
قسنطينة … الإعلامي عبد العزيز قسامة
تُعتبر الخضر أقوى الأطعمة على الإطلاق، إذ يوصي خبراء التغذية دائمًا بالخضر الطّازجة، ويُصرّون على إدخالها في النظام الغذائيّ اليوميً. لضمان الحصول على الفيتامينات والمعادن والاملاح والألياف الأساسيّة للجسم، ومع ذلك، تتأثّر المكوّنات الغذائيّة في الخضر كثيرًا بطريقة طهوها، وغالبًا ما يُعتبر سلق الخضر أحد أفضل طّرق طهوها، لأنّه لا يتضمّن إضافة الدهون والزيوت أو الشحوم أو إضافات أخرى غير محببة صحيا.
يعدّ تضمين الخضر المسلوقة إلى النظام الغذائي اليومي بدلا عن الخضر النيئة، من العادات السلوكية الجيدة، حيث تدر بفوائدَ صحية جمة للجسم، تساعد على تحسين الهضم، وهذا بتكسير المركّبات المعقدة الموجودة في الخضر والتي تزيد من صعوبة الهضم، إلى مركبات بسيطة. يتم هضمها بشكل أسرع في المعدة. لأن الخضر النيئة تحتوي على ألياف صعبة الهضم.
فوائد تناول الخضر المسلوقة

ــ تخفيف الوزن … كونها منخفضة السعرات الحرارية نوعًا ما. محتواها العالي من العناصر المغذية والماء يعزز الشعور بالشبع مدة أطول. فتقل كمية الطعام التي ترغبين بتناولها وبالتالي انخفاض السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم.
ــ تحسين صحة الجلد والشعر … الخضر المسلوقة تعمل على تعزيز وترطيب الجلد وتغذية البشرة بشكلٍ ملحوظ، إذ يفيد تناول طعام مسلوق مثل البازلاء والجزر والبطاطا الحلوة على سبيل المثال، في زيادة رطوبة البشرة وجعلها لامعة صافية. يساعد تناول الخضر المسلوقة بشكل شبه يومي، على تعزيز نمو الشعر وزيادة حيويته ولمعانه.
ــ تحسن الهضم وتقتل البكتيريا الضارة … تزيد الخضر المسلوقة من قدرة مضادات الأكسدة. حيث إن الطهي يقتل البكتيريا المسببة للأمراض والتي تنتقل إلى الأغذية، فالسبانخ والطماطم من الخضراوات الملوثة بالبكتيريا في كثير من الأحيان، لذا فإن الطهي هو أحد الفوائد الصحية للخضار المسلوقة.
ــ توفر الخضر المسلوقة مضادات الأكسدة … كالبيتاكاروتين واللوتين. فالبيتاكاروتين هي أحد مضادات الأكسدة القوية التي يقوم الجسم بتحويلها إلى فيتامين A، وترتبط هذه الكاروتينات بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، كما يمتص الجسم اللايكوبين وهو نوع من مضادات الأكسدة المرتبط بتقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا للرجال. كما يقلل أيضا من خطر الإصابة بأمراض القلب. مضادات الأكسدة عموما تحمي الجسم من الجزيئات الضارة المسماة بالجذور الحرة، وأن النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
ــ تمنع الحموضة … مكافحة الحموضة تتم عن طريق تناول الخضر المسلوقة. لأنّها تتطلّب حمضًا معديا أقلّ لهضم الطّعام، وتخرج سريعًا من المعدة، وبهذه الطّريقة يقلُّ الوقت الذي تقضيه الخضار في المعدة، وبالتّالي يقلُّ خطر الإصابة بالحموضة.
ــ تعلاج حصوات الكلى ومنعها … لمن يُعانون من حصى الكلى، عليهم بتضمين الخضر المسلوقة في نظامهم الغذائيّ. وهذا لتجنّب المضاعفات الصّحّيّة، لأنّ الغليان يزيل 87 % من الأكسالات الموجودة في الأطعمة. وهي المركّبات التي تساعد في تكوين حصوات الكلى. لذا فإنّ تناول الخضر المسلوقة بانتظام يساعد في العلاج ويعجله، بمنع تراكمها مجدّدًا.
ــ تستخدم كطعام لفطام الأطفال … تختار معظم الأمّهات شراء أطعمة جاهزة عندما تبدأ بفطام طفلها. ومع ذلك، فإن الخضر المسلوقة بديل ممتاز عنها، وهي ليست مغذّية فقط بل أرخص وأوفر، وسهلة الامتصاص والهضم، إضافة إلى أنّها تحتوي على نسبة عالية من الماء.
ــ تخفيف التهاب المعدة … من أبرز الأسباب، وجود بكتيريا ملوية بوابية، التي تسبّب تقرّحات في المعدة، وبصرف النّظر عن التّأكّد من مصدر الطّعام، إلّا أنّ غليه يُليّنه، وهذا ما يُقلّل من الضّغط على بطانات المعدة، كما أنّ الطعام اللّيّن يحتوي على شكل أبسط من العناصر الغذائيّة المهمّة إذ تتفتّت هذه العناصر عند سلقها.
ــ توفير وقت الطّبخ … سلق الخضر لا يتطلّب اهتمامًا كبيرًا، وهذا يوفّر الكثير من الوقت والجهد لإعداد وطبخ أطباق أخرى. كما يتيح السلق الكثير والعدبد من الخيارات. مثل هرس الخضر وتقديمها مع الأطباق الأخرى، أو تقديمها كما هي، أو إضافة التّوابل والنّكهات إليها وابتكار أطباق لا حصر لها.
أكثر الخضر المسلوقة منافعا
اتّجه المهتمون بالتغذية إلى إيجاد أساليب بديلة لإعداد الطّعام، ووجدوا أنّ مجموعة من الخضر تصبح أكثر فائدة عند سلقها، وهي:
ــ الطّماطم … تحتوي الطّماطم المطبوخة مستويات أعلى بكثير من اللّايكوبين من الطّماطم الخام. لأنّ الحرارة تساعد على تحطيم جدران الخلايا السّميكة، التي تحتوي على عدد من العناصر الغذائيّة المهمّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ اللّيكوبين واحد من أقوى مضادّات الأكسدة المتاحة، ويرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدّمويّة والسّرطان.

ــ الفطر … غنيٌّ بمضادات الأكسدة، تعريضه للحرارة يُعزّز نشاط هذه المضادات، كما أنّ الفطر المطبوخ به مستويات أعلى من البوتاسيوم والنّياسين والزّنك من الفطر الخام، وقد تحتوي أنواع معيّنة من الفطر مادّة أغاريتين، وهي مادّة قد تسبّب السّرطان، لكنّ طهوه يساعد على التّخلص من هذا السّم.
ــ السّبانخ … إنّ سلق السّبانخ أو تبخيره يقلّل من حمض الأكساليك النّباتيّ، الذي يتعارض مع امتصاص الجسم للحديد والكالسيوم، بنسبة تصل إلى 53%، كما أنّه يحتفظ بمستويات حمض الفوليك المساهم في صنع الحمض النّوويّ، وتقليل خطر الإصابة بأنواع عديدة من السّرطانات.

ــ الجزر … الجزر المطبوخ يُعزّز مادّة بيتا كاروتين، وهي مادّة تسمّى كاروتينويد تتحوّل في الجسم إلى فيتامين A، الذي يساهم في دعم نموّ العظام، وتعزيز الرّؤية، ويحافظ على الجهاز المناعيّ، كما أنّ سلق الجزر مع قشره يضاعف قوّته الإجماليّة المضادّة للأكسدة ثلاث مرّات.
نصيحة … عند سلق الخضر، هنالك عدة نصائح يجب الأخذ بها:
ـ إذا نمت الخضر فوق الأرض يجب وضعها في الماء المغلي.
ـ إذا نمت تحت الأرض يجب وضعها في البداية في الماء البارد.