المتحور أوميكرون أقل ضررا من دلتا
كندا … فوزية مزيان
جديد أبحاث لعلماء جنوب أفريقيا كشفت أن زيادة مقاومة “دلتا” لدى المصابين بالمتحور أوميكرون من فايروس سارس كوف – 2 تؤدي حتما إلى تخفيض تكرار الإصابة به ما يخلص أن الإصابة بمتحور أوميكرون تعزز الاستجابة المناعية ضد “دلتا”. كما أكدت الدراسة أن متحور أوميكرون أقل فتكا ما يساعد على التخلص من دلتا
البروفيسور أليكس سيغال، من المعهد الأفريقي لبحوث الصحة، يؤكد أن ما خلصت إليه دراسات ة بحوث علماء جنوب أفريقيا أأن الجسم المصاب بمتحور أوميكرون ينتج أجساما مضادة يمكنها تحييد متغير دلتا. و أشار أيضا إلى عدم التحقق من صحة نتائج هذه الدراسة التي شملت أكثر من 25 شخصا، بعضهم حصل على تطعيم ضد الفايروس التاجي المستجد والبعض الآخر غير مطعم، وجميعهم مصابون بمتحور أوميكر

من نتائج هذه التجربة يتضح أن فاعلية تحييد أوميكرون زادت بمقدار 14 مرة بعد 14 يوما من بداية التجربة، و هذا يدل على تطور استجابة مناعية خطّية ضد هذا المتحور. كما أن تحييد متغير دلتا زاد بمقدار 4.4 مرة.
ويؤكد سيغال أيضا أن زيادة مقاومة دلتا لدى المصابين بمتحور أوميكرون يمكن أن تؤدي إلى تخفيض احتمال تكرر الإصابة بمتغير دلتا. فضلا على أن أوميكرون ووفقا للبيانات المطروحة أقل ضررا، ما يساعد على التخلص من دلتا. كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الخطورة التي يمثلها متحور أوميكرون سريع الانتشار لا تزال عالية جدا، وذلك بعد أن قفزت أعداد الإصابات بكوفيد – 19 بنسبة 11% في المئة عالميا الأسبوع الماضي. كذيك صرحت المنظمة في تحديثها الأسبوعي للوضع الوبائي إن أوميكرون وراء ارتفاع الإصابات في عديد البلدان، خاصة تلك التي تجاوزت متحور دلتا المهيمن سابقا.

الدلائل المتوافقة حسب ما أكدته المنظمة، تعطي لأوميكرون ميزة النمو في وقت مضاعف يتراوح بين يومين وثلاثة مقارنة بدلتا، بدليل انتشار مريع في الإصابات، خاصة في بريطانيا وأمريكا.
منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن سرعة معدل نمو أوميكرون من المرجح أن تكون مزيجا من القدرة على تفادي الجهاز المناعي وقابلية الانتقال المتزايد ذاتيا. ومع ذلك لفتت المنظمة إلى انخفاض الإصابات بنسبة 29 % في جنوب أفريقيا، الدولة الأولى التي أبلغت عن المتحور في الرابع والعشرين من نوفمبر 2021. إذ أكدت على أن البيانات المبكرة من بريطانيا وجنوب أفريقيا والدانمارك التي تملك حاليا أعلى معدلات الإصابات تشير إلى انخفاض حالات الاستشفاء لدى المصابين بأوميكرون مقارنة بدلتا. لكن هناك حاجة إلى المزيد من البيانات لفهم حدة الإصابات، بما في ذلك الحاجة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي وحالات الوفاة. كما أن هناك حاجة أيضا إلى المزيد من البيانات المتعلقة بمدى خطورة الإصابة لدى المصابين سابقا أو الذين تلقوا اللقاح المضاد لكوفيد – 19.
وكشفت منظمة الصحة العالمية أنه في الأسبوع الذي انتهى الأحد، ، كذلك ارتفع معدل الإصابات الجديدة بفايروس كورونا عالميا بنسبة 11 % عقب زيادة تدريجية، في حين انخفضت الوفيات الجديدة بنسبة 4 % في المئة.
وتسابقت دول العالم للإعلان عن ظهور متحوّر أوميكرون من فايروس كورونا المستجد، في مشهد أعاد إلى الأذهان بدايات تفشي وباء كوفيد – 19 الذي انطلقت شرارته من الصين أواخر عام 2019.
ورغم توافر عدة لقاحات معتمدة لمواجهة انتشار الوباء والسرعة التي تتحرك بها دول العالم من أجل تطعيم سكانها بجرعتين أو ثلاثة من اللقاح، إلا أن المتحوّر الأخير أوميكرون أثار الجدل حول استمرار فاعلية الجرعات في الوقاية من العدوى وضرورة إضافة جرعة تعزيزية، في ظل الارتفاع غير المسبوق في عدد الإصابات التي تشهدها قارة أوروبا وبريطانيا خاصة. و هنا حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن عاصفة أخرى قادمة، ويجب على الحكومات أن تستعدّ لها جيدًا.

وظهر أوميكرون للمرة الأولى في جنوب أفريقيا في السادس والعشرين من نوفمبر الماضي، ومنها انتقل إلى العالم بسرعة هائلة رغم حظر السفر الذي فرضته عدة دول من وإلى جنوب أفريقيا وبلدان أفريقية مجاورة، وحتى التاسع عشر من ديسمبر المنصرم وصل أوميكرون إلى 89 دولة، وفق المنظمة مصنفة ذلك على أنه متحوّرا جديرا للقلق؛ لأنه ينتشر انتشارا أسرع من متغير دلتا الذي صنف سابقا على أنه أخطر سلالات كورونا.
يحتوي أوميكرون على أكبر عدد من الطفرات بين جميع متحوّرات سارس – كوف – 2 وأبرزها ألفا وبيتا وجاما ودلتا، وهناك 32 طفرة موجودة داخل بروتين سبايك، وهو المكون الفايروسي الرئيسي الذي يحدد قدرة الفايروس على تجاوز المناعة والتفاعل مع مضاداته. وتغطي هذه الطفرات تقريبًا جميع الطفرات الرئيسية للسلالات التي سبق اكتشافها، والتي ثبت أنها تغير حساسية الفايروس تجاه التحييد بواسطة الأجسام المضادة الوقائية المكتسبة من العدوى السابقة أو التطعيم بلقاحات كورونا.

باحثون بريطانيون قاموا بتحليل التأثير المحتمل للجرعة المعززة من اللقاحات المضادة لفايروس كورونا في مواجهة أوميكرون ليصلوا إلى استنتاج مفاده أن الجرعة المعززة يمكن أن توفر حماية ضد الأعراض الخطيرة الناتجة عن المتحور الجديد بنسبة تصل إلى ما يقرب من 85% .إذ تعد درجة الحماية التي توفرها الجرعة المعززة ضد أوميكرون أدنى بقليل من مستويات الحماية التي توفرها الجرعات الأساسية ضد فايروس كورونا. رغم كل ذلك لا تزل الجرعة الإضافية من اللقاحات المضادة للوباء توفر حماية للكثيرين بحيث تحول دون تدهور حالتهم إلى حدٍ يتطلب العلاج داخل المستشفيات.
خلايا الدم البيضاء يمكنها مقاومة أوميكرون
خلصت دراسة حديثة إلى أن خلايا الدم البيضاء يمكنها القيام بمجابهة أوميكرون، كما أن رد الفعل القوي لخلايا تي قد يوفر الحماية للجسم ويساعد في منع الإصابة الشديدة. حيث تتعرف خلايا تي على البروتينات الفيروسية في المرضى المتعافين من فيروس كورونا أو بعد تلقى اللقاح
