القامشلي … ميرنا خليل
مم لا شك فيهن أن القرفة من التوابل الممتازة للصحة، وتكتسب فوائدًا صحية استثنائية0. ومع ذلك، في بعض الحالات، ومثل جميع نباتات الأدوية العشبية، يمكن أن تسبب القرفة بعض الآثار الضارة غير المرغوب فيها، ولهذا السبب من المهم معرفة ماهية هذه الآثار الضارة ومتى يمكن أن تحدث قبل تناولها.
أنواع القرفة المختلفة
في الواقع، هناك نوعان من القرفة يأتيان من لحاء نوعين متشابهين جدًا ولكن مختلفين من الأشجار:
ـ Cinnamomum verum، والمعروفة باسم قرفة سيلان، كما تُسمى أيضًا أيضًا بالقرفة الحقيقية.
ـ Cinnamomum aromaticum أو Cinnamomum cassia، والمعروفة باسم القرفة الإندونيسية أو الصينية، وتعرف أيضًا باسم القرفة الزائفة.
للاستفادة من فضائل القرفة، لا يهم التنوع، فلها تقريبًا التأثير ذاته. ومع ذلك، بالنسبة للاستخدام بجرعات عالية أو طويلة المدى، فإن القرفة ستكون أكثر ضررًا بالصحة.
في الواقع، فإن فوائدهما الصحية هي نفسها، مع استثناء واحد يصنع الفارق. وهو الكومارين، والذي يختلف تركيزه في النوعين. لا يحتوي لحاء القرفة السيلانية أو Cinnamomum verum على أي شيء تقريبًا، ولكن من ناحية أخرى، فإن لحاء القرفة أو Cinnamomum cassia غني جدا بها. وللحصول على معلومات، هناك مجموعة متنوعة من قرفة Cinnamomum loureiroi، تسمى مسحوق قرفة سايغون أو قرفة فيتنامية، وهي ذات جودة ممتازة، ورائحة قوية جدًا، وغنية جدا بالكومارين.
حالة القرفة الصينية (كاسيا) الخاصة وآثارها الجانبية
كما رأينا للتو، فإن القرفة الصينية، أو قرفة كاسيا، غنية بالكومارين، وهو مركب يحتمل أن يكون سامًا. هذه المادة الطبيعية بتركيزات عالية تتسبب في تليف الكبد وتلف الكلى.
ـ تشير التقديرات إلى أن الحد الأقصى لكمية الكومارين اليومية في النظام الغذائي هو 0.1 ملغ من الكومارين لكل كيلوغرام من وزن الجسم. على سبيل المثال، بالنسبة لشخص يبلغ وزنه 60 كغ، يجب ألا يتجاوز 6 ملغ من الكومارين يوميًا، وهو ما يعادل حوالي 4 أو 5غ من القرفة الصينية يوميًا.
ـ لذا، إذا كنت تشتكين من مشاكل في الكبد، فلا شك أن تناول قرفة سيلان أو Cinnamomum Verum إذا كان لديك استهلاك كبير من القرفة، أي استهلاك يومي وبجرعات كبيرة، لنقل 5غ يوميًا، فيجب عليك أيضًا تناول قرفة سيلان.
ـ إذا لم يكن لديك مشاكل في الكبد أو تناول كميات كبيرة من القرفة، فالأمر متروك لك.
موانع استعمال القرفة
تعتبر القرفة السيلانية من التوابل الصديقة الآمنة، ولكن كإجراء وقائي يمنع استخدام القرفة في الحالات التالية:
ـ الأشخاص المصابون بأمراض القلب.
ـ الأشخاص المصابون بقرحة المعدة.
ـ من لديهم حساسية من القرفة.
ـ النساء الحوامل والأطفال قبل 6 أشهر.
يجب على هؤلاء الأشخاص استشارة طبيبهم أو طبيب أمراض النساء قبل تناول القرفة، سواء للاستخدامات الغذائية أو العلاجية. يُمنع استخدام القرفة للأطفال دون سن 6 أشهر، ولكن من الممكن جدا البدء في دمج القرفة عند الأطفال فوق سن 6 أشهر.
لاحظ أن القرفة، على شكل زيت عطري هي مادة مضادة للجلد، أي أنها يمكن أن تسبب تهيجًا، وحتى حروقًا في الجلد والأغشية المخاطية مثل الفم والعينين والمريء … إلخ. لذلك من الأفضل عدم استخدامه نقيًا على الجلد، ولكن تخفيفه إلى على الأقل، وتجنب تناوله عن طريق الفم، حتى لو كان مخففًا.
الآثار الجانبية للقرفة
ـ الآثار الجانبية للقرفة نادرة إلى معدومة. وفقا لبحوث طبية حديثة، فإن تأثير التوابل في النظام الغذائي غير ضار. ومع ذلك، في الجرعات العالية، يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية، ولكن دون عواقب وخيمة، والأكثر شيوعًا. مثل: الغثيان، صداع الراس، خفقان القلب، تأثير ارتفاع ضغط الدم من حين إلى آخر.
ـ القرفة بخصائصها المضادة لمرض السكر، حتى أنها تسمى أنسولين الرجل الفقير، لذا فإن الجمع بين التوابل وتناول الأدوية المضادة لمرض السكر يزيد من آثارها، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى آثار ضارة مثل نقص السكر في الدم، التعرق المفرط، الهزات، عدم وضوح الرؤية، الدوخة، والقلق وما إلى ذلك. لذلك يجب أن تكوني حريصةً بشكل خاص في هكذا حال، لأن تأثير القرفة على نسبة السكر في الدم فعالٌ وقوي جدًا.
ـ تشمل مضادات السكر الشائعة البيجوانيدات، السلفونيل يوريا، الميجليتينيدات، الثيازوليدين ديون، مثبطات DPP-4، مثبطات SGLT2، مثبطات ألفا جلوكوزيداز، حواجز حمض الصفراء، إلخ.
ـ ليس فقط الأدوية التي يمكن أن يكون لها تأثير على مستويات السكر في الدم، بعض النباتات أو التوابل يمكن أن يكون لها نفس الخصائص، من بين أكثرها شيوعًا، الحلبة، المورينجا، الكلوريلا … إلخ.
ـ للقرفة خواص مضادة للتخثر، استهلاكها وطعامها وعلاجها المرتبط بمضادات التخثر أو مضادات الصفيحات يجب أن يتم بعد استشارة الطبيب. إن تأثيرات القرفة المضادة للتخثر ستزيد من آثار التخفيف للأدوية، والتي يمكن أن تكون لها عواقب جدُ وخيمة. مثل: النزيف، الكدمات … إلخ). إذ تشمل الأدوية المضادة للتخثر ومضادات الصفيحات الشائعة الأسبرين، حمض أسيتيل الساليسيليك، وكلوبيدوجريل (بلافيكس)، وديبيريدامول (بيرسينتين)، وAVK (مضاد لفيتامين ك)، وتيكلوبيدين (تيكليد)، والوارفارين (كومادين)، وإينوكسابارين (لوفينوكس)، والهيبارين … إلخ.
كوني حذرةً، لا يقتصر الأمر على الأدوية التي يمكن أن تكون مضادات التخثر، بل إن بعض النباتات أو التوابل يمكن أن يكون لها أيضًا نفس الخصائص، من بين أكثرها شيوعًا نجد: الثوم، الزنجبيل، الجينسنغ، وحبوب التونكا .. إلخ.
نصيحة
ـ بشكل عام، لا ينصح بتناول القرفة بالتوازي مع العلاج الدوائي الموصوف لأمراض القلب والأوعية الدموية دون موافقة الطبيب.
ـ إن كنت تتبعين علاجًا لفقدان الوزن، فكوني حذرة، لأن للقرفة خصائص تنحيف يمكن إضافتها إلى تلك الموجودة في الأدوية.
ـ لا ينصح باستهلاك القرفة للأشخاص الذين يخضعون لعلاج القرحة.
ـ كمبدأ احترازي، توصي وكالة الأدوية الأوروبية بعدم تناول القرفة أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية، باستثناء تناول الطعام. لذلك لا توجد مشكلة في وضع القليل من القرفة في الطعام ولكن بكميات قليلة ومقننة.
ـ تستخدم القرفة في علاج غياب الدورة الشهرية وللمساعدة في التخلص من ركود الدم، كما يُنصح في الهند بتناول حليب القرفة لتسريع الولادة عن طريق تحفيز تقلصات الرحم، لذا عليك تجنبها أثناء الحمل.