ما زال الفيلم السوداني “وداعاً جوليا” يُحقق إيرادات تخطّت المليوني جنيه مصري في شباك التذاكر المصري خلال أسبوعين الأخيرين، ما جعل منه منافساً قوياً للأفلام المصرية. في أسبوع عرضه الأول حقق إيرادات تعدت الـ 80 ألف جنيه مصري، ليحلّ ثالثاً في شباك التذاكر المصري للأفلام العربية بعد فيلم “فوي فوي فوي” الذي عُرض في نهاية سبتمبر الماضي لسنة 2023، وتفوّق على أفلام معروضة منذ الصيف الماضي. بما في ذلك، فيلم “العميل صفر”.

القاهرة … بقلم سميرة عبد الله
الفيلم السوداني “وداعًا جوليا” الذي كتبه وأخرجه المبدع محمد كردفاني، تدور أحداثه، عن قصة شابة تُدعى جوليا، أصلها من جنوب السودان، وتقيم في الشمال قبل ما يُدعى بالانفصال، أين تتسبّب منى السيدة الشمالية برفقة زوجها أكرم بقتل زوج جوليا، فتبدأ في مساعدتها سعياً للتطهُّر من الذنب من دون أن تُبلغ زوجها، وذلك في إطار اجتماعي لم يخلُ من السياسة خلال الفترة التي شهدت توجّه السودان نحو الانفصال.
العمل الذي حصد جائزة الحرية في مسابقة “نظرة ما” بمهرجان كان السينمائي الدولي بفرنسا، هو ثاني فيلم سوداني يُعرض في الصالات السينمائية المصرية بعد فيلم “ستموت في العشرين” للمخرج أمجد أبو العلا، وهو المنتج الرئيسي لـفيلم “وداعاً جوليا”، بالشراكة مع جهات إنتاجية مصرية، وسعودية، وفرنسية وسويدية.
الفيلم عًرض قبل نهاية أكتوبر الماضي لسنة 2023، بهدف تمثيل السودان وترشيحها لجائزة الأوسكار بجانب عدم مزاحمته لأفلام سينمائية مصرية أو أميركية كبيرة في دور العرض. عاملان فرضا على الشركة الموزّعة عرضه في ذلك التوقيت بالصالات المصرية، وفق الموزّع السينمائي للفيلم علاء كركوتي.
فيلم “وداعًا جوليا” طرح في 9 دور عرض سينمائية في اليوم الأول، ووصل بعد يومين إلى 23 دار عرض في مواقع مختلفة من جمهورية مصر العربية، وهو ما يزل مستمرًا إلى اليوم.
عوامل عديدة ساعدت في إنجاح فيلم “وداعًا جوليا”، في مقدّمها تشجيع الجمهور السوداني المقيم في مصر لهذا العمل السينمائي والظروف الصعبة التي تمرّ بها الجالية السودانية في مصر، والحالة الاستثنائية الإنسانية التي يقدّمها الفيلم مع تطرّقه للتحوّل في تاريخ البلاد وانفصال الشمال عن الجنوب، وهي مسألة ليست بعيدة زمنياً وغالبية الشعوب العربية بما في ذلك الشعب المصري كان شاهدا على أحداثها. ناهيك عن أن الفترة الحالية، لا تعرف ولا تصادف منافسة أيًا كان نوعها في شباك التذاكر في مصر بجانب الانقطاع عن عرض أفلام جديدة، بسبب الحرب في غزة التي أثّرت على العمل السينمائي بشكل عام.
ووفق تصريح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فإنّ عدّد الجالية السودانية قبل بداية الأزمة الحالية كان يقدّر بنحو 5 ملايين شخص، فيما تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 200 ألف سوداني منذ بداية الصراع العسكري في منتصف أبريل الماضي. لسنة 2023.

بجانب استمالة الجالية السودانية الكبيرة في مصر، فإنّ عوامل أخرى أسهمت في الترويج للفيلم. من بينها بطبيعة الحال، مشاركته في مهرجان كان السينمائي بجنوب فرنسا، وكذلك وردود الأفعال الإيجابية التي حصدها من الصحافة والنقاد، في إجماع لا يحدث إلا استثنائياً حيال الأفلام المُشاركة في المهرجانات، بجانب تنسيق الدعاية مع شركاء إعلاميين، مع عدم إغفال التواصل مع المؤثّرين في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما بدأ ينتشر مع الإشادة التي لقيها من صنّاع سينما ونجوم في مجالات مختلفة عبر حساباتهم الخاصة.
تعليق واحد
❤️❤️❤️