تناول الفواكه والخضر تصرف إيجابي، وعلى الرغم من قلق البعض بشأن احتواء الفواكه على السُّكر وهذا من شأنهِ أن يُساهم بارتفاع منسوب الجلوكوز في الدم. كما يجب التنبيه أيضًا إلى أنَّ الغالبية العظمى من الفواكه تحتوي على مؤشر منخفض إلى متوسط من نسبة السُّكر في الدم، لذلك فهي لا تُسهم بالارتفاع الحاد في مستويات السكُّر مقارنةً بالأطعمة الأخرى. بما في ذلك الخبز الأبيض الغني بالكربوهيدرات.
دمشق … أخصائية التغذية الدكتورة جمانة فخر الدين
يجري تصنيف الأطعمة على المؤشر الجلايسيمي من 1 إلى 100، حيثُ تشير النتيجة إلى مدى سرعة رفع هذه الأطعمة مستويات السُّكر في دم المصاب. تُمتص الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع بشكلٍ أسرع مما هو عليه في الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض أو المتوسط.
يُعد المؤشر الجلايسيمي دقيقًا وأكثر تقييمًا لكيفية تأثير الأطعمة على مستويات السكر في الدم بمرور الوقت. كما يُمكن اعتبار الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض خيارًا أفضل للتحكم في مستويات السُّكر في الدم لدى مرضى السُّكري.
ـــ الأناناس … غناه بالكربوهيدرات يجعله من الأطعمة المساهمة بارتفاع مستويات السُّكر بالدم، لذلك يجب تناوله بحذر شديد.
ـــ العنب … سواء كان تناول العنب كوجبة منفصلة أو مع وجبة أخرى، يجب التنبيه إلى احتوائه على نسبة عالية من السكر وكذا مواد عديدة كالبوليفينول، بما فيها ستيلبين ريسفيراترول، فلافانول كيرسيتين، والأنثوسيانين بالإضافة إلى مضادات الأكسدة.
ـــ التمر … يُشكِّل تناول التمر لمرضى السُّكري قلقًا بحدِّ ذاته، لما قد يضيف تناوله من حلاوةٍ لا تُنكر في الفم. ذلك لاحتوائه على الفركتوز، حيثُ يُعد المصدر الطبيعي له، ومن جهةٍ أُخرى يحتوي التمر على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات التي تُساهم برفع مستويات السُّكر في الدم. ولكن تناوله بحذر واعتدال من شأنهِ أن يجعله ضمن الإضافات لنظامٍ غذائيّ غنيّ بالمغذيات لمرضى السُّكري.
ـــ المانجا … وهي من أنواع الفاكهة التي يحذر مقدموا الرعاية الصحية المختصون بمرض السُّكري بتناولها بإفراط، بل ويوصون بتجنُّبها بشكلٍ حازمٍ وصارم على الرغم من فوائدها العديدة على عملية التمثيل الغذائي، إلَّا أنَّها تُعد من الفاكهة كبيرة الحجم، وعليه يجب توخي الحذر بالاعتدال في أكلها.
ـــ التين … على الرغم من اقتراح منظمة الصحة العالمية بإمكانية استخدام الأشخاص للنباتات التقليدية للمساعدة في علاج مرض السُّكري، حيثُ تبيَّن للباحثين تأثير التين بحماية الكبد، بالإضافة إلى تخفيض مستويات الجلوكوز في الدم، ولكن مع ذلك فإنَّ هناك محدودية في دراسات هذا الأمر فالدراسة الوحيدة التي بيَّنت هذا الأثر قديمة نشرت عام 1998، شارك بها 8 أشخاص خلصت نتائجهم إلى أنَّ انخفاض مستويات السكر في الدم لديهم بعد وجبة طعام تضمنت مستخلصات أوراق التين.
ــ الموز … يُعد الموز من الفاكهة اللذيذة، وتجدر الإشارة إلى أنَّه غني بالكربوهيدرات وما يؤكد ذلك هو مؤشره الجلايسيمي المرتفع. ولكن غالبًا ما يتم تقييد الموز من أنظمة مرضى السُّكري لما يحتويه من سكريات حرّة، ومع ذلك فإنَّ الموز غير الناضج يُشكِّل 80 إلى 90 % من الكربوهيدرات، والتي تتحول إلى سكريات حرة مع نضوج الموز، وبحسبِ دراسةٍ قديمة أجريت في عام 1992 وهي من الدراسات القليلة التي تناولت البحث بتأثير نضج الموز على نسبة السكر في الدم بعد الأكل، بالإضافة إلى استجابة الإنسولين له. تمَّ تقسيم المشاركين في الدراسة إلى ثلاثة أقسام:
ـــ البطيخ … فنظرًا لكونهِ من الفاكهة المنعشة لاحتواء ما يقارب من 92 % من مكوناته على الماء، بالإضافة إلى أنَّه مصدر رائع لفيتامينات عديدة مثل A وC، إلَّا أنَّه لا يُعد من الأطعمة المأمون تناولها بالنسبة لمرضى السُّكري. على الرغم من أنَّ البطيخ يساهم برفع مستويات السُّكر في الدم، إلَّا أنَّ الالتزام بحصة واحدة نموذجية لا يساهم بذلك ارتفاعًا كبيرًا.
ـــ الفاكهة المجففة … تكون خالية من المحتوى المائي الموجود فيها، وهذا يعني أن يكون حجم الحصة للفاكهة الواحدة أصغر، وعليه يجب تنبيه المريض المصاب بداء السُّكري أنَّ ذلك لا يعني مضاعفة الكمية بهدف أخذ الحصة كاملةً، وفيما يخص الفاكهة المجففة بشكلٍ عام فيجدر الإِشارة إلى أنَّ السكر الطبيعي فيها يكون مركزًا أكثر مما يكون عليه في الفاكهة الطازجة. لذلك ستكون الكربوهيدرات فيها أكثر. مما يؤدي إلى زيادة مستوى السُّكر في الدم.
ـــ الفواكه المعلبة … خاصة تلك المحفوظة بالسكر. يجب التنبيه هنا إلى أنَّ الفاكهة الطازجة تُعد الخيار الأول والأفضل لمرضى السكري، حيثُ أنَّ الفاكهة المعلبة والمحفوظة بالسُّكر المضاف والذي يأتي على هيئة شرابٍ كثيف، تُساهم بزيادة مستويات السكر لدى المريض، لذلك يُنصح حين رغبة المريض بالفاكهة المعلبة أن تكون من دون سكرياتٍ مُضافة. لذلك، من الأفضل تناول الفاكهة المعلبة المعبأة في عصائرها الخاصة، الماء أو الشراب الخفيف.
ـــ عصير الفواكه … تجدر الإشارة إلى أنَّ عصائر الفواكه تحتوي على نسبة أعلى من السكريات الطبيعية عنه في الفاكهة، ولكن هذا لا يجعلنا ننكر فائدتها بالمقارنة مع العصائر الأخرى غير الطبيعية. تحتوي عصائر الفاكهة على ألياف بنسبة أقل مما هو موجود في الفواكه، لذلك تعد أقلُّ فائدة من الفاكهة الطازجة.
على أي حال، شرب العصير يُساهم بارتفاع منسوب السُّكر في الدم وهذا من شأنهِ أن يُساهم بزيادة الوزن على المدى البعيد. كما يساهم عصير الفاكهة في رفع مستويات السُّكر بالدم بالإضافة إلى بعض السلبيات الأخرى التي تلحق الضرر بمريض السُّكري.
ـــ مربى الفواكه … عملية صُنع المربى بدون سكر تصعبة للغاية، لأنَّ السُّكر لا يعمل كمادة حافظة فقط، إلَّا أنَّه يزود المنتج بالطعم اللذيذ ويضيف للفم المذاق المميز، وإضافة إلام يضاف من سكر لصناعة المربى، ويتم الاستعانة بالفواكه الأخرى التي تحتوي على الكربوهيدرات التي تساهم برفع مستويات السُّكر بالدم، كما ذُكر آنفًا، ولذلك وحتى وإن تم استخدام الفواكه ذات الكربوهيدرات المنخفضة كالتوت على سبيل الذكر لا الحصر، وذلك بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، إلّا أنَّه يبقى مربى الفواكه كمنتج غذائي ممنوع لمرضى السُّكري لما له من تأثير بارتفاع مستويات السُّكر في الدم.