من الممكن جدّا رؤية التقدم الذي يحرزه الطفل عندما يبلغ عمر الستة أشهر، وبالنسبة لبعض الأطفال، قد يتميز هذا الشهر بمعلم رئيسي، وهو بداية التنويع الغذائي على وجه الخصوص. شيئًا فشيئًا، تتطور حاسة الذوق والشم لدى الطفل ويكتشف نكهات وألوانًا جديدة. إنَّها حقًا بداية مغامرة رائعة وجميلة تجمع الأم بابنها ويستمتعان بها معًا.
لندن … الدكتورة شاهندة أبو الفضل / طبيبة أطفال
عندما يبلغ الطفل سن الستة أشهر، يخلق إيقاع حقيقي. سواء كان الطفل يرضع بالزجاجة أو بالرضاعة الطبيعية، فإنه يتخذ موقفه ويطلب وجباته في أوقات منتظمة. يزيد تدريجيًا إلى أربع وجبات يوميًا ويشرب في المتوسط ما بين 180 إلى 210 مل من الحليب لكل وجبة أي 180 مل من الماء + 6 معايير من الحليب لجاف، 210 مل من الماء + 7 معايير من الحليب الجاف.
إذا كنت هنالك بالفعل بداية في التنويع الغذائي، يمكن عندئذٍ من زيادة كميات الطعام تدريجيًا للغاية، مع التأكد دائمًا من الحفاظ على المبدأ التوجيهي ذاته. طعام واحد في كل مرة وشيء جديد واحد كحد أقصى يوميًا من أجل وضع سيطرة الأم بسهولة أكبر. على أصل الحساسية الغذائية واحتمال وقوعها.
إذا لم تكن هنالك بعد بداية في إدخال أطعمة جديدة، غير الحليب، يجل لفت انتباه الطفل عندما يرى الأم تأكل، حينئذٍ يمكن البدء في تنويع النظام الغذائي المبرمج لهذا الطفل. وهنا تحديدًا يتحرك الطفل نحو إيقاع الكبار. الإفطار يليه الغداء، والوجبة الخفيفة ثم بعد ذلك العشاء. ومع ذلك، يظل الحليب هو طعامه الرئيسي، وسيستمر في ذلك لبعض الوقت في المستقبل.
إذا كان الطفل يرضع رضاعة طبيعية وكان الأمر مناسب، عندئذٍ يجب الاستمرار، لأنه بالإضافة إلى الرابطة بين الأم والطفل التي توطدها على مدار الأشهر، تتيح للأم الرضاعة الطبيعية تلبية جميع احتياجات طفلها الغذائية، كذلك تمنع أيضًا العديد من الالتهابات والعدوى والآفات الصحية. الأمراض عن طريق إعطائها فائدة الأجسام المضادة الخاصة بلأم. إذا كانت الرضاعة الطبيعية حصرية، فيمكن للأم الاستمرار فيها حتى يتجاوز الطفل عمر الستة أشهر.
إذا كان الطفل يتغذى بالزجاجة، وقتئذٍ يجب الاستمارار في اختيار حليب الأطفال الصناعي. وهذا مناسب حتى بعد عمر 6 أشهر، أو حتى بضعة أسابيع بعد بدء التنويع الغذائي، عندما تقل كميات الحليب بشكل ملحوظ مع تناول الخضار والفواكه. يتم تصنيع الحليب المبكر من حليب البقر المعالج ليقترب قدر الإمكان من تركيبة حليب الثدي مع جرعة صارمة من البروتينات والعناصر الغذائية المتنوعة الأخرى.
سواء كانت الأم قد بدأت في التنويع الغذائي أو ترغب في البدء به، يجب أن تظل الوجبات لحظة حقيقية من المتعة والمشاركة بينها وبين طفلها. لا مجال للشك في دفع الطفل إلى التعلم واكتشاف نكهات جديدة. يتعلق الأمر فقط بتقديم نكهات وأذواق وألوان وأنسجة جديدة دون فرضها عليه.
وإذا اعترض الطفل أثناء تناول الوجبة، فلا داعي للإصرار على المخاطرة برؤية رفض منهجي دائم إلى حد ما أثناء الوجبات المستقبلية. لا للعجلة. الفكرة والهدف هنا هما الاستمرار في المضي قدمًا بخطوات صغيرة لتوسيع نطاق النكهات المعروفة للطفل المكتشف.
ومع ذلك، عند عمر الستة أشهر، يجب أن يظل الحليب هو الغذاء الرئيسي للطفل لتلبية احتياجاته الغذائية، وحتى يكتمل التنويع الغذائي أي حتى يحصل الطفل على طعام متنوع ومتوازن تمامًا. وعندما تزيد كميات الخضار والفواكه بشكل ملحوظ، يمكنك التفكير في التبديل من حليب العمر الأول إلى حليب العمر الثاني، وهو حليب أكثر تركيزًا قليلاً ويحتوي على جرعة أعلى من البروتينات والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية.
بدايات التنويع الغذائي … كيف ومتى؟
يختلف الحماس تجاه الخضار من طفل إلى آخر. البعض سيكون لديه فضول لاكتشاف نكهات جديدة، والبعض الآخر سيحتاج إلى مزيد من الوقت للشروع في هذه المغامرة الجديدة. مهما كان مزاج الطفل، ليس هنالك رقم حقيقي يمكن تحقيقه. ما يجب فعله، هو البدء فقط ببضع ملاعق. وعادة ما تكون واحدة أو اثنتين. ثم زيادة الكمية تدريجيًا وفقًا لرغبات الطفل. مع تحديد 130 غ لكل وجبة، أي ما يعادل وعاء صغير.
يمكن تقديم معظم الخضروات منذ بداية التنويع الغذائي. يجب القيام بدمج الخضار واحدة تلو الأخرى تدريجياً واختيار الخضار الأكثر لذة ومتعة وطراوة في الفم وأسهل للهضم. أهم هذه الخضر نجد: جزر، الفاصوليا الخضراء، حبوب جوز الهند المسطحة، السبانخ، الكوسة، البروكلي، الكراث الأبيض، الشمندر، الباذنجان، اليقطين، القرع، والقرع العسلي … الخ.
كما يجب تجنب في البداية الخضار الغنية جدًا بالألياف مثل: الخرشوف، القرنبيط الأبيض، القرنبيط الأحمر، الملفوف الأحمر، الملفوف الأبيض، اللفت، وأوراق الكراث وما إلى ذلك.
تقديم الخضار على الغداء، أو تقدميها في وجبة المساء: ستكون الأم أكثر استعدادًا لمراقبة ردود أفعال طفلها وتقديرها لهذه اللحظات التي لا تُنسى.
كيفية تحضير الخضار للأطفال؟
مهما كانت الخضار التي يتم اختيارها، فلا بُدَّ من طهيها في الماء أو البخار أو تحت في طنجرة الضغط. سيتم بعد ذلك خلطها جيدًا في المهروس أولاً قبل طحنها ثم سحقها. إذا كان المهروس سميكًا جدًا، من الأفضل تخفيفه بالقليل من ماء الطهي، الذي يحتوي على العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة لنمو الطفل. دون إضافة الملح. ويمكن تقديم الخضار بالملعقة في زجاجة ممزوجة بالحليب.
أما بالنسبة للأطعمة النشوية، فمن الممكن جدًا إدخالها منذ بداية التنويع الغذائي، بالإضافة إلى الخضار لتكثيف وتليين المهروسات. ولكن لا يوجد شيء إلزامي. يمكن البدء بتقديم هريسة الخضار 100 %.
أهم الأطعمة النشوية لطفل في عمر 6 أشهر
يوصي بعض أطباء الأطفال بالبدء بالأطعمة النشوية الخالية من الغلوتين. لا ينبغي بعد الآن تجنب البقوليات أي الخضار المجففة، في السنة الأولى كما كان الحال في الماضي. إن تقديمها بكميات قليلة منذ بداية التنويع يسمح للطفل بالتعود على تناول الأطعمة الغنية بالألياف. بما في ذلك، العدس، البازلاء، الحمص، الفاصوليا البيضاء والحمراء والفول.
يتم دائمًا طهي النشويات والخضار المجففة جيدًا، أو حتى الإفراط في طهيها في البداية. ثم يتم مزجها جيدًا وخلطها مع الخضار المختارة. أما بالنسبة للهريس، يفضل تحضيره بخليط مكون بشكل رئيسي من الخضار. بعد ذلك، يمكن أن تمثل الأطعمة النشوية تدريجياً ثلث المهروسات المعدة للطفل.
ومن أهم الأطعمة النشوية لدينا:
ــ البطاطا.
ــ البطاطا الحلوة.
ــ عصيدة دقيق الذرة المخلوطة مع هريسة الخضار.
أهم الفواكه لطفل في عمر 6 أشهر
يمكن تقديم غالبية الفواكه. ولكن، من الأفضل توفير الفواكه الطازجة والموسمية والناضجة للطفل، لأنها بالإضافة إلى كونها أفضل بكثير لبراعم التذوق لدى الطفل، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. أهمها للطفل منذ بداية التنويع الغذائي لدينا: التفاح، الإجاص، كُمَّثرَى، المشمش، الموز.
نصيحة
ـــ التوصيات تتطور مع تطور العلم والاحداث. حتى عند الأطفال المعرضين لخطر الحساسية، لم يعد يُنصح بتأخير إدخال الأطعمة المعروفة بأنها مسببة للحساسية مثل الفول السوداني أو البيض أو السمك. في الواقع، وعلى عكس كل التوقعات، فإن التقديم المبكر لهذه الأطعمة من شأنه أن يقلل من مخاطر الحساسية.
ـــ لا ينصح بشكل قاطع بإعطاء حليب البقر لطفلك قبل سن السنة، والأفضل من ذلك، قبل سن 3 سنوات. مشروبات الخضار (فول الصويا، اللوز، الشوفان، الحنطة، أرز الكستناء، وما إلى ذلك) التي تباع في محلات السوبر ماركت في القسم العضوي ليست حليبًا ويمنع استخدامها أيضًا لأن مساهماتها الغذائية بعيدة جدًا عن احتياجات الطفل.
ـــ من الممكن جدًا تقديم الفاكهة كوجبة خفيفة، بالإضافة إلى الرضاعة بالزجاجة أو الرضاعة الطبيعية. إذا رفض الطفل الحليب بعد تذوق الفاكهة. عندئذٍ، يجب عكس الترتيب. البدء أولًا بالحليب ثم الكومبوت بعد ذلك.
ـــ في البداية، يجب دائمًا تقشير الفواكه وتقديمها للطفل نيئًة أو ناضجة أو مطبوخة وخلطها جيدًا في كومبوت، بعد غسلها أو نخرها أو بذرها بالطبع.
ـــ يمكن سكب الفواكه في كومبوت ناعم. وللقيام بذلك، قدمي لطفلك الملعقة التي اخترتها لبداية التنويع حتى يعتاد على هذا الشيء الجديد. سيكتشفه، ويضعه في فمه ويلعب به أيضًا. مع تجنب استخدام ملعقة صغيرة تقليدية أو حتى ملعقة صغيرة. والتأكد من اختيار الملعقة البلاستيكية الناعمة أو السيليكون لحماية لثة الطفل الهشة والطرية.
ـــ لا ينصح بشدة بتناول المكسرات الكاملة بسبب خطر سوء الاستخدام والحساسية. بما في ذلك، البندق، اللوز، الجوز، الفول السوداني … إلخ.