نساء يعانين من عنف أزواجهن بسبب مكانتهن المرموقة
مدريد … رندا سالم
يعتبر العنف وسيلة للتعبير عن شعور بعض الرجال، إذ يتخذونه كتعويض لعدم الرضا عن أنفسهم، وذلك لأن زوجاتهم تحتلن مكانة مرموقة في المجتمع، وهذا ما يجعل هكذا نوع من الرجال ثائرين ودائمي البحث عن التفاصيل التي يعتبرونها المفتاح السحري للدخول في النقاشات الحادة والخلافات مع زوجاتهم، منتهجين سبل العنف لإحباط معنويات زوجاتهم وتحطيمها، وهذا كله لغياب الثقة عندهم والشعور بالنقص وعدم الرضا. فالعنف في النهاية ما هو إلا أداة تترجم الحالات النفسية والانفعالية وخطة هجومية يستخدمها بعض الرجال لتعديل الخلل في التوازن، إذا سنحت لهم الفرص لذلك، خاصة عندما يشعرون بالقدرة على استعماله.
نتائج علمية أولي تؤكدها دراسة مكثفة عميقة وموسعة تحليلية أجرتها جامعة ـ بومبيو فابرا ـ الإسبانية، حيث يقر الباحث خورخي رودريغيز مينيس، أستاذ العلوم السياسية والاجتماعية بالجامعة نفسها، أن النساء اللواتي يتمتعن بمكانة مرموقة أكثر من أزواجهن يعانين من العنف القائم على التمييز بسبب الجنس.
نتيجة الأبحاث حسب خورخي رودريغيز مينيس أستاذ العلوم السياسية والاجتماعية، أساسها مبني على فهم وتعديل أسباب تفشي ظاهرة العنف في المجتمعات المتقدمة التي تعتبر فيها المساواة تعدت خطوطها. حتى بات بعض الرجال يريدون استعادة نظام الهيمنة الذكوري للسيطرة على المناخ العائلي بحسب أستاذ العلوم الاجتماعية خورخي رودريغيز مينيس.
تؤكد الدراسة نفسها أن في حال يكون فيها الزوج مهاجرا والزوجة من السكان الأصليين، ترتفع احتمالية تعرض الزوجة للعنف من الزوج بخمس مرات، مقارنة بالثنائي الذي تكون فيه المرأة مهاجرة والزوج من السكان الأصليين.
كما تُشير نتائج الأبحاث السابقة، إلى أنه في الحالة التي تكون فيها الزوجة مهاجرة تتضاعف حالات استغلالها في القيام بالأعمال الصعبة داخل المنزل وخارجه، في حين يزداد خطر الاعتداءات الجسدية في حال إذا كانت الزوجة من السكان الأصليين أو تتمتع بمستوى تعليمي أو مركزا مرموقا أعلى من الذي يحظى به زوجها.
بينما هناك تناقض بين مفهوم العنف القائم على التمييز بسبب الجنس، نظرية تتنبأ بمخاطر تكون أكبر حجما في حالات الاعتماد الاقتصادي والاجتماعي على النساء، وهذا مل يخلق النزاع والتوتر بشكل دائم ومستمر.
أما بالنسبة إلى الأزواج المتكافئين، نلاحظ فورا أنهم يتمتعون بالسلام والاستقرار في علا قاتهم الزوجية، ونادرا ما يسود اللاتفاهم بينهم، وهذا في حال يكون فيها الرجل معرضا للتهديد بسبب مكانة زوجته التي يَعتقد أنها من حقه وملكا له، يزداد خطر تعرض المرأة للعنف. وهاذ ما وصل إليه الباحثان في العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة كارلوس الثالث في مدريد سنة 2018م، سيزار ألونسو وراكيل كاراسكو حيث جاء في تحليلهما عن تأثير العمل على الأزواج، لاحظ الباحثان أن أدنى معدل للعنف بين الجنسين كان عند الأزواج المتكافئين، أي اللذين يعمل كلاهما.
الزوج طُرد أو عاطل عن العمل، في هكذا حال يزداد خطر العنف عندما يُسأل أو يتساءل عن دوره التقليدي كمسؤول أساسي عن أسرته. حيث أكد الباحثان على أن الزوج العاطل عن العمل، سريع الانفعال ويتخذ العنف كمبرر لإرضاء غروره وللشعور بتوازنه المفقود تجاه عائلته، في حين يختفي خطر تعرض الزوجة للعنف في حال تمتعها بوظيفة مستواها أقل أو يعادل تلك التي يتمتع بها زوجها.
وبين هذا وذاك تبقى ردة فعل الرجال ذوي التفكير التقليدي هجومية وعنيفة، رافضين كل تغيير يمس كيانهم الذكوري، وهم في مرطون مظنٍ يقاومون كل تغيير يخدش رجوليتهم.