كيف تنعمين بصيف دون نزلات البرد
La grippe estivale
بيروت … جيزيل حداد
البعض منا يظن بأننا لا نُصاب بنزلات البرد إلّا في المواسم الباردة، غير أن نزلات البرد الصيفية من أصعب الأمراض الشائعة وأبشعها، لتكون أعراضها أكثر حدة وقوة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وقلة النوم فيهما.
عوامل شائعة عديدة وتافهة تسبب حدوث نزلات البرد في فصل الصيف الحار، رغم أن هذا الداء المزعج ينتشر في فصل الشتاء ليأخذ في طريقه أغلبية الناس، خاصة الفئة الهشة منهم والأطفال وغيرهم. نذكر بعض هذه العوامل كالتعرق المفرط مثلا، إذ يودي حتما إلى تبلل الملابس، أو الاستحمام، ما يجعل بطبيعة الحال الجسم رطبًا وأكثر عرضة لتيارات الهواء الطبيعية أو المروحة والمكيف.

فضلا عن عوامل أخرى خطيرة، دون الانتباه لها، مثل تخفيف الملابس بشل مبالغ فيه وبلا، ناهيك عن التغيير درجة الحرارة اللامستقر والمفاجئ التي يتعرض لها الجسم، كتشغيل المكيف بعد التعرض لأشعة الشمس لوقت طويل أو الإصابة بالتهاب فيروسي غير متوقع.
وقبل الغوص في طيات موضوع نزلات البرد الصيفية، التي شغلت الكثيرات من النساء، خاصة الأمهات، وجب إعطاء تعريف موجز، يبين الفرق بين نزلة البرد والإنفلونزا.
الفرق بين نزلة البرد والإنفلونزا
الإنفلونزا مرض يهاجم الجهاز التنفسي المتمثل في الرئتين والشعب الهوائية، سببه الفيروسات وانتشارها السريع التي تودي إلى أعراض مرضية توحي بالإنفلونزا، كالحمى والصداع والسعال واحتقان الحلق والأنف وسيلانه وآلام العضلات والإرهاق والضعف. أما نزلات البرد، هناك أكثر من 200 نوع تسبب نزلات البرد، تتميز أعراضها كالمعتاد سيلان الأنف والعطس. لذلك أعراض نزلات البرد تكون أقل شدة من تلك التي تخلفها الإنفلونزا.
تقريبا أعراض نزلات البرد هي نفسها ولا تختلف كثيرا عن الأعراض الشتائية، كالعطس وسيلان الأنف واحتقانه والحمى والتهاب الحلق والسعال والتعرق.
وتزداد حدة أعراض نزلات البرد الصيفية عن نظيرتها الشتائية، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، ما يصعب على الشخص المصاب ارتداء الملابس أكثر، أو البقاء تحت الأغطية، أو تناول المشروبات الساخنة.
العلاج
ــ الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا تكمن من خلال عملية غسل اليدين بشكل مستمر ومنتظم، وتجنب الاتصال مع الأشخاص المصابين، وفي حال الشعور بالتعب والتوعك، فالبقاء في المنزل بعيدًا عن العمل أو المدرسة أو اللقاءات الاجتماعية أحسن أسلوب للتعافي والنقاهة وأفضله.
ــ غالبا ما يتعافى المصابين بالإنفلونزا في مدة وجيزة، تتراوح ما بين خمسة وسبعة أيام، ويرجع ذلك إلى منح المصاب قسطا كافيا من الراحة والنوم والاسترخاء وضبط العلاج إن لزم الأمر والأكل الصحي، كون اتباع نظاما غذائيا غنيا بالخضار والفواكه والعناصر الغذائية التي تعزز المناعة، مثل الفيتامينات A وD و C والمعادن كالزنك والحديد والمغنيزيوم وحمض الفوليك والتي تساعد على منع الأمراض والحد من تغلغلها، مع شرب الكثير من السوائل، على غرار شاي الأعشاب الطبية كالزعتر والبابونج والزنجبيل والقرنفل وخاصة الماء.

ــ تناول العسل مع الحوامض بجميع أنواعها، وتجنب الأطعمة الغنيّة بالسكريات المضافة والابتعاد عنها تماما، كونها تضعف عمل الجهاز المناعي وتعرقل مهامه الدفاعية في محاربة الفيروسات وتعزيز صحة الجسم وحمايتها.