سان أوغسطين … الإعلامي عبد العزيز قسامة
تعني الرعاية الذاتية إيجاد طرق لتهدئة وتقوية عقلك. لا شيء أناني أو كسول حيال ذلك. يمكن أن تكون الحياة صعبة عليك مثل كل الناس، ويمكن أن تتعبك نفسيا وجسديًا، ولكن إذا تذكرت إعادة شحن ذاتك بالإيجابيات والطاقة الموجبة، فسوف تكون من دون ريب أكثر نشاطًا واستعدادًا لمواجهة ما يخبئه لك المستقبل.
غالبا ما تشعر عزيزي الرجل وكأنك تقضي اليوم بأكمله في الجري من حالة طوارئ إلى أخرى دون أن يكون لديك وقت للتنفس. لا عجب إذن أن تحتل احتياجاتك المرتبة التالية. على الرغم من أهمية التزاماتك بشكل واضح، إلا أنك نادرًا ما تضع رفاهيتك في صدارة أولوياتك. ومع ذلك، فإن الاعتناء بنفسك أمر ضروري.
نتيجة لذلك، تتدهور حالتك بمرور الوقت. يصبح من الصعب عليك التركيز أو النوم أو الحصول على القدر نفسه من الطاقة كما كان من قبل. أنت الآن تبطئ، لأنك تحاول الاستمرار دون استراحة لإعادة شحن ذاتك بالطاقة الإيجابية.
مجرد الحديث عن إعادة الشحن يمكن أن يؤدي إلى مظاهر غاضبة، وبالنسبة للكثيرين، فإن التركيز على الذات يعني الأنانية أو الكسل. لا يمكن أن تكون هذه الرؤية أكثر خطأً وظلمًا. أفضل طريقة للمواكبة هي التأكد من أنك تعتني بنفسك وتدللها أيضًا.
انت تدفع جسدك باستمرار. تأكل كثيرًا، وتعمل على حساب نفسك وتستنزف طاقتها حتى نقطة الانهيار، لا ترتاح بما يكفي لتكون قادرا حقًا على إعادة شحن بطارياتك بالشحنات الموجبة. أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هو وضع الصحة النفسية والجسدية أولاً وقبل كل شيء، ويمكنك تحقيقه ذلك إن قمت باتباع هذه النصائح القليلة التالية:
ـ قل وداعا للوجبات السريعة … حتى مع تغيير بسيط واحد فقط مرة كل الشهر، فإن العمل على اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يساعدك على الشعور بصحة أفضل مزاج أمثل. فكر في التحسينات التي يمكنك إجراؤها، وقم بوضع خطة لتنفيذ تغييرات تدريجية، شريطة أن تكون هادفة وذات مغزى حقيقي.
ـ تحرك أكثر … لا داعي لإجهاد ذاتك حتى تكون نشطًا. قم فقط بنزهة صباحية في منطقتك، أو قم بطهي العشاء أثناء الرقص على إيقاع أغنية قديمة. كل ما عليك فعله هو رفع معدل ضربات قلبك لبضع دقائق في اليوم لا أكثر.
ـ النوم بشكل أفضل … تذهب إلى الفراش متأخرًا لتكون قادرا على القيام ببعض الأشياء في اللحظة الأخيرة، وفي الصباح تطفئ المنبه 20 مرة. نعم إنها الحقيقة، فمن الأفضل الذهاب إلى الفراش في ساعة مناسبة وعدم لمس الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بنصف ساعة على الأقل. وسوف تشعر بفارق ملموس وحقيقي بعد أيام معدودات.
ـ قم بإجراء فحص طبي … لكل شخص أسبابه لعدم الذهاب إلى الطبيب بانتظام. ضيق الوقت، والمسافة، ومشاكل التغطية الطبية، الإمكانيات المادية، الالتزامات وما إلى غير ذلك. لكن من الأهم اتباعها، خاصة إذا كان هناك شيء يزعجك أو شعور بإحساس غير مرغوب فيه في جسمك. يجب أن تكون صحتك هي الأولوية بالنسبة لك وفوق كل اعتبار.
ـ الاسترخاء … تشعر بتشنجات أو تيبس نتيجة الإجهاد أو من الانحناء على مكتبك طوال اليوم، يمكن أن تتسبب عضلاتك في زيادة التقلص والتشنج أو التوتر. لا شيء يضاهي تمارين الإطالة كل ليلة قبل النوم. إذا أمكن، مارس دروس الليونة الجسدية بانتظام.
ـ تحديات تتطلب عقلًا حديديًا … سواء كانت قرارات مهمة يجب اتخاذها، أو مخاوف بشأن المستقبل، أو الاضطرار إلى التحلي بالصبر مع طفل، أو مشاكل في العمل. كلها نوائب أو تحديات تتطلب منك صبرا وتركيزا وعقلا فولاذيا. بطرح نفس السؤال للمرة الألف، عادة يعمل دماغك لوقت إضافي، لذلك انت بأمس الحاجة إلى إيجاد طريقة لتخفيف أعبائك.
ـ التأمل … لست بحاجة إلى أن تكون خبيرًا في القيام ببعض التمرينات التأملية. قم فقط بالتمعن والتركيز في موضوع أو فكرة ما مرة واحدة في اليوم قبل النوم وسوف ترى ما لا كنت تتوقعه. شريطة أن تقوم بإبطاء تنفسك ووضع مشاكلك جانبًا لبعض الوقت.
ـ اتمام تعليمك … إذا كنت تفكر في العودة إلى المدرسة أو المعهد أو الجامعة، فافعل ذلك على الفور ولا تتردد، فقط قم بوضع خطة عقلانية محكمة وبدأ بتجسيدها. إن لم يكن الأمر كذلك، فلا يزل بإمكانك إثراء عقلك بقراءة كتب أو مقالات جيدة أو مشاهدة أفلام تحفز التفكير وتنشطه.
ـ اتمام أعمالك واتقانها … لا تترك أبدا الأشياء غير مكتملة أو غير متقنة. إن كانت لديك أشياء متراكمة جانبا، عليك القيام بها، ولتسهيل ذلك اكتب فقط كل شيء في سجلك الخاص، ثم وبطريقة منتظمة خصص وقتا محددا لذلك، إلى أن تنتهي منها جميعها.
ـ سجل الخروج قبل النوم … سواء كنت تتصفح الإنترنت أو تشاهد مواقع الأفلام أو تتجادل على الشبكات، أو حتى تلعب التطبيقات المغرية، فإن استخدام الشاشات قبل النوم يبقي عقلك مستيقظًا. قبل النوم بساعة كاملة، أطفئ الأنوار في الغرفة واستعد لنوم هانئ هادئ مريح ليلاً.
ـ الترتيب … قد يكون العيش في فوضى دائمة أمرًا مرهقًا ومزعجا. إن وجدت نفسك تبحث عن أشياء في غير مكانها أو تتعثر في أشياء لم تلمسها منذ مدة، فقد حان الوقت للتنظيف والترتيب. خذ ما تحتاجه، وتخلص من الباقي.
ـ ثقتك بنفسك … يمكن لبعض الأشياء أن تخدش تقديرك لذاتك، إذا كنت مرهفا وحساسا، الاعتماد على الذات وقوة الإيمان بها سيسمح لك إيجاد طرق لتعزيز ثقتك بنفسك بالتكيف دون أي ضرر.
ـ التعامل مع الأشخاص السلبيين … أكيد أن لديك شخص أو أكثر من شخص في حياتك يحبطك وينقل إليك شحناته السالبة والسلبية. يسرق الفرح والأمل منك ويجعلهما بؤسا ويأسا. لذا فقد حان الوقت للابتعاد عن هكذا مخلوقات دون قطع علاقاتك معهم، وإن لم تتمكن من ابعاده، قم فقط بوضع حدودًا واضحة لسلوكه وافرض مبادئك.
ـ ترك الوظيفة التي تكرهها … ليس معظم الناس يعملون في وظائفهم المثالية، لكن هذا لا يعني أنه يتعين عليك تولي وظيفة تكرهها. إن كانت مجرد فكرة الذهاب إلى العمل تسبب لك الصداع، فقد حان الوقت للتغيير، نحن جميعنا نستحق أن نعمل شيئًا نحبه.
ـ تعلم أن تقول كلمة لا … يحب الجميع الشعور بالفائدة، أو توفير كتف عطوف للبكاء عليه، لكن هذا لا يجعل الأمر أقل تعبا وإرهاقًا. من المهم أن تتعلم أن تقول لا حتى تحترم حدودك وتتجنب إرهاق نفسك وتكليفها بمهام تفوق استطاعاتها. قد تخيب آمال البعض، لكن هذا ليس سببًا كافيًا لتحمل أكثر مما يمكنك تحمله.
ـ كافئ نفسك بالنزهة … قم بتخطيط لأمسية مليئة بالأشياء التي تجعلك مبتهجا سعيدًا. احجز طاولة في هذا المطعم الذي تحبه أنت فقط، أو شاهد هذا الفيلم الرائع الذي يكرهه الجميع، وقم باكتشاف تميزك، الشخص الوحيد الذي يهمك هو أنت وانت فقط لا أحد غيرك!
ـ تدرب على الامتنان … بدلًا عن التفكير في كل الأوقات السيئة، اذهب إلى الفراش وفكر في جوانبها الجيدة، حتى لو كان الخبر السار الوحيد هو أنك ما زلت تأكل وتمشي وتتحرك وتتنفس. غير وجهة نظرك وكن ممتنا لنعم الخالق!