الطربوش عبارة عن قبعة أو لباس للرأس، ويعود أصل الكلمة الى اللغة الفارسية سربوش، ومعناها زينة الرأس ثم حرفت الى شربوش عن طريق اليهود الذين لا ينطقون حرف السين، ثم إلى كلمة طربوش التي أطلقها العرب إبان الحكم العثماني المستبد، وكان الطربوش يصنع إما من الجوخ الملبس على قاعدة من القش او يصنع من الصوف المضغوط.
القاهرة … كريستينا صدقي
دخل الطربوش مصر على يد محمد علي باشا بعد ان كانت العمامة منتشرة بين المصرين منذ الفتح الإسلامي. علمًا أن اول ظهور للطربوش كان في بلاد المغرب العربي. وفي روايات اخرى كان بداية ظهوره في الدولة العثمانية.
كانت مصر تستورد الطرابيش الى أن أنشأ محمد علي باشا مصنع في فوه لا نتاج الطرابيش، حيث استقدم محمد علي باشا أمهر الصانعين في انتاج الطرابيش من المغرب العربي الكبير، الأمر ان يرجح رواية ان المغرب العربي هي اول بقعة الأرض من أنتجت الطرابيش واستخدمتها. وتوالى بعدها انشاء مصانع الطرابيش في مناطق مختلفة بالمحروسة.
كان لَبْس الطربوش في بادئ الأمر قاصر على جنود الجيش المصري ومنها انتشر بين السياسيين ليصل إلى عامة الشعب.
في الثلاثينيات من القرن الماضي حيث تدهورت الحالة الاقتصادية في مصر، حين أطلق عليها اسم مرحلة الكساد الكبير. فتم على آثرها إغلاق مصانع الطرابيش التي أنشاءها محمد علي، فاضطر المصريون للعودة لاستيراد الطرابيش من المغرب العربي.
من العيب ان يلبس المصريون مما لا ينتجون، كانت هذه المقولة شعارًا للحملة التي أطلقها الطالب احمد حسّين طالب في كلية الحقوق والذي أصبح فيما بعد مناضل سياسي كاتب بالاشتراك مع صديقه طالب الحقوق والصحفي فيما بعد فتحي رضوان. هدف الحملة تجلى في دعم الاقتصاد المصري فأنشأ جمعية عرفت بجمعية القرش عام 1931م، حيث يتم التبرع بقرش لكل مواطن.
شعار الجمعية كان ” تعاون وتضامن في سبيل الاقتصاد المصري” وتعاون معهما آنذاك حكومة إسماعيل باشا صدقي بالتسهيلات اللازمة.
ونجح المشروع واقبل عليه المصريون وبلغ حجم التبرعات في العام الاول 17 ألف جنيه مصري. وتم بعد ذلك تأسيس مصنع كبير للطرابيش بالعباسية وعاد المصريون يرتدون ملابسهم من صنع أيديهم. ومع مرور الوقت وبعد ثورة 1952م، انحسر لَبْس الطربوش سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي وأصبح ارتداءه قاصراً على المسلسلات التي تمثل حقبًا تاريخية سالفة أو في الفنادق والمطاعم والأماكن السياحية لإضفاء أجواءً تراثية على المكان وترسيخًا لثقافة مصر تاريخها العريق.