الولايات المتحدة … جيسيكا عبد النور
كان الشاب الميكانيكي الذي يعمل بشركة متواضعة في ديترويت يتقاضى راتبًا قدره 10 دولارا اسبوعيا مقابل عمل لمدة عشر ساعات باليوم ولكن الشاب الطموح حين يصل إلى بيته يقضي نصف الليل في حظيرة خلف المنزل عاكفا على محاولة صنع نوع جديد من المحركات.
وفيما كان والده الفلاح يعتبر محاولات ابنه ضربا من العبث، فقد كانت زوجة الشاب هي الوحيدة بين أهله وجيرانه من تشجعه وكانت تقضي معه طوال الليل تشد من أزره وتلهب من حماسه، وعندما يحل فصل الشتاء كانت تحمل له في يدها مصباح الغاز لتضيء له بينما جسدها يرتعش من شدة البرودة، لدرجة أن زوجها كان يطلق عليها لقب المؤمنة واستمرت معه على هذا الحال ثلاث سنوات كامبلات.
وفي سنة 1893م، أشرف العمل على نهايته، وكان الشاب يومئذ قد قارب الثلاثين من عمره، وفي يوم من أيام السنة تناهى إلى سمع الجيران صوت غريب لم يألفوه من قبل، فهرعوا على أثره إلى نوافذهم فرأوا عجباً، رأوا الشاب الذي هزئوا منه هنري فورد وزوجته يركبان عربة تجري بلا خيول، وشاهدوا بأعينهم المذهولة تلك العربة العجيبة تصل إلى نهاية الشارع ثم تعود.
ويومئذ شهد العالم الحديث مولد اختراع جديد كان له أبلغ الأثر في تطور المدينة، وإذا كان هنري_فورد هو أبو هذا الاختراع فقد استحقت زوجته عن جدارة أن تكون أمه.
وقد سُئل المخترع هنري فورد بعد أكثر من أربعين عاماً من تاريخ اختراعه فقال: “لا يهمني ماذا أكون بقدر ما يهمني أن تكون زوجتي بجانبي في هذه الحياة الثانية”.
حقا وراء كل رجل عظيم امرأة.
الصورة لهنري فورد وزوجته كلارا براينت فورد عام 1946