تناولي هذه الخُضر واستمري في معانقة الحياة
قسنطينة … الإعلامي عبد العزيز قسامة بالتعاون مع الإخصائي في مرض السكري والغدد الدكتور مصطفى سيدي منصور
بات السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا في العصر الحالي، وهي حالة تعجز فيها قدرة الجسم على حرق الجلوكوز بشكل طبيعي، ويتم التعامل مع هذا الداء على حسب ما يتطلب نوعه، السكري مرض خطير ولا يجب التعامل معه باستهزاء، فإذا كان المُصاب به من دون إدارة ومتابعة دقيقة ومستمرة سيؤدي به ذلك لتراكم السكر بالدم ما يجعل خطر حدوث بعض المضاعفات الخطيرة كالسكتة الدماغية وأمراض القلب والشرايين والاعصاب.
السكري لا يعني إطلاقا الابتعاد عن الاكل والاكتفاء فقط بالقليل جدا ومقاطعة السكريات، هذا بالتأكيد مفهوم خاطئ، هناك عديد الخضر المفيدة للسكري والتي تعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم والحفاظ عليه، فقط يجب الانتقاء والاختيار ما يُستهلك، لأن هذان العنصران مهمان جدا في استمرارية التعايش مع السكر دون التعرض إلى مضاعفاته القاتلة مستقبلا.
أهم الخُضَر المفيدة للسكري
ــ الجزر … كثير الناس يظنون بأن الجزر يرفع من مستوى السكر بالدم، وبالتالي يجب الابتعاد عن تناوله، غير أنّ هذه العبارة غيرُ صحيحة، من المعروف أن الجزر من عائلة الخضر الجذرية، يعتبرُ منجما غنيا بألفا وبيتا كاروتين، والتي تحمي شبكية العين والجدار العصب البصري، وهذا الدور يتجلى بفضل مضاد الأكسدة الذي بدوره يقوم بحماية شبكية العين من الضعف والتلف. من مضاعفات مرض السكري إصابة شبكية العين، وهذا ما يؤدي في الغالب إلى فقدان البصر.
وبالتالي يمكن لمرضى السكري تناول الجزر بحرية وذلك نظرًا لأنه جزئًا من الخضر الخالية من النشاء، كما يساعد تناوله بشكل منتظم على التقليل من زيادة درجة المؤشر الجليسيمي، ناهيك عن عناصره الحيوية المختلفة من الكاروتينات وفيتامين والألياف تساهم بشكل واضح في تنظيم مستوى السكر بالدم ومنع مضاعفات السكري المفاجِئة أو اللاحقة.
ــ القرعة … أو كما تسمى عند المشارقة بالكوسى، من ضمن أفضل الأطعمة لمرضى السكري. تُعتبرُ القرعة مصدرا غنيا بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، ومنجما لعديد المعادن والفيتامينات والألياف والكربوهيدرات التي تعمل على تعزيز الصحة والحفاظ على سلامتها، لذلك فهي تُعد وبكل تأكيد بديلا قويا للصحة مرضى السكري، كونها تحمل نسبة قليلة جدا من عنصر الكربوهيدرات، ما يجعل مستوى السكر بالدم لا يتعدى ذروته.
أما الألياف فهي تساهم في كبح ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد استهلاك الوجبات، إذ تقوم الألياف بتحفيز دور الأنسولين لأجل تنظيم مستوى السكر في الدم وتعديله، وهذا يجعلها
ــ القرنبيط … أو البروكلي كما يسمى أيضا بالزهرة، وهو من فصيلة الخضر الصليبية، وأنواعه ثلاثة هناك الأبيض وهو الشائع عالميا، والأرجواني والأخضر. يحتوي القرنبيط خاصة الأخضر على نسبة قليلة جدا من عنصر الكربوهيدرات، بالمقابل هو غني جدا بالمواد المضادة للأكسدة خاصة البلافونيدات واللوتين والزياكسانثين، وهي مضادات مهمتها الوقاية من أمراض العين المرتبطة بمرض السكري، فضلا عن دورها الحيوي في حماية الخلايا من التلف ومختلف أنواع السرطان، وهذا بفضل تلك المواد التي تحمي الخلايا من الطفرات بسبب الجزيئات غير المستقرة، كما يتميز بوفرة الفيتامينات والاملاح والمعادن البروتينات، خاصة فيتامين A و C والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد وحمض الفوليك.
القرنبيط غذاء يساهم في حماية الجسم ككل، والأهم من ذلك كله أنه يقوم بتنظيم إدارة مستوى السكر في الدم، وهذا بفضل مادة السلفورافان الموجودة وفي جميع الخضر الصليبية وخاصة بنسبة سخية أكثر في القرنبيط. غذاء صحي بامتياز، منخفض السعرات الحرارية وقليل الكربوهيدرات وذا قيمة غذائية عالية، فهو إذن من أفضل الأطعمة لمرضى السكري.
القرنبيط غذاء صحي منخفض السعرات الحرارية وقليل الكربوهيدرات وذا قيمة غذائية عالية يجعله من ضمن أفضل الأطعمة لمرضى السكري.
ــ الثوم الأحمر …
مما لا شك فيه أن للثوم الأحمر منافعا كثيرة وعديدة تخدم صحتها وتحميها من الامراض والعلل، خاصة وهو معترف عليه بأنه مضادا حيويا طبيعيا. استهلاك الثوم بشكل منتظم يفيد حتما في تنظيم مستوى السكر في الدم، إذ يعُدُّ مصدرًا غنيًا بالفيتامينات كفيتامين B6 الذي يعمل على استقلاب الكربوهيدرات، وفيتامين C الذي يحافظ على مستوى السكر في الدم.
العناصر الغذائية التي يحتضنا الثوم، تساعد في خفض مستويات السكر في الدم، وبالتالي تُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين خاصة الوقاية من تصلبها.
ــ اليقطين … لليقطين فوائد الصحية تفوق كل التوقعات، من بينها المساهمة الفعالة في علاج داء السكري والوقاية من أمراض القلب والشرايين ومكافحة السرطان وتقوية المناعة والحفاظ على سلامة العين، لما يملكه من قيمة غذائية عالية وعناصر تركيبية حيوية في منتهى القيمة. غني جدا بالفيتامينات والبيتا كاروتين والمعادن والألياف والسكريات الصديقة للسكري والأملاح ومضادات الأكسدة والأهم من ذلك وفرة السوائل بشكل سخي جدا.
اليقطين به سعرات حرارية منخفضة، عناصره الغذائية تعزز سلامة الصحة العامة، ويساهم في السيطرة على تنظيم وتعديل مستوى السكر في الدم ، بفضل معدن المغنيزيوم والألياف. بفضل تلك العناصر الغذائية يقلل اليقطين من ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، ويزيد من فعالية دور الأنسولين.
ــ الهليون … يحتوي الهليون على عديد الفيتامينات خاصة فيتامين K وC وE وحمض الفوليك، والعناصر الغذائية لمضادة للالتهابات وأيضا المضادة للأكسدة، التي تساعد في تفكيك تكتل المواد المسرطنة وتدميرها، كما يتوفر على مجموعة المعادن المفيدة للسكري كالزنك والمنغنيزيوم والسيلينيوم والكالسيوم والبوتاسيوم بالإضافة إلى عنصر الكروم، وهو معدن نادر يحسن أداء خلايا بيتا للبنكرياس لإنتاج الأنسولين بشكل طبيعيي دون أي تأثيرات جانبية، كذلك يساعد الأنسولين على أداء وظيفته الطبيعية في الجسم، ناهيك عن احتوائه على الجلوتاثيون، الذي يقوم بعملية إزالة السموم والتخلص منها.
ــ البصل الأحمر … من دون ريب، يعتبر البصل الأحمر عمود النظام الغذائي في حياة عديد الناس، لقدرته الخارقة في خفض نسبة الجلوكوز في الدم، مقارنة بالبصل الأبيض الطبيعي الشائع. البصل الأحمر غني جدا بعنصر الكبريت، الذي يحتوي على عديد الأحماض الأمينية مثل S-methyl cysteine sulfoxide والتي تؤدي نشاطًا فعالا في ضبط وتنظيم مستوى الجلوكوز في الدم، وهذا في حال تناول البصل الأحمر بشكل منتظم، إذ يغنيك عن تناول الأدوية بكمياتها المعتادة.
ــ الباذنجان … الباذنجان من الأطعمة القوية والمفيدة واللذيذة جدا، لمن تُدرك أسرار إعداده جيدا، جميع الأنظمة الغذائية لا تخلو من حضور الباذنجان. إنه فعلا يقوم بتعزيز السيطرة والضبط على مستوى الجلوكوز في الدم، ولكون الباذنجان من الخضر الإسفنجية الماصة واحتوائه على نسبة عالية جدًا من الألياف، فهو يقوم بعملية إبطاء الهضم وبالتالي إبطاء امتصاص السكر في الدم، بفضل وجود مادة البوليفينول والتي تحسن وتزيد من إفراز الأنسولين. هذا الامتصاص البطيء هذا يعمل على ضبط مستوى السكر بالدم وثباته، والأمه من هذا كله هو الحد من ظهور أو حدوث أي مضاعفات فيما بعد.
ــ الخضر الورقية … من منكن لا تحب الخضر الورقية؟ هذه الخضر الغنية جدا
بالمعادن والفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة، تحتوي على عديد مضادات الأكسدة والالتهابات والإنزيمات والأملاح كالمغنيزيوم والحديد وفيتامين C وعنصر البوليفينول، جميعها تعمل وبشكل مباشر على ضبط مستوى السكر في الدم وتعديله. من دون شك أن إضافة هكذا نوع هام ومفيد إلى برنامجٍ غذائيٍ صحي هي فعلا إضافة مميزة وصائبة، تقي من مختلف الأمراض وأعراضها خاصة السكري.
تذكير … السكري مرض خطير ولا يجب التعامل معه باستهزاء، فإذا كان المُصاب به من دون إدارة ومتابعة دقيقة ومستمرة سيؤدي به ذلك لتراكم السكر بالدم ما يجعل خطر حدوث بعض المضاعفات الخطيرة كالسكتة الدماغية وأمراض القلب والشرايين والاعصاب.