أنت مصابة بداء السكري من النوع الأول أو الثاني، فأنت معرضة لخطر متزايد للإصابة بالاكتئاب. وإذا كنت مصابة بالاكتئاب، فقد تكون لديك فرصة أكبر للإصابة بداء السكري من النوع الثاني. ولكن الخبر السار هو أنه يمكن علاج داء السكري والاكتئاب معًا. والتحكم بأحدهما بطريقة فعالة قد يؤثر إيجابًا على الآخر.
بولندا … أخصائية أمراض الغدد الدكتورة أنييلا بطرس لورنسكي
على الرغم من أن العلاقة بين داء السكري والاكتئاب ليست مفهومة بشكل كامل. يمكن أن يصاب مريض السكري بالضغط النفسي بسبب صعوبة متطلبات السيطرة على داء السكري، مما يؤدي إلى الإصابة بأعراض الاكتئاب. كما يمكن أن يسبب داء السكري مضاعفات ومشكلات صحية، مما قد يزيد من تفاقم أعراض الاكتئاب.
كذلك، يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى اتخاذ قرارات خاطئة بشأن نمط الحياة، مثل تناول طعام غير صحي وقلة ممارسة الرياضة والتدخين وزيادة الوزن، وكلها عوامل خطورة مرتبطة بداء السكري.
خلال العقود الأخيرة، بدأ الباحثون ومقدمو الرعاية الصحية بإعطاء العلاقة بين داء السكري والاكتئاب ليست أهمية أكبر. بداية بالقرن السابع عشر قام الطبيب الانجليزي، توماس ويلز، بدراسة ظهور داء السكري لدى الأفراد بعد تعرضهم لضغوطات نفسية وتوترات شديدة.
حيث وجد أن الآثار الأيضية للسكري غالبًا ما تؤثر على النهايات العصبية أو كريات الدم لدى المرضى، بالإضافة إلى التأثير في الدماغ والذي من شأنه أن يؤدي إلى الاكتئاب أحياناً.
التعامل مع داء السكري أمر منهك وموتر، فمتابعة نسبة السكر في الدم يومياً ومراقبة غذائك وأدويتك كالأنسولين قد يكون مهلكاً. وهذا التوتر الدائم بشكل شبه يومي، قد يسبب تطويرك علامات الاكتئاب.
على أي حال، يؤثر الاكتئاب على قدرة المصاب بالسكري على أداء المهام والتواصل والتفكير بوضوح. ومن الممكن أن يتداخل ذلك مع تحكُمِه في السيطرة على داء السكري بنجاح.
كيف يمكن لنا السيطرة على الحالتين معًا؟
ـــ برامج الإدارة الذاتية لداء السكري … وهي برامج تركز على السلوك في مساعدة الناس على تحسين التحكم في عملية الأيض داخل أجسامهم، وزيادة مستويات اللياقة البدنية، والتحكم في فقدان الوزن وعوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يمكنها المساعدة أيضًا في تحسين الإحساس بالعافية والتعافي.
ـــ العلاج النفسي … وخاصةً العلاج السلوكي الإدراكي، الذي له الفضل في تحسن المرضى من حالة الاكتئاب لديهم، مما أدى إلى سيطرتهم على داء السكري بشكل محكم.
ـــ العلاج وتغيير نمط الحياة … يمكن أن يتحسن داء السكري والاكتئاب معًا باستخدام الأدوية المخصصة لكلتا الحالتين وإحداث تغييرات في نمط الحياة، ويتضمن ذلك تجربة أنواع مختلفة من العلاج المقترن بالممارسة المنتظمة للرياضة.
ـــ الرعاية التعاونية … إذا كنت مصابة بداء السكري، فانتبهي إلى علامات وأعراض الاكتئاب، مثل فقدان الاهتمام بالأنشطة العادية، ومشاعر الحزن أو اليأس، والمشاكل الجسدية غير المبررة مثل آلام الظهر أو الصداع أو الكتف. وإذا كنت تعتقدين أنك مصابة بالاكتئاب، فاطلبي المساعدة فورًا.
تذكير … العلاقة الكامنة بين السكري والاكتئاب ليست واضحة تماماً، لكنه يوجد العديد من العوامل المشتركة التي تُعتبر مسببات رئيسة في الإصابة بأحدهما أو كلاهما. مثل التوتر الناجم عن علاج السكري اليومي يسبب الاكتئاب. داء السكري يسبب مضاعفات صحية تُؤدي إلى ظهور علامات اكتئاب أو الزيادة في حدتها. كذلك الاكتئاب قد يسبب إلى اتباع الأفراد أساليب حياة غير صحية كالحميات غير الصحية وقلة الحركة والتدخين وزيادة الوزن، والتي تعرف جميعها بعوامل مسببة للسكري.