القاهرة … سميرة عبد الله
بدأت وقائع المعركة في أول أكتوبر عام 1960، أي بعد 5 أشهر من عرض فيلم “وداعاً يا حب”، وشنّ الموجي حملة شعواء على العديد من نجوم الطرب في حوار بمجلة الكواكب المصرية. وكان أول من هاجمهم محرم فؤاد وقد وصفه بأنه تلميذ عاق، وكان الفيلم قد حقق نجاحاً كبيراً بفضل الأداء والأغاني، ولكن الموجي سحب منه أغنية “يا حبيبي قولي” بحجة أن محرم لم يؤدِها كما كان يتمنى، وسيسحب أيضاً أغنية “حتى يوم العيد”، وأنه سيترك له فقط أغنيتي “رمش عينه”، و”الحلوة داير شباكها”، وقد سبق أن غناهما في فيلم “حسن ونعيمة”. بطولة سعاد حسني. فقرر حينئذٍ الموجي أن يعطي اللحن لنجاة، بعد ما رفض العندليب غناءها. حسب الموجي هذا التصرف ليس انتقاما من محرم وإنما تأديب تلميذ عاق لا يحترم أساتذته ولا يعترف بالجميل.
علم محرم فؤاد بأمر سحب الأغنية منه، وأن نجاة ستغنيها في حفل عام بسينما ريفولي، وكان محرم ضمن المشاركين في الحفل، وكان دوره في الغناء بعدها، فلجأ إلى حيلة يفسد بها الأمر على نجاة والموجي، وألحّ على المشرفين على الحفل أن يغني قبل نجاة، لأنه مرتبط بحفلة أخرى، ووعد بألا يغني “آخرة جرحي إيه” وأملى على رجال الإذاعة اسم أغنية أخرى سيغنيها، ولهذا سمحوا له بالغناء قبل نجاة.
وقف محرم أمام الجمهور قال موجها كلامه لهم، بأنه سوف يغني أغنية جديدة من فيلم “وداعاً يا حب”، وغنى الأغنية، ووضع نجاة والموجي في موقف حرج، لذا حرمته الإذاعة من الغناء في حفلاتها الخارجية مدة سنة كاملة، ومنع إذاعة أغنيته المذكورة أيضاً مدة عام كامل، ولكنها ظلت من أنجح الأغنيات خلال مشواره الفني. ومع هذا كله سجلتها نجاة بصوتها في الإذاعة.