للكيتامين آثار إيجابية ضد الاكتئاب. حيث أظهرت دراسة جديدة نشرت قبل أقل من 6 أشهر أن هذه المادة يمكن أن تساعد بسرعة كبيرة في استقرار المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد المقاوم للعلاجات الأخرى. وإذا ما تم إجراء أبحاث إضافية في الأشهر المقبلة، فإن هذا الاكتشاف يفتح طريقا جديدا لعلاج المرضى الذين يقاوم اكتئابهم جميع العلاجات الأخرى مثل تناول مضادات الاكتئاب. بدون قلق سنقول لك المزيد في هذا المقال!
باريس … راندا سالم
درس الباحثون آليات عمل الكيتامين ضد الاكتئاب. بالرغم من أنه قد تم تصميم الكيتامين في ستينيات القرن العشرين، وعلى الرغم من أن هذا الجزيء المُصنع كان يستخدم في الأصل كمخدر للاستخدام البيطري، إلا أنه يستخدم أيضًا لأغراض ترفيهية بسبب آثاره المخدرة. ولهذا السبب يعتبر الكيتامين أحد المخدرات المحظورة.
ولكن منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ركزت العديد من الدراسات العلمية على الكيتامين وأظهرت فعاليته في علاج المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد والمزمن والمقاوم أيضًا.
في الحقيقة نحن نعرف جيدًا آثاره المفيدة ضد الاكتئاب، ولكننا لا نعرف بعد آليات عمله. هذا هو بالضبط ما أراد الباحثون من Inserm ومعهد الدماغ والمركز الوطني للبحوث العلمية بفرنسا تحليله من خلال إجراء دراسة رصدية كاملة.
كذلك، يسبب الكيتامين التحيز المعرفي المعزز. حيث أظهرت نتائج الدراسة المذكورة آنفًا، التي نُشرت في سبتمبر 2022 في مجلة JAMA Psychiatry، أنه بعد تناول الكيتامين، أظهر المشاركون في الدراسة تحيزًا معرفيًا معززًا.
وعلى أي حال، كان المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج أكثر تفاؤلاً بعد 5 ساعات من تناول الكيتامين على هيئة حقنة.
في مقابلة مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية، توضح إحدى مؤلفي الدراسة، ليان شميدت، باحثة علم الأعصاب في معهد إنسيرم أن المرضى الذين يعانون من الاكتئاب ينحصرون في معتقدات سلبية عن أنفسهم والمستقبل والعالم. ولا يتقدمون أبدًا. هذا الثالوث المعرفي الموجود في قلب المرض يقاوم الاقتراحات الأكثر إيجابية التي تتعارض معها. إن التحيز المعرفي المتفائل بطبيعة الحال أمر بالغ الأهمية للاستفادة من الصحة العقلية الجيدة. وبفضله نجد الدافع اليومي.
هنالك مسار جديد للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج. ووفقا للنتائج الدراسة، فإن هذا التأثير المعرفي يمكن أن يكون استجابة سريرية للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد أو لأولئك الذين يجدون أنفسهم في مواجهة خطر وشيك. وبالاشتراك مع العلاج النفسي، يمكن للكيتامين أن يعمل على استقرار المرضى بسرعة كبيرة للسماح لهم بأن يكونوا أكثر تقبلاً للمعلومات الإيجابية وتقبل الأفكار الجديدة.