قصة حب القانون تفوق كل التوقعات
بشار … حاورها عبد العزيز قسامة
كريمة سمراء الجنوب مواطنة جزائرية فنانة وعازفة على آلة القانون الوترية، تحضر رسالة الدكتوراه في اللغة الإسبانية بجامعة وهران. تهوى الفن وتعشق الطبيعة وتؤمن بالحب والسلام. لا تقبل بغير الحرية سبيلا للحياة في هذا الوجود. تهوى العزف على الآلات الوترية بشغف، وأمضت أوقاتا طويلة تتمرن على العزف على آلة العود ولكن بقي القانون حلمها الذي راودها منذ طفولتها إلى أن أحضر لها الموسيقار عمار عمرون آلة القانون تقديرا لمجهوداتها وموهبتها. ومنذ ذلك الوقت لم يفارقها القانون، ولا تشعر بالراحة والسلام إلا وآلتها الوترية بين أحضانها تكتشف بين اللحظة والأخرى عوالم نغمية لا حدود لها.
إذا افترضنا مشوار حياتك عبارة عن محطات قطار سريع، فكم من محطة تريدين؟
قطار العمر يمضي عبر مختلف المحطات بحلاوتها ومرارتها، ببساطتها وتعقيداتها ولا بد أن نقبل توقفنا عندها مرغمين لأنها تشكل جزء لا يتجزأ من مسارنا المحتوم.
ما الذي يوقف قطار حياتك في محطات معينة؟
كنت ولا زلت دوما أحاول أن اقفز عبر نافدة القطار ولا اتمالك أحاسيسي وعواطفي أمامي لحظة، أي لحظة فن أو فكر أو فلسفة أمر بها أتشبث بزمانها ومكانها وكأنها آخر محطة يمر بها قطار العمر.
ـــ في حال ما ألغيت بعضها ماذا ستفعلين؟
لقد ذكرت سلفا أن لكل محطة أثر على مسارنا وأخشى ان الغي اي مخطة لربما اجنح عن المسار واكون قد أخطات ما بلغته من آفاق على المستوى الثقافي والفني وحتى الاجتماعي والشخصي.
ـــ إذا ما أجبرت على التوقف قليلا لاستعادة أنفاسك فما هي المحطات الملائمة؟
سأتوقف لاستعادت انفاسي بين اهل الفن ورواد السماع. واعتبر كل لحظة عشتها مع آلة القانون نفسا جديدا يبعثني من بين اعباء الحياة.
ـــ إذا ما اعيد بك القطار فما هي المحطات التي تختارينها؟
سأختار كل محطة استفدت منها علميا وفنيا، وأعتقد أن كل المحطات مفيدة، ولها أثر كبير على المسار الذي انتهجته السلبية منها او الإيجابية، وباعتقادي ويقيني أنه لابد والمرور بها، لأنها كما سبق وذكرت هي قدر محتوم ولا بد من حدوثه.
في الاخير سؤال كنت تريدين ان اطرحه عليك ولم أفعل؟
لماذا آلة القانون؟ سؤال كلما حاولت الإجابة عليه تيقنت أني مقصرة في ذلك. كنت كلما أسمع نغمة آلة وترية ينتابني إحساس رهيب لا أسطيع وصفه، ولكني أحسه وبعمق، ومع مرور الزمن ازداد شغفي بالموسيقى ففكرت بالعزف لأعبر عما يمتلكه خاطري من أحاسيس، ورغم أنني حاولت ان أعزف على الكمان والعود إلا أن لقائي مع القانون كان محض صدفة أعادت تشكيل رؤيتي للموسيقى على المستوى النظري والتطبيقي والروحي أيضا، فوجدت نفسي ألج مملكة الموسيقى بعوالمها الخفية من كل زاوية وركن.
ت
كلمة أخيرة قبل الانطلاق من محطة أخرى؟
تحتوي الجزائر العميقة على تراث فني ثري، عريق الجذور ومتنوع الطبوع ولو تم الاهتمام بجد من طرف السلطات المعنية بهذا الموروث لأصبح وطننا قبلة ثقافية وسياحية لا يستهان بمردودها الاقتصادي والاجتماعي.