في كثير من الأحيان نحن لا نفكر في كليتينا بشكل جدي، ومع ذلك العضوان التوأمان يقومان بعمل حاسم لبقائنا على قيد الحياة. وظيفتهما تتجلى في تصفية النفايات والمياه الزائدة والمعادن من الجسم. عندما تتوقف الكليتان عن العمل بشكل جيد وهي ما تسمى بالفشل الكلوي، غالبًا ما يكون غسيل الكلى الحاد أو الفوري أو المزمن أو طويل الأمد. يكون قد حان وقت زرعها.
لندن … الدكتورة شاهندة أبو الفضل / طبيبة أطفال
وعلى أي حال، هنالك حقائق حول عمليات زراعة الكلى للأطفال والتي من المؤكد أنها ستفاجئنا كلنا. وهي:
أولًا ـــ احتمال كبير في أن يحتاج الطفل المصاب بمرض الكلى المزمن إلى عدة عمليات زرع خلال حياته … وهنا، يمكن أن يكون لأمراض الكلى والفشل الكلوي أسباب مختلفة. إذ يؤثر الفشل الكلوي التدريجي على الأطفال عن طريق منعهم من عيش حياة طبيعية صحية ونشيطة. في هذه المرحلة قد تكون عملية زرع الكلى ضرورية، لأن غسيل الكلى مدى الحياة ليس بالحل الدائم. وغالبًا ما يكون للنصف الآخر من الأطفال، الذين خضعوا لعملية زرع الكلى استئناف غسيل الكلى وانتظار عملية زرع ثانية. في الواقع، يحتاج الأطفال خلال حياتهم إلى عمليتي زرع كلى أو أكثر. لأن أغلب الكلى المتبرع بها تأتي من متبرعين متوفين وقليلُا ما تكون من متبرعين أحياء.
ولذلك نجد النتائج السلبية التالية:
ــ رفض الجهاز المناعي للكلية المزروعة يؤدي في كثير من الأحيان إلى فقدان وظيفتها الطبيعية، على الرغم من العلاج الطارئ والتمثل في العلاج المضاد للرفض.
ــ عودة ظهور المرض الأصلي بعد الزرع.
عندما يحدث هذا، يحتاج المتلقي إلى عملية زرع كلية أخرى أي إلى عضو حي، أو يجب أن يظل يخضع لغسيل الكلى حتى تتوفر كلية أخرى متوافقة.
ثانيًا ـــ هنالك أسباب طبية أو مالية أو شخصية قد تمنع الوالدين من التبرع بكلية لطفلهما … حيث يتم تفضيل الوالدين وأفراد الأسرة المقربين الآخرين على المتبرعين المتوفين، وهم أول من يتم تقييمهم كمتبرعين محتملين. وللأسف، هنالك عديد الأسباب التي تجعلها غير متوافقة أو مناسبة دائمًا. من هذه الاسباب لدينا ما يأتي:
1 ـ أسباب طبية … مثل عدم التوافق بين المتبرع والمتلقي، على سبيل المثال إذا كانت فصيلة الدم لديهما غير متوافقة، إذا كان لدى المتلقي أجسام مضادة أو بروتينات ينتجها الجهاز المناعي من المحتمل أن تهاجم العضو المتبرع، أو إذا كان المتبرع المرشح يعاني من مرض أساسي يمنعه من التبرع بأحد أعضائه.
2 ـ أسباب مالية … إزالة كلية من متبرع حي ليس بالأمر التافه وتتطلب فترة نقاهة لعدة أسابيع وربما لعدة شهورٍ. يمكن أن يفرض هذا الوضع عبئًا ماليًا ثقيلًا على الأسر التي يكون فيها المتبرع المحتمل هو المعيل الوحيد.
3 ـ أسباب شخصية … والتي تمنع الوالدين من التبرع بكلية لطفلهما. إن التبرع بالكلية ليس قرارًا سهلاً. يواجه كل شخص مجموعة فريدة من الظروف التي ستؤثر على قراره عند ظهور هذه المشكلة العويصة.
ثالثًا ـــ في كل عام، يتم إجراء ما يقرب من 300 عملية زرع كلى في مونريال بكندا وحدها باستخدام متبرعين أحياءً ومتوفين.
ينتظر العديد من المرضى في كندا على عضو، ولكن لا يوجد عدد كافٍ من الكنديين الذين اتخذوا الترتيبات اللازمة للتبرع بأحد الأعضاء لتلبية الطلب.
بشكل عام، إن معدل التبرع بالأعضاء في كندا أقل بكثير من البلدان الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.
رابعًا ـــ في كندا، وحتى سن 18 عامًا، يكون للأطفال الذين يحتاجون إلى زراعة الكلى الأولوية في قوائم الانتظار … فبمجرد بلوغهم سن 18 عامًا، يمكن للمرضى الصغار الانتظار لسنوات للحصول على متبرع محتمل. لذا، إذا قرر أحد التبرع بأعضائه وأنسجته، فلا يُفكر فقط في التسجيل. بل أن يفعلها، وهذا هو الاهم! كما أن من المهم أيضًا التحدث مع أفراد عائلته حول قراره حتى يفهموه ويقبلوه ويتقبلوه.
خامسًا ـــ يمكن لمرضى زراعة الكلى التمتع بنوعية حياة أفضل والعودة إلى الأنشطة العادية بعد عملية الزرع … لتحقيق ذلك، عدم الإغفال عن إجراء الفحوصات الطبية الدورية وبشكل منتظم، كذلك، اتباع تعليمات الأطباء والمختصين وأصحاب الخبرة المهنية، والمواظبة على تناول الأدوية واحترام جرعاتها ومواعيدها.