فيلم “الحقيبة الحمراء” أفضل فيلم قصير لهذا العام
لوكسمبورغ … رندا سالم
قصة نساء إيران الخاضعات لهيمنة الرجال
قصة محزنة تتمحور حول أحلام فتاة إيرانية في السادسة عشرة من عمرها، تخلع حجابها في أوروبا هربا من القيود المفروضة في بلادها، استقطب الفيلم القصير “الحقيبة الحمراء” اهتمام الكثيرين خلال حفلة الأوسكار في الثاني عشر من مارس في هوليوود.
شارك هذا الفيلم الممتد على 17 دقيقة والذي أخرجه وأنتجه اللوكسمبورغي سيروس نشواد، المولود لوالدين فرّا من الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979م. حين كان طفلا، في المنافسة النهائية مع أربعة أعمال أخرى للفوز بجائزة أفضل فيلم قصير.
أصبح هذا العمل تحت الضوء يراقب بتأثر الحركة الاحتجاجية التي تشهدها إيران منذ مقتل الشابة مهسا أميني إثر اعتقالها لدى شرطة الأخلاق بتهمة عدم التزامها بقواعد اللباس المتشددة. إذ يقول المخرج نشواد بأن الفيلم يروي قصة نساء إيران الخاضعات لهيمنة الرجال تعسفهم، وأن المرأة في إيران إذا ما أرادت فعل أي شيء أو زيارة مكان ما، عليها الحصول على إذن من الرجل والدها أو زوجها أو أخاها. وصياغته خطيا وتوقيعه أيضًا.
في فيلم “الحقيبة الحمراء” تعمد فتاة مسافرة بمفردها من طهران، إلى سحب حجابها للهرب من رجل خمسيني ينتظرها في المطار ببزة رسمية حاملا باقة زهور من أجل الزفاف.
هذا الفيلم هو خطوة تنمّ عن شجاعة في رفض الهيمنة والانطلاق نحو الحرية. وهنا تشير الممثلة الفرنسية نوال إيفاد المولودة لأم جزائرية، والتي تؤدي دور المراهقة الإيرانية، إلى أن هذه الشخصية كان لها وقع خاص عليها. بحيث تركت ديارها عندما كان عمرها يناهز 19 عاما ووجدت نفسها وحيدة في مدينة لم تكن تعرفها وهي باريس. الأمر ذاته حصل في هذا المطار الذي يشكل نقطة فاصلة بين مآسي الماضي وآمال المستقبل. الممثلة البالغة من العمر 22 عاما والتي تربت في كنف عائلة مسلمة، كانت معتادة على وضع الحجاب حسبما صرحت به في إحدى القنوات الفضائية الفرنسية.
أثار اختيار فيلم “الحقيبة الحمراء” للمنافسة على جائزة أوسكار حماسة كبيرة لدى نشواد الذي رأى في ذلك مناسبة لتوعية العالم بشأن قضية النساء الإيرانيات.