بيروت … الاخصائية النفسية الدكتورة ماري أبو جودة
في الواقع، أنه ليس من السهل اكتشاف أعراض المرض العقلي عند الأطفال. غالبًا ما نعتقد أنه أمر طبيعي أو موقف مؤقت. إلا أنه يجب أن نكون منتبهين ويقظين جدًا حتى نتمكن من تقديم فوائد العلاج الفعال لهم واللحاق بهم في أسرع وقت ممكن. إذ يمكن أن تؤثر الأمراض العقلية والاضطرابات الأخرى على أطفالنا. وأنت هل تعتقدين أنكِ تستطيعين التعرف على المرض العقلي عند الأطفال؟ وإن كان ذلك كيف ستتعاملين معه حينها؟
هذا كل ما تحتاجين إلى معرفته عن المرض العقلي عند الأطفال!
اكتشاف المرض العقلي لدى البالغين ليس بهذا التعقيد، فهو في الواقع يصيب الأطفال. وهنا يميل الأطفال الأصغر سنًا إلى إظهار بعض الأعراض التي عادة ما تمر دون أن يلاحظها الكبار الذين يعتنون بهم وبهذه الطريقة، يضيع المهنيون للأسف وقتًا ثمينًا في علاج المرض. أيضًا، يجب أن نضع في اعتبارنا أن الأطفال يفتقرون إلى المفردات والقدرة على التعبير عما يحدث حولهم ولهم في آنٍ واحدٍ. وهذا هو السبب الوجيه في أنه من المهم أن يتم إبلاغ الآباء المسؤولين عن كيفية ظهور المرض العقلي عند الأطفال. للكشف عنه في أسرع وقت ممكن.
أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا عند الأطفال
ــ اضطرابات القلق … وتشمل هذه الاضطرابات الوسواس القهري، الرهاب الاجتماعي، القلق المعمم أو الخرس، نقص الانتباه وفرط النشاط، توحد، الشره المرضي أو فقدان الشهية.
ــ اضطرابات المزاج … وهي اضطرابات مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب وما إلى ذلك.
ــ الفصام … والذي يظهر عادة في أواخر مرحلة المراهقة.
أعراض المرض العقلي عند الأطفال
غالبًا ما تمر الاضطرابات النفسية عند الأطفال دون أن يلاحظها الوالِدان. كون الأعراض في البداية تكون جِدُّ طبيعية في سلوك الطفل، لهذا السبب لا تؤخذ في الاعتبار كعلامة تحذير. وفي حال ما إذا كانت العلامة موجودة لفترة طويلة ومتكررة ومكثفة بشكل يلفت الانتباه، عندئذٍ يجب أن نتوخى الحذر ونواجهها بطرق علمية تقودنا بأطفالنا إلى بر الأمان. من جهة أخرى، غالبًا ما يفتقر الآباء إلى المعلومات الكافية ليتمكنوا من اكتشاف أعراض المرض العقلي عند الأطفال. قد لا يطلبون المساعدة أيضًا، متأثرين بسلبية ووصمة عار المرض النفسي في مجتمعنا. وفي كلتا الحالتين، تعتبر الخطوة الأولى التغلب على المحرمات والأحكام المسبقة والاعتراف بوجود مشكلة. عندئذٍ يتمكن الأباء من مساعدة أطفالهم بشكل فعال من خلال طلب المساعدة الطبية
1 ـــ التغيرات السلوكية … وهي تغييرات جذرية في سلوك الطفل. في معظم الأحيان، يبدأ في أن يكون شديد الانفعال والعنف، ويتبنى سلوكيات خطيرة وعدوانية. كما يمكن أن يكون أيضًا مصدر تهديد وإثارة الخلافات أو الخلافات باستمرار. وهذا هو التهيج والعدوانية غير المعتادة وغير المتناسبة التي قد تشير إلى وجود بعض الاضطرابات عقلية لدى الطفل.
2 ـــ التقلبات المزاجية … إذا استمر الشعور بالحزن أكثر من أسبوعين وأصبح الطفل معزولًا للغاية وأنانيًا لا يتقبل شيئًا من العالم الخارجي، فيجب أن نكون منتبهين وندق ناقوس الخطر! أما إذا كان هذا السلوك يمنعه من القيام بالأنشطة التي كان يقوم بها أو يؤثر على نتائج مدرسته، فيمكننا أن نجد أنفسنا هنا في مواجهة حالة من الاضطرابات النفسية مثل، اكتئاب الطفولة.
3 ـــ صعوبة التركيز … عموما أغلب الأطفال يعانونمن صعوبة التركيز. في حال ما إذا كانت هذه الصعوبات غير متناسبة مع تلك التي يعاني منها الأطفال الآخرون، أو إذا كانت تؤثر على حياتهم اليومية وأدائهم الأكاديمي، أو على الأقل جانبين إثنين من جوانب حياتهم، كالمدرسة، المنزل، وما إلى ذلك، فقد نواجه أحد أعراض المشاكل العقلية له. وهنا تحديدًا يجب أن ننتبه إلى الأعراض المحتملة الأخرى مثل فقدان الذاكرة أو ضعفها، بالإضافة إلى الصعوبات في التفكير الواضح أو المعتقدات غير الطبيعية.
4 ـــ فقدان الوزن الزائد … يشير فقدان الوزن المفرط أو القيء أو فقدان الشهية، أو اضطرابات الأكل، إلى وجود خلل ما في أطفالنا، لذلك يجب توخي اليقظة وطلب المساعدة حتى يتم العلاج في في بداياته الاولى بغية التخلص من المرض. كما يمكن أن يكون لفقدان الشهية والشره المرضي عواقب وخيمة للغاية إذا لم يتم علاجهما على الفور.
5 ـــ إيذاء الذات … يمكن أن يؤدي المرض العقلي في كير من الحالات إلى إيذاء النفس. لهذا يجب أن نكون منتبهين للإصابات المحتملة للجسم كالجروح أو الحروق التي يمكن أن يلحقها الطفل بنفسه دون شعور. وهنا يجب طلب المساعدة الفورية في حال ما إذا ظهرت هذه الأعراض. كما تسبب العديد من الأمراض العقلية أيضًا أفكارًا انتحارية، لذلك كلما تم اكتشافها مبكرًا، يتخذ العلاج مساره الحقيقي يكون أكثر نجاعة.
6 ـــ حدة المشاعر وشدتها … عادة ما يشعر الأطفال والمراهقون بمشاعر شديدة للغاية. فإذا لم يكن هنالك سبب، كأن الطفل يعاني من خوف مفرط غير منطقي، فاعلمي أن يكون هذا من أعراض الاضطراب العقلية. وهذا ما يُعرف بالرهاب أو المخاوف التي تتداخل سلبًا مع أنشطة الأطفال اليومية وتكون شدتها خارجة عن المألوف.
7 ـــ آلام في الرأس والمعدة … يدلُّ الصداع أو آلام المعدة غير العادية أو المستمرة على أعراض وجود خلل ما يهدد صحة أطفالنا.بينما يميل البالغون إلى إظهار أعراض أخرى مثل القلق أو الحزن. لذلك، يعبر الأطفال عن اضطرابات عقلية معينة بشكل مختلف تمامًا مثل الذي ذكرناه آنفًا. وعليهيجب أن نكون على دراية باضطرابات النوم المحتملة غير المبررة لأطفالنا. على أي حال، من الضروري أولاً القضاء على المشاكل الجسدية التي تسبب هذه الآلام أو اضطرابات النوم، بعد ذلك نهتم بما تبقى من ضرر.
8 ـــ التعديلات في الإدراك … وهنا تحديدًا،يعبر الطفل عن أنه يرى أو يسمع أشخاصًا أو أشياء غير موجودة في الواقع. على الرغم من أن خيال الصغار لا حدود له، إلا أنه يمكن أن يكون أيضًا أحد أعراض المرض العقلي. لذلك، علينا أن نكون يقطين وحذرين أكثر.
9 ـــ صعوبات التنشئة الاجتماعية … من الطبيعي أن يكون الأطفال خجولون. قد لا يكون خجلًا، وإنما اضطراب عقلي يمنع الطفل من إقامة علاقات طبيعية مع بيئته. وإذا كانت صعوبة التواصل مع الآخرين مفرطة وتجنب الطفل الاتصال بأطفال آخرين أو أشخاص آخرين أو شعر بأنه غير قادر على التفاعل معهم، فقد نواجه هنا اضطرابات القلق أو الرهاب الاجتماعي.
نصيحة
ــ إذا اكتشفنا بعض هذه الأعراض بالحدة والمدة التي وصفناها، فمن الأفضل التحدث إلى الطبيب وإبلاغه بالموقف برمته. يجب علينا أيضًا ــ التحدث إلى معلم الطفل حتى يتمكن من تقديم وصف أفضل لنا إذا كانت الأعراض تظهر أيضًا في المدرسة أو إذا كان لديه أعراض أخرى لا نعرفها.
ــ إذا تم تأكيد التشخيص، سيبدأ العلاج النفسي ويؤتي ثماره. يجب أن يعتمد الطفل دائمًا على الدعم غير المشروط وحب عائلته.
ــ يجب أن نعلم أطفالنا أنهم ليسوا وحدهم أو بمفردهم، وأن مشكلتهم لها حل وأننا سنكون حاضرين لذلك.