بغداد … ليلى حامد
اكبر وليمة عرفها التاريخ هي تلك التي أقيمت ببلاد الرافدين العراق، تحت اشراف وشرف الملك الآشوري آشور ناصر بال الثاني عام 883 قبل الميلاد، بمناسبة افتتاح قصره الملكي في كالهر القديمة أو النمرود حالياً، وليمة ذاع لها صيت أقرب للعجب. حيث عثر على نقش ملكي يسجّل لهذا الحدث في القصر الشمالي الغربي هناك.
ولهذه المناسبة التاريخية الأسطورية، تم تصنيع أواني الطاولة الملكية المستخدمة في المائدة الاحتفالية من الذهب والفضة والبرونز، حيث تم العثور في مخزن القصر على إناء شرب مصنوع من البرونز على شكل رأس ظبي. ويظهر في أحد النقوش خادم وهو يحضر زوج من المزهريات المتشابهة المصنوعة على شكل رأس أسد. وتظهر نقوش أخرى قدوراً وأوعية وكؤوسا.

حيث احتضنت الوليمة ما يزيد عن الـ 70 الف ضيفاً من الامبراطورية الاشورية و الدول الأخرى المجاورة، و150 فرقة موسيقية وتمثيلية و46 رجلاً مختصين بنسج الأكاليل والتيجان و277 طاهياً يطهون أكلات خيالية المذاق، و180 نادلاً لتقديم الطعام، وتم ذبح 18000 رأسا من العجول والثيران والجمال والغزلان والاغنام، و 33 الف من الطيور و الحمام و الاوز والبط والحجل. كما زينت الموائد بالأسماك العديدة المختلفة الذي تجاوز عددها الـ 10000 من الاسماك و10000 رغيف خبز ومئات الالف الحاويات من حاويات الفواكه و الخضار و السمسم والفستق واللوز والجوز والحليب والأجبان المختلفة والزبدة والعسل والحبوب والشعير
وعشرات آلاف من القارورة الجلدية من الخمر، واستمرت الوليمة 10 أيام وليالٍ كاملة.