الجزائر … الإعلامي عبد العزيز قسامة بالتعاون مع أخصائية التغذية الدكتورة جمانة فخر الدين
للسكرى نظام غذائي خاص، متوازن ومعتدل في تكوينه وتحضيره أيضا، يُفيد ويستفيد المعنيون به من كل مستخلصاته الغذائية التي تجعلهم يتمتعون بصحة جيدة، وهذا إن حضر الالتزام والانضباط الضروريان.
كما للسكري قوانين تحكم تصرفاته تجاه العصائر والمشروبات، خاصة تلك التي تنخفض أو تنعدم فيها نسبة السعرات الحرارية، شريطة عدم تزويدا بالإضافات التي تؤثر سلبا على السكري وتثير مضاعفاته الخبيثة والقاتلة لاحقًا. ناهيك عن استهلاكها بعقلانية واعتدال.
ـ الماء … وهو رفيق حياة الإنسان الدائم منذ دخوله الدنيا إلى حين خروجه منها.وهو الأفضل لمرضى السكر، لكونه يقوم بوظائف عِدة، أهمها على الإطلاق يساهم في توازن نسبة السكر في الدم ويعدها، بامتصاصه الجلوكوز الذي فاق العتبة وطرحه في البول والعرق.
ويستحسن استهلاك 15 كوب من الماء يوميا على الأقل، كما يمكن إضافة شرائح الليمون أو الينسون أو أي نكهة طبيعية إلى الماء في حال عدم تقبله بكثرة أو الضجر من شربه.
ـ الشاي الأخضر … تأثيراته إيجابية على الصحة العامة بما في ذلك تقليل ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم، وتسهيل عمليات الهضم أيضا. وليس الإفراط في استهلاكه بطبيعة الحال، يجب أن يتم تناوله في أوقات محددة ثلاث مرات يوميا وبعد الأكل بساعتين أو بثلاث ساعات على الأكثر. مستخلصات الشاي الأخضر وعناصره الغذائية تعمل مباشرة على التقليل من تهديدات الإصابة بالنوع الثاني من السكري، كما يساهم في حرق الدهون والكولسترول والشحوم الثلاثية، كذلك يزود الجسم بفيتامين E الذي يفيد الدماغ ويحفز وظائفه الحيوية الحساسة.
الطريقة … من دون سكر أو محلى صناعي.
يغلى الماء، يُضاف يه كمية الشاي المرغوب فيها، ثم مباشرة يُرفع من على النار دون غَلْيِّه، يُترك حتي يمتص الماء جميع مساخلصاته دون القضاء عليها أثناء عملية الغلي، ثم يُستهلك مع إضافة شرائح الليمون الأخضر أو بعض الأعشاب المعطرة والمُنسِمة.
ـ القهوة … شرب القهوة العقلاني المعتدل والمنتظم يساهم في التقليل من تهديدات الإصابة بالسكري من النوع الثاني، كوبان أو ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا، قدرٌ كافٍ لعشاق القهوة، سواءً كانت غنية بالكافيين أو خالية منه، وتعتبر
ايض من أفضل المشروبات المفيدة لصحة السكري، شريطة عدم إضافة السكر أو حتى المحلى الصناعي الخاص بالسكري، كي لا يرتفع مستوى السعرات الحرارية ما يُثيرُ آليا السكر في الدم ويجعله مرتفعا وغير مستقر.
الطريقة … من دون سكر أو محلى صناعي. يغلى الماء، يُضعُ البن، يُرفع مباشرة من على النار دون غليان، يُرك مدة خمس دقائق، ثم يٌستهلك، مع إمكانية إضافة الهيل أو ماء الزعتر البري أو ماء الزهر.
ـ عصير الخضر … أفضل وأهم المشروبات المفيدة لمرضى السكري، خاصة للأطفال والحوامل الذين لا يرغبون في تناول الخضر، وهو إطلاقا ليس بديلا عن عصير الفواكه، وهذا لم تحتويه الخضر من ميزات خاصة تدرُ نفعًا على صحة السكري وضبط مستويات الجلوكوز في الدم. أهم عصار الخضر نجد عصير الجزر والبنجر السكري والخس والطماطم والخيار واليقطين والكمون أو البسباس وغيرها، كما يمكن جدا مزجها مع بعض أنواع الفواكه التي يتناسب ومذاقها الخاص، أو بإضافة المعطرات والمُنَسِمات أيضا.
ـ الحليب … غذاءٌ كاملٍ ومتكاملٍ، مليء بالفيتامينات والمعادن والأملاح والأحماض، يفيد كل الفئات الهشة وليس فقط السكري. غير أن الكربوهيدرات الموجودة فيها تزيد من سعة السعرات الحرارية خاصة في حال تناول مع أطعمة أخرى. وعليه من الجائز تناول ثلاثة أكواب من الحليب قليل الدسم مع عدم تحليته، كما يمكن استبداله أحيانا بحليب جوز الهند الذي يعود بمنافع جمة للسكري.
ــ عصير الفواكه … بإمكان مرضى السكري الاستفادة أيضا من عصائر الفواكه المختلة، لما تحمله الفواكه خاصة من فيتامينات وألياف ومعادن وأحماض وأملاح تعود بالفائدة القصوى لصحة السكري، ولكن من دون الإفراط في استهلاكه، لأنه سوف يحدث خللا وعدم السيطرة على مستويات السكر في الدم ‘لا في حال التدخل الطبي.
كي يتم تناول الفواكه بطريقة صحية وآمنة، يجب اللجوء إلى صنع بعض حيل وكشف الخبايا للاستفادة منها. على سبيل ذلك نجد الموز يحتوي على نسبة كبيرة من السكروز واللاكتوز والجلوكوز، لكنه غني بالمعادن والألياف خاصة المغنيزيوم ومضادات الأكسدة والالتهابات، وهنا يكمن إضافة الحليب خالي الدسم إلى نصف موزة وضربها في الخلاط لتعطينا عصيرا صحيا متوازنا، يعوضنا عن أطعمة أخرى لها المنافع نفسها. كما يمكن اختيار الفاكهة التي تحتوي على نسبة ضئيلة من السكر وكبيرة من الألياف والأحماض والفيتامينات، كالتوت البري بجميع أنواعه والفراولة كذلك بجميع أنواعها، والتفاح الأخضر وغيرها من الفواكه التي تدرُّ نفعا على مرضى السكري.
تنويه … مرض السكري هذا لا يعني مطلقًا الحرمان من أكل ما لذَ وطاب، ولكن يجب اختيار أوقات تناول الأطعمة والوجبات دون خلط أو عشوائية، مع اتخاذ الخيارات الصحيحة الصحية، وعدم الإفراط في تناول أطعمة تسبب حتمًا مضاعفات خطيرة سواءً آنية أو بعدية.