للحفاظ على عبور معوي جيد، يعد استهلاك الألياف ضروريًا. هذا ما أكدته دراسة فرنسية حول فوائد الألياف الغذائية لصحة الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية أيضًا. المزيد والكثير في هذه المقالة.
باريس … ألفيرا صالح أندراوس بالتعاون مع مديرة أبحاث Inserm في مركز باريس لأبحاث القلب والأوعية الدموية Inserm/Paris Cité University الدكتورة ثريا طالب
نعم، الألياف جزء أساسي في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. إن غياب الألياف، أكثر من محتوى الدهون، يضر بصحة القلب والأوعية الدموية.
اهتم باحثون من Inserm وجامعة Paris-Cité بدور الكائنات الحية الدقيقة المعوية في تطور تصلب الشرايين، وهو ترسب لويحات تصلب الشرايين، تمهيدًا لظهور أمراض القلب والأوعية الدموية مثل احتشاء عضلة القلب. ولذلك تم وضع الفئران على نظام غذائي منخفض الألياف وعالي الدهون، وذلك من أجل ملاحظة آثار هذا النظام الغذائي على أجسام القوارض. فكانت النتائج أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي غني بالدهون ومنخفضة الألياف شهدت زيادة في عوامل الخطر الأيضية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بما في ذلك:
ـ زيادة كبيرة في الوزن.
ـ ارتفاع السكر في الدم.
ـ مقاومة الأنسولين.
ـ زيادة وزن الكبد ومحتواه من الدهون الثلاثية.
والأكثر إثارة للدهشة، وجود خلل عام في الكائنات الحية الدقيقة. في تكوينها وفي استجابتها المناعية. مما يؤدي بشكل خاص إلى تغيير في إنتاج المشتقات الأيضية بواسطة البكتيريا التي تتكون منها. وعلى وجه الخصوص، ويشير العلماء إلى أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، الناتجة عن تخمر الألياف والمعروفة بتأثيرها الإيجابي على الصحة، يتم إنتاجها بكميات أقل. هذا الخلل نفسه هو الذي يرتبط بتفاقم مظاهر تصلب الشرايين على مستوى الأوعية الدموية.
توضح ثريا طالب، مديرة أبحاث Inserm في مركز باريس لأبحاث القلب والأوعية الدموية Inserm/Paris Cité University. أن الكائنات الحية الدقيقة المعوية المرضية تسرع من تطور تصلب الشرايين. وانه بالإضافة إلى محتواه العالي من الدهون، فإن الكمية المنخفضة من الألياف الموجودة في هذا النظام الغذائي هي السبب وراء خلل التوازن في الكائنات الحية الدقيقة وبالتالي تفاقم تصلب الشرايين.
ولفهم كيف يؤدي العبور المعوي إلى تعزيز تصلب الشرايين، استخدم العلماء تقنيات التتبع لمتابعة هجرة الخلايا المناعية. وأتاحت هذه الطريقة للتأكد من أن الخلايا القادمة من الغدد الليمفاوية المساريقية من طية الغشاء البريتوني الذي يغلف الأمعاء. هي التي تراكمت في لويحات تصلب الشرايين وتراكمت بعد انتقالها من الأمعاء إلى الدورة الدموية. وبالتالي ساهم في تطور تصلب الشرايين.
ووفقا لثريا طالب، فإن حقيقة أن الباحثين تمكنوا من ملاحظة قدرة الخلايا المناعية على الهجرة من الأمعاء إلى محيطها، وبالتالي توليد التهاب جهازي يؤدي إلى تفاقم لويحات تصلب الشرايين، تُضيف بُعدًا جديدًا لفهم الصلة بين النظام الغذائي والأمعاء. والميكروبات وتصلب الشرايين.