مما لا شك فيه، أن مشاركة الأطفال للمعلومات والصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك، الفيس بوك والتيك توك وغيرها، باتت جزءً من حياتهم اليومية. إذ تسمح لهم بالتواصل مع بعضهم البعض وبث ما يفعلونه أول بأول. يشاركون فيها المعلومات الشخصية التي تتجاوز بكثير ما كان يمكن تخيله قبل بضع سنوات فقط. كما يمكنهم أيضًا تكوين روابط مع أشخاص لم يلتقوا بهم من قبل.
الجزائر … الإعلامي عبد العزيز قسامة
لوسائل التواصل الاجتماعي آثار إيجابية، كالحفاظ على العلاقات مع الأصدقاء أو التعلم، وآثار سلبية كانخفاض احترام الذات، وإقامة علاقات غير اجتماعية، تُؤثر على الصحة العقلية والنفسية والعاطفية للأطفال.
وعليه، يجيء دور الآباء الدوري والمنتظم هنا، والمتمثل في مراقبة أبنائهم والتعرف خاصة على التطبيقات التي يستخدمها أطفالهم. علمًا، أن منصات الوسائط الاجتماعية لا تبقى على حالها، بل تتغير كثيرًا وتتطور باستمرار. لضمان الأمان والسلامة لأطفالهم.
من أهم الدوافع التي تجعل الأطفال مدمنين على اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وجود علاقات تكونت سالفًا مع الأخرين، ناهيك عن متعة إرسال الرسائل والدردشة ومشاهدة الصور والفيديوهات الساخرة الخفيفة، حيث ينقل من خلالها المؤثرون الكثير من المعلومات حول حياتهم اليومية وتجاربهم والبيئة المحيطة بهم. بالإضافة إلى ممارسة ألعاب الفيديو أو ألعاب الحظ. كما تشتمل بعض تطبيقات المقامرة وربح الهدايا عبر الإنترنت.
والأخطر من ذلك كله، مواقع لقاء العشاق عبر الإنترنت. فبالرغم من أن معظم مواقع وتطبيقات المواعدة مخصصة فقط للبالغين، إلا أن أغلبها لا تشرط إثبات العمر. وهنا تحديدً يتم التلاعب بالمستخدمين لتقديم معلومات شخصية وصور غير لائقة.
تم تصميم تطبيقات الوسائط الاجتماعية لإبقاء الأشخاص متصلين بالإنترنت لأطول فترة ممكنة. يمكن أن يؤدي السباق المستمر للإعجابات والمتابعين والرسائل إلى سلوكيات غير سوية وتقلبات مزاجية. إن القدرة على رؤية ما يفعله الأصدقاء في الوقت الفعلي خاصة إذا كان طفلك مستبعدًا منهم، يمكن أن تضر باحترام الذات. تشمل المخاطر الأخرى لوسائل التواصل الاجتماعي التنمر عبر الإنترنت والاستغلال الجنسي على وجه الخصوص.
وعليه يجب اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأطفال من الاستغلال. بما في ذلك، التعرف على التطبيقات التي يستخدمها الطفل، كما يجب أن تكون أيضًا في سن معينة للانضمام إلى منصات معينة، لأن أغلب الأطفال يخالفون القواعد ويتعدون الخطوط الحمراء. والأهم من ذلك كله، هو محاولة إبقاء الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر في المناطق المشتركة، حيث يمكن للآباء مراقبة استخدام أطفالهم لها.
كذلك، من المستحسن التحدث مع الطفل عما هو آمن وغير آمن للنشر. وأن كل ما يراه على وسائل التواصل الاجتماعي ليس صحيحًا دائمًا. وإذا كيلا يشعر الطفل بالقلق والاستياء حين يبتعد لفترة عن شاشات الهاتف.
الجدير بالذكر، أن معظم تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي تحتوي على سياسات وإعدادات أمنية مختلفة. وهنا يجب قراءة سياسات الخصوصية الخاصة بالتطبيق أو موقع الويب بحذر شديد قبل إرسال المعلومات الشخصية. كما يجب القيان أيضًا بزيارة موقع الويب المًراد للحصول على ملخصات بسيطة وواضحة للسياسات التي تحددها التطبيقات الشائعة. كذلك، التحقق من إعدادات الأمان وملفات التعريف الخاصة بالطفل للتأكد من عدم مشاركته معلومات الهوية، مثل تاريخ ميلاده أو موقعه أو ارسال صوره. لأن معظم التطبيقات، تُجبر المستخدم على إنشاء ملف تعريفي يتضمن الاسم والصورة والبريد الإلكتروني والعنوان وتاريخ الميلاد ورقم الهاتف والاهتمامات وحتى رقم الحساب البنكي. اعتمادًا على إعدادات الخصوصية، تكون بعض الملفات الشخصية مرئية للعامة، بينما لا يمكن رؤية الملفات الشخصية الأخرى إلا للأصدقاء أو المتابعين.
في نهاية المطاف، علينا جميعًا مساعدة الاطفال على تعلم كيفية حماية خصوصيتهم. وذلك، بألا يقبلوا أبدًا طلب صداقة من شخص لا يعرفونه. وألا يشاركوا كلمات المرور الخاصة بهم، حتى وإن كانوا أصدقاء. والاهم من هذا، هو الحد من ساعات التصفح الأطفال للإنترنت ومنعهم من قضاء فترات طويلة أمام الشاشات لما قد يتعرضون له من أضرار نفسية وعقلية وجسدية مثل الصداع والأوجاع والانسحاب والعزلة. الحرص على استخدام تطبيقات معينة تحجب المواقع غير الأخلاقية.