بيروت … الاخصائية النفسية الدكتورة ماري أبو جودة
الفيلوفوبيا كلمة يونانية مركبة من قسمين: الاول philo والتي تعني الحب وphobos وتمعنى الخوف او الرهاب، فالفيلوفوبيا تعني حرفياً الخوف من الوقوع في الحب. فغالبًا ما يرتبط اضطراب القلق هذا بالخوف من الالتزام والمشاعر الرومانسية.
اضطراب التعلق المعيق للحياة الشخصية للشخص الذي يعاني منه، ما يضطره إلى وضع آليات دفاعية لحماية نفسه من جميع أشكال مشاعر المودة. لذلك سوف نكشف لك في هذا المقال جميع التفسيرات والنصائح لمواجهة الخوف من الوقوع في الحب واتخاذ الخطوة الرائدة التي سوف تسمح لك بالرضا وسعادة العيش في كنف الحب.
ماذا يعني تحديدًا؟
الخوف من الخوف هو الخوف الذعر من الشعور بالحب تجاه الغير، وبشكل عام من الالتزام أو الدخول في علاقة رومانسية.
بالنسبة للأشخاص العاديين يعتبر الحب شعورًا مرغوبا به، يحمل في كنفه الراحة والإثارة الشديدين. في حال شخص مغاير، يكون ذلك بمثابة دافع لنوبات القلق المعوقة، والشعور غير المرغوب به. لن يكون قادرًا على التخلي عن حب شخص ما.
الأسباب
يمكن لعديد الأحداث المؤلمة، التي تحدث في مرحلة الطفولة أو البلوغ، أن تفسر اضطراب القلق وعدم القدرة على تطوير العلاقات الحميمة، مثل:
ــ طلاق الوالدين والذي يترك حتما صورة سلبية للزوجين لا يرغب المرء في إعادة إنتاجها، إلى درجة تنمية النفور من أي شعور بالحب.
ــ فقدان أحد الأحباء، فالألم هائل لدرجة تفضيل الحذر من كل المشاعر من أجل الاحتراز من المزيد من المعاناة.
ــ الانهيار الذي ترك جروحاً داخلية عميقة.
الأعراض
تختلف مظاهر اضطراب القلق هذا من فرد لآخر. من بين أكثرها شيوعًا ما يلي:
ــ الذعر العنيف ونوبات القلق.
ــ القلق المرتبط بالخوف من الالتزام. مثل الغثيان والرعشة وسرعة دقات القلب وما إلى ذلك.
ــ انفصال ملحوظ عن أحبائهم.
ــ عدم القدرة على الانفتاح على الآخرين.
آليات الدفاع لإبعاد الحب
الشخص الذي يعاني من الفيلوفوبيا، غارق في الأفكار السلبية والأوهام والقلق، يفضل التركيز على أدنى عيب في شريكه بدلاً من المخاطرة بالوقوع في الحب ومغامراته. خوفًا من الهجر أو الانفصال، يفضل البعض تجنب أي شكل من أشكال العلاقات، ويذهبون إلى حد إقناع أنفسهم بأنهم غير قادرين على الحب.
الهروب أو الجدال خوفا من المحبة
بالنسبة لأولئك الذين يجرؤون على البدء، فإن إحدى الآليات الأكثر شيوعًا هي إثارة الحجج والصراعات من أجل دفع الآخر لإنهاء العلاقة، خاصة عندما تأخذ منحنى جادًا. فمن شأنه أن يؤدي في أغلب الأحيان إلى فرار الشخص المحب للفيلوفوبيا.
العلاج
للعثور على حياة هادئة والقدرة على بدء علاقة رومانسية هادئة، يمكن أن يكون العلاج وسيلة فعالة للتعامل مع المشاعر والاحاسيس الخاصة.
هناك حلول طبيعية مختلفة للتعامل مع هذا الموقف، أهمها:
ــ سيساعد العلاج المعرفي على فهم العملية العقلية التي تدفع إلى إبعاد أي علامة تدل على المودة وبشكل أكثر تحديدًا المشاعر الرومانسية. سيرافق المعالج الفيلوفوبي في اكتشاف وتعديل أنماط تفكيره.
ــ علاج فعال لإزالة التحسس. إذ يوضع في موقف يواجه رهابه، وقد يتم توجيه المريض إلى محاكاة التفاعلات من أجل النجاح في التغلب تدريجيا على الفيلوفوبيا.
ــ التنويم المغناطيسي سيقود المريض، في حالة معدلة من الوعي، إلى إدراك الأشياء من زاوية جديدة تكون أكثر مرونة وإيجابية.