وهران … الإعلامي عبد العزيز قسامة
أكد مصمم الأزياء التقليدية الجزائري السيد أسامة بوقطاية، أنه مع الانفتاح الثقافي الواسع، شهد الزي التقليدي في الجزائر تراجعاً، رغم تمسك البعض به خاصة الفئة المجتمعية المحافظة. ومن دون شك أن هناك تغييرات كبيرة طرأت عليه، فبعض التصاميم الموجودة على الساحة اليوم، تختلف من ناحية التفاصيل والألوان والإضافات غير اللائقة عن التقليدية الأصيلة والتي كانت السائدة قديماً، لدرجة أنه بات واضحا تماما، خاصة أن هناك تأثرا ملموسا بأساليب سادت في دول أخرى. وهذا ما يجعل المغرضين ينسبون تصاميمنا إلى تراثهم ومن دون خوف أو خجل.
وأوضحت أن اللباس التقليدي الجزائري لا يزل محافظا على وجوده كهوية وطنية لا يمكن المساس بها. سواء بين بنات العائلات الراقية أو اللاتي يرغبن في التطور والعصرنة ولكن مع الاحتفاظ بطبيعة الحال على الأصل أو ما يسمى بالركائز المعلمية للباس التقليدي الجزائري. بالطبع فإن هناك صراعاً قائماً بين الزي التقليدي الجزائري المحافظ المستمد من الدين الإسلامي وبين خطوط الموضة والأزياء التي بدلت مفاهيم الحشمة بالتمدن والتحرر.
المصمم بوقطاية والبحث عن الجوهر في تصاميمه المبتكرة
لطالما ارتبطت الثقافات بعالم الازياء والموضة ودائما ما تؤثر أحدهما في الأخرى. وعلى صعيد الازياء الجزائرية، ترك الزي المتميز لهذه البلدة بصمته على نحو مباشر في عديد المصممين العالمين لمساتهم التي وضعوها في عروضهم الخاصة. وعلى الرغم من هذا كله إلا أن تقدير الازياء ذلك البلد الواقع شمال أفريقيا لم يكن بشكل كافٍ. الامر الذي دفع المصمم أسامة وجمعية الشعراء والفنانين لولاية وهران برئاسة السيدة سماح عابدي، لتسليط الضوء على الثقافة الجزائرية عبر تنظيم عروض أزياء تقليدية أصيلة تحاكي الوجدان بلمسات عصرية تبهر وتسر الناظرين.
وهذا بطبيعة الحال يعتبر تخليدا للباس الذي كان في زمن مضى الباس اليومي للأجداد. إذ أن الجزائر تتميز بكيان ثقافي ممجد بامتياز من جذور الأزمان، واللباس التقليدي يعد من بين الأسس الرشيدة للهوية الوطنية ويجب أن نورث هكذا إرث ثقافي إنساني للأجيال اللاحقة.
تاريخ الجزائر الثقافي غني ومتنوع الطبوع. والملابس التقليدية تعود للصور البعيدة، إذ تطورت نتيجة الانفتاح الفكري للبلاد على التفافات الأخرى وتقبل الآخر. على سبيل ذلك نجد مدينة وهران الباهية تحاكي الثقافة الأندلسية وتصميمات كهذه الازياء مهمة جدا، إذ تحكي بدورها الجوانب الخاصة للذاكرة الشعبية المشتركة.
البدايات
تعلم أسامة بوقطاية الخياطة والتفصيل، ثم التصميم وسنه لم يتجاوز بعد 12 سنة من والدته، التي كانت تعتمد على الخياطة لإعالة أسرتها، خاصة بعد غياب عمود الدار.
وبعد إن اشتد عوده وبلغ العشرين من عمره، قرر تعلم الخياطة وتصميم الازياء والموضة بأسلوب علمي، كي يتمكن من خوض تجربته المهنية بكل جدية وأريحية.
عمل صارم ونجاحات متوالية
قام المصمم المبدع أسامة بوقطاية بعدة عروض أزياء في الوطن. أولها كان في ولاية غليزان وثانيها كان في ولاية تلمسان، وحسب تصريحاته في بعض وسائل الاعلام، أن كلا العرضان كانا تحت عنوان بنت السلطان كانت، ومن هنا كانت البداية الحقيقية التي توالت بعدها سلسلة النجاحات ومعانقة المستقبل الجميل.
المسيرة الفنية للمصمم أسامة بوقطاية كمحترف، كانت في سنة 2011، حين قام بعديد عروض الازياء في وهران، لينتقل بعدها وتحديدا في سنه 2013 إلى الجزائر العاصمة للمشاركة في تتويج ملكة جمال الجزائر مع نخبة من أرقى المشاهير.
وهذا ما شجعه لأن يجول مختلف ولايات الوطن ليعرف عن تصاميمه، ليكون فيما بعد من أشهر مصممي اللباس التقليدي الجزائري على التراب الوطني. وهذا ما رشحه ليكون منظما لتظاهرة ملكة جمال ولاية عين الدفلة لسنة 2018 التي كانت تحت شعار حورية البحر. علما أنه كان أول عرض بالولاية على مرِّ تاريخها.
العجوز والبحر
المصمم أسامة بوقطاية في صدد تحضيره لعمل إبداعي جديد والمتمثل في عرض أزياءٍ راقٍ، متأصل نابع من الجمال والأصالة، بعنوان العجوز والبحر، العمل تحت شعار أنسى وأعود ومن تنظيم جمعية الشعراء والفنانين لولاية وهران، برئاسة السيدة المثقفة سماح عابدي، والتي كانت ولا تزل تخدم الفن والثقافة، وسببا وجيها في شهرة معظم المبدعين في الجزائر.