قسنطينة … الإعلامية سهام س
يقع الموقع الاثري لمدينة تيديس الأثرية القديمة، على أقل من 30 كلم من قسنطينة في اتجاه الشمال الغربي. الموقع مبني على جبل ذي صخور قوية شديدة الارتفاع حيث نجد عليها أثارا ذات لون احمر لمدينة قديمة هي مدينة كاستيليوم تيدينا نوريوم.
أصل الكلمة بربرية tiddar بمعنى منزل و ان العرب اطلقوا عليها لفظ راس الدار التي تعني قمة المنزل . تيديس سميت ايضا بمدينة الاقداس حيث عرفت دايانات و معتقدات مختلفة كالوثنية المسيحية و الديانة الاسلامية و يمكن التدليل على ذلك بوجود الكهوف الكثيرة التي كان ينقطع فيها المتعبدون .تعاقبت على المدينة حضارات عديدة من اقدم عصفور ما قبل التاريخ الى العصر العثماني و معالم هذه الحضارات لا تزال شاخصة الى يومنا هذا ،اثرت العديد من متاحف الوطن و كذلك بعض المتاحف الفرنسية كحلي النساء التيديسيات مثل العقود الاقراط، و حتى دبابيس العاج و العظم التي كانت تزين به شعورهن بعضها معروض في المتحف الوطني سيرتا بقسنطينة
تيديس بانوراما اثرية
تختفي تيديس في جبل مهجور و تمتاز بكثرة الكهوف التي كان الاهالي يتعبدون بها ،و عرفت باسماء عديدة مثل قسنطينة العتيقة راس الدار و مدينة الحرفيين لما عرفته من انتاج مكثف للخزف و الفخار ذي اللون البرتقالي اما الرومان فاعطوها اسم كاستيلي روسبيبليكا و هو المكان المحصن المتمتع بتنظيمات بلدية إلى ان استقرا تسميتها عند تيديس و هو اسم محلي نوميدي
تيديس اسم محلي نوميدي
يجمع خبراء انه لا يمكن اختزال أثار تيديس في حضارة واحدة فحسب اذا تعتبر بمثابة بانوراما اثرية لا مثيل لها كونها شاملة لكل الحضارات التي تعاقبت على شمال افريقيا بداية من الليبية و البونيقية و الرومانية و البزنطية ثم الاسلامية و الحقبة العثمانية.
مدينة تيديس العتيقة تحفة معمارية بحاجة الى تثمين
هذا الموقع المتربع على مساحة اكثر من 40 هكتارا في الهواء الطلق يعتبر كتابا مفتوحا لمن يريد السفر عبر التاريخ و الاطلاع على حياة و عادات قرية بربرية تطورت منذ العهد النيوليتي و هو العصر الحجري الحديث او غير الحجر المصقول المتمثل في دولمانات و هو حجر كبير مسطح موضوع فوق عدد من الحجارة المنصوبة مرورا بالعديد من الحضارات و التي تبقى شامخة و تابى الاندثار الى غاية اليوم