بيروت … الاخصائية النفسية الدكتورة ماري أبو جودة
يمكن للأم التي تقضي الكثير من الوقت مع نقالها الخليوي خلال الأوقات المخصصة للعائلة. وهذا ما يشجع على تطوير السلوك السيئ لدى الطفل.
إذا كانت الأم منغمسة في هاتفها النقال أثناء الوجبات واللعب ووقت النوم، وتقريبا معظم الوقت. فمن المحتمل أن يصاب الطفل بمشاكل مزاجية وسلوكية، وفقًا لنتائج دراسة نُشرت في مجلة Medical Pediatric Research. حيث أجرى باحثون من جامعة ولاية إلينوي وكلية الطب بجامعة ميتشيغان في الولايات المتحدة في هذا الصدد دراسة على 183 زوجًا وأطفالهم الذين يبلغون من العمر 5 سنوات أو أقل لفهم ما إذا كان التداخل التكنولوجي أو التدخلات والانقطاعات اليومية بسبب الأجهزة التكنولوجية يمكن أن تخلق إحباطًا أكبر، أو فرط النشاط واضطرابات المزاج عند الأطفال الصغار.
سأل العلماء الآباء عن استخدامهم لهواتفهم النقالة لفهم كيف أن استخدام التكنولوجيا في الأسرة يمكن أو لا يمكن أن يعطل سلوك أطفالهم؟
بالنسبة للدراسة، كان على الوالدين أيضًا تحليل سلوكيات الأطفال وحالاتهم المزاجية، وتسليط الضوء على تكرار الغضب والإحباط. كما طُلب العلماء أيضًا من الآباء الإبلاغ عن مستويات التوتر والاكتئاب لديهم وتقييم الدعم الذي يتلقونه من شركائهم.
أظهرت الدراسة ذاتها أنه في جميع العائلات تقريبًا، تداخل جهاز إلكتروني واحد على الأقل مع تفاعلات الوالدين مع الطفل في وقت ما خلال اليوم، وأن المستوى الأعلى من سلوكيات الغضب والإحباط لدى الأطفال والإجهاد الأبوي الأعمق ارتبط بزيادة التكنولوجيا. كذلك أوضح العلماء أن الوقت الذي يقضيه الآباء مع هواتفهم النقالة، لا يسمح بتقديم دعم عاطفي جيد. نتيجة لذلك، يمكن أن يكون لدى الأطفال ردود أفعال أكثر إشكالية، والتي من شأنها أن تسبب مزيدًا من التوتر للآباء، الذين يلجئون أكثر بفضل هواتفهم للهروب من الأزمة وبالتالي تغذية الحلقة المفرغة.