بيروت … الاخصائية النفسية الدكتورة ماري أبو جودة
قدمت الهيئة العليا للصحة (HAS) للتو وبعد بضع سنين من العمل توصياتها لتحديد اضطراب نقص الانتباه مع أو بدون فرط النشاط (ADHD) من قبل طبيب أطفال. هذه التوصيات مثالية لكنها مثالية مفترضة، يشرح الطبيب النفسي للأطفال والرئيس المشارك لمجموعة العمل التي صاغت توصيات الهيئة العليا للصحة الدكتور جان تشامبري. بأنه من الممكن التأكيد على وجود اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وأنه لا ينبغي اختزال الاضطراب إلى فرط النشاط وحده. فإن صعوبة الحفاظ على الانتباه هي المعيار التشخيصي الرئيسي لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، قبل فرط النشاط والاندفاع المفرط.
يعاني الطفل من صعوبة في التركيز، سواء في المدرسة أو أثناء اللعب، ويصبح أكثر إهمالًا ونسيانًا في الحياة اليومية، ويسهل تشتيت انتباهه عن طريق المحفزات الخارجية.
يجب أن يستمر هذا الإهمال المستمر لأكثر من 6 أشهر على الأقل، ويجب أن يكون موجودًا في بيئات مختلفة مثل الأسرة، المدرسة، خارج المنهج الدراسي، وليس فقط في المنزل أو في المدرسة. التشخيص معقد لأنه لا يوجد اختبار أو تقييم معين أو فحص سريري يسمح بإجراء ما يجب القيام به. وهذا هو السبب الرئيسي في أن الممارس العام سوف يقوم فقط بالتشخيص المسبق قبل إرسال الطفل أو المراهق إلى الأخصائي.
بشكل عام، تُلاحظ العلامات التي توحي باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل أساسي قبل سن 12 عامًا وتكون أكثر شيوعًا عند الأولاد منها لدى الفتيات أي ما يعادل 3 فتيان لكل فتاة.
غالبًا ما يكون الأطفال مفرطي النشاط أكثر إبداعًا وموهبة مما قد يبدو عليهم. ولكن من خلال مواجهة الصعوبات والتوبيخ والنظرة التحقيرية للبالغين أو زملائهم في الفصل، يمكن أن يجدوا أنفسهم في دوامة من تخفيض قيمتهم. يفقدون احترامهم لذاتهم، ويصابون بالإحباط، ويعانون من القلق والتوتر وعدم التوازن.
إن كل مستوى من مستويات صعوبة الطفل يجب أن يؤخذ في الاعتبار ويشرح للطفل والمعلمين، من أجل كسر الحلقة المفرغة للفشل المدرسي.
نصيحة
ــ قد يواجه الطفل الذي يُظهر سلوكًا مفرط النشاط، حسب عمره، صعوبة كبيرة في البقاء جالسًا دون حركة. يجب أن تؤخذ هذه الخصوصية في الاعتبار من خلال السماح له بالحصول على لحظات يشعر فيها براحته واستقلاليته
ــ يجد الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبة في السيطرة على نفسه. إنه حقًا يميل إلى الاستجابة بسرعة كبيرة، دون تفكير، وأحيانًا دون تحريك إصبع. لذلك من الأفضل توقع هذه المواقف مقدمًا ومرافقتها بدقة.
ــ يعاني الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضًا، من صعوبة الاستماع إلى التعليمات، والتي يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى تأخير المدرسة. غالبًا ما يتم تشتيت انتباه هذا اطفل بسهولة بسبب الضوضاء أو الحركات المحيطة به.
ــ استخدام تعليمات قصيرة وتجنب إعطاء أكثر من تعليمات في وقت واحد. مع وضع استراتيجيات يومية لتعزيز جهوده بشكل إيجابي، وإبراز التقدم الذي تم إحرازه وتشجيعه على نجاح واستمرار تفوقه وانجازاته المثمرة.