، من لحظة وصولها إلى مصر، لم تتوقف إيزابيل من تصوير المرافق والمباني والمراكز بكل أنواعها العسكرية منها والمدنية أيضا، وبحكم انوثتها بحثت إيزابيل بكل ما تملكه من صبر وقوة عن الأماكن التي تتجمع فيها سيدات المجتمع المصري، مثل دور الأزياء والجمال، النوادي الفنية والرياضية والاجتماعية، خاصة تلك الحاشدة بزوجات خبراء وضباط البعثات العسكرية الألمانية والروسية، اللاتي قمن بأخذها إلى أشهر النوادي في مصر.
تعرفت إيزابيل من خلال النوادي الكبرى في مصر على شخصيات كبيرة وحساسة المركز، حيث قامت بتجميع معلومات كبيرة وخطير تهم الموساد، مرفقة بالصور والمستندات اللازمة، واستمرت هذه الحال إلى أن تعرفت في أحد الأيام على شاب مصري صعيدي، خلال زيارتها لأهرامات الجيزة، والذي كان يحضر رسالة الدكتوراه في علم الآثار المصرية، حيث أدركت بأنه في جولة بحث مستمرة في ربوع مصر لجمع معلومات وحقائق أكثر تخدم رسالته.
فرحت إيزابيل كثيرا بتلك الخطوة، ولكناه لم تكن سوى بداية لنهايتها القريبة جدا، كان الشاب المصري في حيرة وكثير التساؤلات بينه وبين نفسه، حيت كان يتعجب في إيزابيل التي قدمت من فرنسا لإكمال دراستها دون أن تحضر أو تراجع الدروس والمحاضرات ودون أن تدخل حتى مدرج محاضراتها، وحسب ما طرحه عليها من أسئلة التي كانت دون جواب تقريبا، بدأ يشك في تصرفاتها، فعرض عليها الذهاب معه إلى الأقصر وأسوان لعل وعسى تستفيد قليلا من الرحلة الدراسية الوجيزة هذه.
حين علم قائدها الأعلى إسحاق شامير بتطور حركاتها خصوصا مع الشاب الصعيدي، أمرها بالسفر إلى باريس لدراسة الموقف والخطوات القادمة، وكان ذلك وسافرت إيزابيل إلى باريس في بداية سنة 1964م، حيث كان شامير مسرورا بإنجازاتها، وان معرفتها بالشاب الصعيدي خطوة تقدمية في مهمتها وسوف تكون نتائجها مثمرة ومفيدة لصالح الموساد، هذا الشاب الصعيدي سوف يمنح الموساد معلومات دقيقة، في حال استغلاله أحسن استغلال، خاصة وأن مصر ستبدأ خلال الأيام المقبلة على أولى مراحل تخزين المياه السد العالي، والمطلوب في هذه المرحلة بالتحديد، الالتصاق غير المشروط بهذا الشاب المصري، لجمع قدرا كافيا من المعلومات المدعمة بالرسومات والخرائط والمستندات المطلوبة عن السد العالي.
الشكوك التي راودت الشاب الصعيدي عن إيزابيل، واختفائها المفاجئ لعدة أيام دون علمه، وعوامل أخرى صادقت على حقيقة شكوكه، حينها قصد مبنى المخابرات العامة المصرية، وأخبرهم بكل التفاصيل التي جرت معه.
إيزابيل تحت عيون المخابرات العامة المصرية
وعادت إيزابيل إلى مصر، ولكن هذه المرة فكانت تحت عيون المخابرات العامة المصرية، والتي شددت من مراقبة الأجانب المقيمين والقادمين إلى مصر، خاصة بعد الاغتيالات المتكررة والمستمرة للعلماء الألمان التي يقف وراءها الموساد ويدعمها. وعليه قامت المخابرات المصرية باستغلال إيزابيل بتمرير عديد المعلومات غير الصحيحة، لتضليل الموساد والمتمثلة في رسومات وملفات خاطئة تخص السد العالي. وفجأة ظهرت إيزابيل للشاب المصري كعادتها، وقررا بتنفيذ مخططهما البحثي الدراسي على الفور، ووصلا إلى أسوان في أيار/أبريل سنة 1964م، ونزلا بفندق كتاراكت، الذي كان يقيم فيه آنذاك الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف، واستهلا رحلتهما الدراسية الاستكشافية، وفي إحدى الرحلات على النيل في أسوان، لأجل أخذ السياح الأجانب في جولة استطلاعية حول المناطق والمنشآت المحيطة بالسد العالي، حيث تفاجأت إيزابيل بوجود مذيعة ومخرج الحصة الإذاعية لصالح الراديو المصري في حوار مفاجئ مع أحد المهندسين البارزين عن السد العالي وأسراره، حيث كان المهندس يحمل خرائط ورسومات يشرح فيها للمذيعة عن كل ما يتعلق بالسد العالي والمراحل المتقدمة التي وصل إليها، وهنا لم تتمالك إيزابيل نفسها ودون حذر أو تفكير، تقربت إلى المهندس وبدأت في التعارف معه، وقصت عليه حكاية جنيتها ودراستها وسبب تواجدها بمصر، إلى أن اتفقا على منحها الرسومات والمخططات التي تخص السد العالي مع مخطط عن كيفية تخزين المياه وتقنيتها، لمساعدتها في الدراسة. انتهت مرحلة الكلام، لتبدأ مرحلة المقابلات المتكررة والمستمرة، إلى أن حصلت إيزابيل على كل المعلومات التي تخص السد العالي، حيث سرقتها من مكتب المهندس، ولم تمضي ساعات قليلة حتى اختفت إيزابيل فجأة لتطير إلى باريس وتسلم المستندات والرسومات إلى شامير، خلالها لم يصدق شامير فرحته بما أنجزته عميلته الحسناء، ورجعت إيزابيل إلى القاهرة بأمر من الموساد، ولكن هذه المرة كانت تحت مجهر المخابرات العامة المصرية، حيث كل ما صدفها خلال رحلتها في أسوان كان من تخطيط وتدبير المخابرات العامة المصرية، حيث استغلت مصر إيزابيل في توصيل المعلومات المضللة وغير الصحيحة أو ما يعرف بالتجنيد العكسي دون معرفة المجند بذلك، لتضليل الموساد، واستمرت نقل المعلومات المضللة إلى تل أبيب إلى غاية 1965م، خلالها انتهت مهمة شامير بسبب نقله إلى تل أبيب واستلام الضابط ايهود حاييم، وبعد أيام معدودات طلب منها الضابط الجديد في رسالة ذات أسلوب هادئ المجيئ إلى باريس لأمر خاص.
الخيبة الكُبرى

سافرت العميلة الإسرائيلية إلى باريس، بعدما تم استدعاؤها، وهذه المرة دون رجعة، إذ تمّ سحبها وانهاء مهامها، حيث وصلت قبل مدة وجيزة إلى الموساد حقائق عن كشف العميلة إيزابيل من طرف رجال المخابرات العامة المصرية، وبطبيعة الحال فالمعلومات التي وصلت إلى تل أبيب كلها غير صحيحة، خضعت إيزابيل خلال وصولها إلى تل أبيب إلى استجوابات دورية عديدة عنيفة ومتكررة، كان أساسها الشك اليقين القاطع أن تم تجنيدها من طرف المخابرات العامة المصرية، وحين عودتها إلى تل أبيب تمّ أنهاء كل ما يتصل أو يتعلق بإيزابيل، و أكملت حياتها بفتح مكتب خاص بالدراسات والتصاميم المعمارية في قلب تل أبيب.