عودة المواسم الصيفية العليلة تعلن أيضًا عن عودة الفواكه الحمراء الجميلة. إن إضافة لمسة من الألوان الزاهية إلى نظامنا الغذائي هو هدية للجسم. وعليه، سيكون الكرز قادرًا على تقليل الالتهاب وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب ومساعدتنا في الحصول على نوم جيد ليلاً.
المدية … عبد العزيز قسامة
الكرز أو حب الملوك فاكهة حمراء غنية بالفيتامينات. إذ يعتبر أول فاكهة صيفية تظهر في السوق، من الأطعمة التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الناس، الذين يستهلكون 2.5 كلغ في المتوسط سنويًا. تحتوي هذه الثمار اللذيذة النيئة أو المطبوخة أو المقطوفة مباشرة من الشجرة على فيتامينات A أو البيتا كاروتين وC، وأوميغا 3. وأوميغا 6، بالإضافة إلى النحاس والألياف. كذلك تحتوي على سعرات حرارية أعلى بقليل من الفواكه الأخرى ما يعادل 55 سعرة حرارية لكل 100 غ. ولا يزل الكرز أحلى فاكهة حمراء. لذلك يوصى بعدم تناول أكثر من حفنة في اليوم أي حوالي 15 حبة. فإنها توفر فوائد صحية كبيرة ومنافع مثيرة لا يمكن تصورها.
القيم الغذائية للكرز
الكرز غني بفيتامينات A و C وأوميغا 3 و 6 وكذلك البوليفينول. فلكل 100 غ نجد الآتي:
ــ ماء ………………………………………. 85.7 غ.
ــ البروتينات ………………………………. 0.81 غ.
ــ الكحول ………………………………….. 0.00 غ.
ــ الكربوهيدرات ………………………….. 13 غ.
. منها سكريات ……………………………. 10 غ.
. منها نشاء ………………………………… < 0.35 غ.
. منها ألياف غذائية ……………………….. 1.6 غ.
ــ الدهون ………………………………….. < 0.3 غ.
. منها أحماض دهنية مشبعة ……………… < 0.01 غ.
. منها أحماض دهنية أحادية غير مشبعة … < 0.01 غ.
. منها أحماض دهنية غير مشبعة ………… < 0.01 غ.
. منها الكولسترول ………………………… 0.00 غ.
فوائد الكرز المدهشة
الكرز مليء بالفوائد الصحية. إنها فاكهة مثيرة للاهتمام للغاية في العديد من المجالات. ومع ذلك كوني حذرة، ويجب استهلاكه باعتدال.
ـــ الكرز وصحة القلب … يساعد الكرز في خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول، وهما عاملان يؤديان إلى الإصابة بأمراض القلب.
فإن شرب عصير الكرز أو تناول حفنة صغيرة منه، سيساعد أيضًا في تقليل ارتفاع ضغط الدم، وفقًا لدراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية في مايو 2016 مع التركيز على كرز مونتمورنسي، الكرز الحمضي قليلاً. أظهر الباحثون أن الأنثوسيانين الموجود في هذه الكرز، وهو من مضادات الأكسدة القوية، يساعد في خفض ضغط الدم بمعدل 7 %.
ـــ الكرز والهضم … كشفت دراسة نشرت في عام 2018 من قبل مجلة الكيمياء الحيوية التغذوية أن الكرز الحامض سيكون له تأثير إيجابي على الميكروبيوم المعوي البشري. والذي يحفز نمو البكتيريا الجيدة.
ناهيك عن قشرة الكرز الغنية جدًا بالألياف والسوربيتول، والتي تميل بشكل أكبر إلى محاربة الإمساك وتعمل على تحفيز العبور المعوي.
ـــ الكرز والالتهاب … نظرت دراسة نشرت عام 2013 في مجلة التغذية في الكرز الحلو. فوجدت أن تناول هذه الفاكهة الحلوة يقلل من مختلف الالتهابات في الجسم.
ـــ الكرز والنقرس … النقرس هو التهاب روماتيزمي يسببه فرط حمض البوليك في الجسم، والذي يتبلور في المفاصل ويسبب ألماً شديداً. يحتوي الكرز الحامض على مستويات عالية من الأنثوسيانين، وهو أحد مضادات الأكسدة المضادة للالتهابات التي يمكن أن تساعد في تقليل مستويات حمض البوليك. كما يساعد أيضًا محتواه العالي من فيتامين C.
تم إثبات هذه الفائدة من خلال دراسة نُشرت في عام 2014، مرة أخرى على مجموعة Montmorency: المرضى الذين يعانون من النقرس شهدوا انخفاضًا في خطر التعرض لهجمات النقرس بنسبة 35 %.
ـــ الكرز والسكري … الكرز هو أحد الثمار التي لا تحتوي على نسبة عالية من السكر، أي أنها تسبب زيادة طفيفة في نسبة السكر في الدم عند تناولها. يرتبط الأنثوسيانين المضاد للأكسدة الموجود في هذه الفاكهة الحمراء ارتباطًا مباشرًا بتحسين مستويات الأنسولين. يستطيع الجسم خفض نسبة السكر في الدم بشكل أسرع وأكثر فعالية بعد الأكل.
ـــ الكرز وآلام الجسم … يساعد عصير الكرز وخاصة الكرز الحامض الغني بمضادات الأكسدة وفيتامين C ، على تحسين وتسريع التعافي بعد التمرين وتقليل الآلام والأوجاع وتلف العضلات.
ـــ الكرز والنوم … يساعد عصير الكرز الحامض في إطالة مدة النوم لمدة تصل إلى ساعة ونصف، دون الآثار الجانبية المرتبطة أحيانًا بالعلاجات الأخرى.
ـــ الكرز لتقليل شيخوخة الخلايا … الكرز غني جدًا بالبوليفينول، ما يمنحه خصائص مضادة للأكسدة الفعالة. لذلك فإن هذه الفاكهة مثيرة جدًا لمحاربة الجذور الحرة المسؤولة عن شيخوخة الخلايا المبكرة.
ـــ الكرز والحمل … تناول الكرز باعتدال، يحسن الدورة الدموية في المشيمة.
نصيحة
ــ على الرغم من أن الكرز يحتوي على العديد من الفوائد الصحية، إلا أنه لا يزل حلوًا بشكل طبيعي. لذلك يوصى بعدم تناول أكثر من حفنة صغيرة أو ما يعادل 15 ثمرة من الكرز في اليوم.
ــ ينتمي الكرز إلى عائلة الفاكهة الحمراء. هنالك أكثر من 600 نوع، بشكل عام أكثر أو أقل من الأحمر الداكن إلى الأسود ونادرا ما يكون أصفر اللون. كما يمكن أن تحتوي بعض أنواع الكرز على نسبة عالية من السكر. لذلك يوصى كرز البنابليون أكثر من كرز البورلات.
ــ أن يتم تناولها باعتدال بالطبع ودائما بعد الاستشارة الطبية في حال الإصابة بالسكري. من الأفضل تناول الكرز في نهاية الوجبة لخفض مؤشر نسبة السكر في الدم وليس بمعزل خلال النهار.
ــ يتم تقدير سيقان الكرز بشكل خاص لخصائصها المدرة للبول ومضادات الأكسدة. فمن الممكن تناولها على شكل مغلي أو شاي أعشاب أو مستخلص كحولي.
ــ من المثير للاهتمام تناوله كجزء من التعافي بعد مجهود رياضي مكثف بما في ذلك، المباراة، تدريب مكثف إلى حد ما، مسابقات … إلخ. وهذا ما يساعد على التخلص بشكل أفضل من جميع السموم التي ينتجها الجسم،
يمتد موسم ذروة الكرز من أواخر مايو إلى منتصف أغسطس. ينصح بشرائه خلال هذه الفترة من السنة.
ــ للتعرف على الثمار الكرز الناضجة، يجب أن يكون ذيلها أخضرا ومتماسكًا جيدًا والثمار لامعة وسمينة وملونة.
ــ يعد شرب كوب من الماء بعد تناول القليل من الكرز أمرًا آمنًا. ومع ذلك، إذا تم تناول الكرز بكميات زائدة، فلا ينصح بأكثر من كوب كبير من الماء. هذا يمكن أن يبطئ عملية الهضم ويسبب الانتفاخ.
ــ المثالي هو تناول الكرز في نفس اليوم. ومع ذلك، يمكنك الاحتفاظ به لمدة ثلاثة أيام في درجة حرارة الغرفة، أو الأفضل من ذلك، في درج الخضر بالثلاجة، في كيس مغلق. لمزيد من النكهة، أخرجيها قبل الأكل ببضع دقائق.
ــ مثل كل الفاكهة، من الأفضل تناول الكرز نيئًا وبسيطًا للحفاظ على جميع الفوائد. يمكن أن تؤكل في طبق حلو أو مالح، على سبيل المثال مع سمك السلمون الجرافلاكس أو جبن الماعز. أو في clafoutis أو فطيرة الجبن على سبيل المثال.
تذكير … تتميز ساقي الكرز بخصائص إزالة السموم، وتصريف المياه، ومدرة للبول، ما يساعد على محاربة احتباس الماء وتسهيل التخلص من السموم داخل الجسم. إنها تحظى بشعبية كبيرة بين الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا للتخسيس. سيقان الكرز غنية أيضًا بالفينولات والفلافونويد، ما يسمح لها بمحاربة الجذور الحرة وبالتالي شيخوخة الخلايا.
لا تزل أصول الكرز غير واضحة بعض الشيء. وفقًا لكلمات الرومان، كان الجنرال لوكولوس هو من أعادها من آسيا الصغرى في عام 73بعد الميلاد. ومع ذلك، تُظهر النصوص القديمة أن الفاكهة الحمراء كانت معروفة بالفعل في اليونان وإيطاليا وفرنسا وشمال إفريقيا، قبل هذا التاريخ بوقت طويل، دون تفاصيل أكثر.
في الجزائر، كان الكرز ينمو في البراري خاصة في وسط الجزائر نواحي المدية، ليبدأ بالفعل الاهتمام بزراعته في العصور الوسطى، ليتم تطويره والاعتناء بخصوصياته ونوعيته بوجود الاستعمار الفرنسي.