تعاملي معها وكأنها ضيفة ثقيلة وترحل
بشار … البروفيسور مونية قسامة
من المعروف أن حساسية الحليب هي الأشهَر والأكثرُ انتشارا من حساسية العناصر الغذائية الأخرى. ومن المعروف أيضا أن هكذا نوع من الحساسية يُصيب 2% من الأطفال الرضع.
تُترجم حساسية الحليب عند الطفل الرضيع بردة فعل تحسسي لنوع من البروتينات الموجودة في الحليب خاصة حليب البقر، خاصة بروتين الكازين وبروتين مصل الحليب، أو من الرضاعة الطبيعية، في حال عدم احترام الأم لتعليمات تخص بنظامها الغذائي، والذي بدوره يحمي الطفل ويقيه من فرط حساسية الحليب.
يتجلى سبب حساسية الحليب عند الأطفال في وجد خللٍ أو عُطل ٍ على مستوى جهاز المناعة لدى الرضع، حيت يتم تحديد عناصر الحليب على أنها ضارة، ما يساعد في انتاج الأجسام المضادة للغلوبيولين المناعي للتخلص من البوتين الذي يسبب في ظهور هكذا حساسية. وتختفي بطبيعة الحال تلقائيا أثناء مراحل نمو الأطفال الرضع المختلفة، خاصة ما بين السنة وثلاث السنوات حيث يتعافى هنا 70% منهم، ليصبحوا قادرين على تحمل الحليب دون فرص الحساسية.
أما بالنسبة لحساسي الحليب الأخرى، يوجد نوعان آخران وهما:
ـ النوع الثاني من حساسية الحليب … أو كما تُسمى أيضا بعد احتمال الحليب ومشتقاته، تُصيب الأطفال أيضا، تكون مرفقة بأعراض ليست في منتهى الخطورة إذ يمكن السيطرة عليها فورا كالإسهال والتقيؤ، كما يمكن أن تزول تلقائيا لدى 90% للأطفال الذين تجاوزوا السنة من عمرهم.
ـ حساسية اللاكتوز … أو سكر الحليب، الذي له تأثير سلبي على الصحة العامة للذين يعانون منه، حيث يعمل اللاكتوز على تزايد أوجاع البطن ومغصها ناهيك عن تراكم الغازات، يجب الحذر منها واتباع نظاما غذائيا خالٍ من مادة سكر الحليب، وإلا تزداد مضاعفاتها وتتفاقم مع تقدم العمر.
الأسباب … وتكمنُ في شكل اضطراب في جهاز المناعة، في تعامله مع الحليب ومشتقاته على كونه جسما غريبا ويجب التخلص منه، وهذا بإنتاج أجسامٍ مضادةٍ، ما ينتجُ عنه افراز انزيمات كالهيستامين والتي تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض لتُنبهنا بوجود حساسية الحليب.
الأعراض … وتختلف شدتها وتتفاوت حسب طبيعة الطفل الفيزيولوجية ومدى تحسسه لمادة الحليب. أعراض موجعة تبدأ في الظهور مدة شهر بكامته كما يمكن أن تختفي أحيانا ويتجدد ظهورها أحيانا أخرى، وخاصة عند الرضاعة الطبيعية، كون الرضيع هنا يتغذى مما تتناوله الأم، لذل يجب على الأم اختيار وتصنيف ما هو الأمثل والأنفع لطفلها.
ـ السعال المتكرر والمستمر، وصعوبة التنفس.
ـ اضطرابات وآلام في المعدة مصحوبة بالقيء.
ـ احمرار وطفح جلدي المصحوب بالحكة والهرش، لون الجلد إلى الأزرق.
ـ تورم في مستوى الوجه خاصة الشفتين وحول العينين.
ـ فقدان الوعي في حال الإصابة الحادة.
ـ الإسهال، الإمساك، التقيؤ وسماع صوت حركة الأمعاء أثناء وبعد الرضاعة مباشرة.
ـ السيلان أو انسداد في الجيوب الأنفية.
ـ بحة بالصوت وصراخ مستمر.
المضاعفات
ـ الإصابة بالأمراض الجلدية كالأكزيما.
ـ مشاكل في التطور والنمو نتيجة وجود حساسية أخرى مماثلة إزاء الأطعمة الغنية بالبروتينات كالبيض واللحوم والأسماك والدواجن وما إلى غير ذلك، ناهيك عن بعض المكسرات مثل الفول السوداني على سبيل المثال.
ـ حمى القش استنشاق وبر الحيوانات الأليفة أو الغبار مثلا أو حبوب الطلع للأزهار والنباتات البيتية.
العلاج
ـ استشارة الطبيب فوق كل اعتبار، حيث يُزود إدراك الأم بمخاطر حساسية الحليب، كما يحثُّها على اتباع نظام غذائي صحي يعود بالمنافع الصحية لطفلها، مع الابتعاد عن تناول الحليب ومشتقاته لمنع انتقال حساسية الحليب عبر الرضاعة والحدِّ منها.
ـ في فترة فطام الرضيع، يكون الطفل أكثر عُرضة إلى حساسية الحليب خاصة إذا استُبدل حليب الأم الطبيعي بحليب حيواني آخر كحليب الأبقار او الماعز على سبيل المثال. كل ما على الأم فعله بعد القيام بالفطام هو الحرص الشديد والانتباه اللازم إلى مراقبة طفلها بعد فترة وجيزة من استهلاكه لحيب بديل، هنا على الأم أن تتوخى الحذر، حتى لا يصاب طفلها بحساسية الحليب.
ـ الحذر الشديد من تغيير نوع الحليب الصناعي المرافق للطفل في تغذيته، إلا إذا أمر الطبيب بذلك، فتغيير نوع الحليب قد يؤدي إلى الإصابة بالحساسية أيضا، كون كل علامة لهذا الحليب الصناعي لها مكوناتها وتركيباتها الخاصة.
تنبيه … ليس الحليب فقط من يثير ويسبب حساسية الحليب لدى الرضع، بل هناك عوامل أخرى تعمل على مضاعفة الحساسية وتزيد من تفاقها، ويكون هذا في حال توفر هذه المسببات:
ـ حساسيات أخرى ـ الأمراض الجلدية ـ معاناة أحد الوالدين من حساسية ما أو من مرض مزمن ما وعلى الأرجح الربو أو السيلياك أو الأكزيما.