إذا كانت الظاهرة محرجة للشخص المعني وحاشيته، فهي مع ذلك لا تقلق في حد ذاتها. سيكون أيضًا منتشرًا على نطاق واسع، وفقًا لمارك راي، أخصائي النوم ومؤلف كتاب عندما يستيقظنا النوم. لكن كيف يمكن تفسير ذلك؟ من هو المعني؟
بيروت … الاخصائية النفسية الدكتورة ماري أبو جودة
قبل البدء بفهم ظاهرة المشي أثناء النوم، علينا أولاً بفهم عملية النوم. في حد ذاتها. هنالك نوعان من النوم:
ــ نوم الموجة البطيئة، حيث يتباطأ نشاط الدماغ.
ــ نوم حركة العين السريعة، حيث يكون نشاط الدماغ سريعًا نسبيًا.
ومن هنا جاء اسم المفارقة النوم، لأن الموضوع نائم ولكن دماغه يكاد يكون نشطًا كما هو الحال في مرحلة اليقظة.
يحدث المشي أثناء النوم في تسلسل محدد جدًا من النوم. بين الخروج من النوم البطيء والدخول إلى النوم العميق، يمكن أن تحدث نوبة السير أثناء النوم. على أي حال، يحدث ذلك بعد ساعة إلى ثلاث ساعات من النوم. لكن لماذا يتفاعل الجسم بهذا الشكل؟
إذا كان هنالك نوبة السير أثناء النوم، فذلك لأن الانتقال بين نوم الموجة البطيئة ونوم حركة العين السريعة ليس بالأمر السهل. بمعنى آخر، أنَّ الجسد مستيقظ والدماغ لا يزل نائما. والنتيجة، نتجول ونقول هراء بطبيعة الحال دون أن ندرك ذلك.
من الشخص الذي يتأثر بالسير أثناء النوم؟
من المحتمل أن تتحول مخاوف الشخص إلى نوبات من السير أثناء النوم، هذا إن كان يمر بطبيعة الحال بمرحلة من التوتر والخوف والقلق. إنه جزء من الأرق لا يدركه الشخص المعني بالضرورة، إذ يبقى الأرق بسبب الإجهاد.
الأكثر تضررا من أزمات النوم هذه يظلون الأصغر سنا. فالمشي أثناء النوم شائع جدًا عند الأطفال. نوم الأطفال أعمق من نوم البالغين، لذا فإنهم يجدون صعوبة أكبر في الاستيقاظ. ونتيجة لذلك، فإن المرحلة الانتقالية بين نوم الموجة البطيئة ونوم الريم تكون مضطربة، وهذا هو المكان الذي تحدث فيه أزمة المشي أثناء النوم.
في كثير من الأحيان، إذا كان الطفل يمشي أثناء النوم، فذلك لأن والديه كذلك. ناهيك عم أن هنالك جزءًا من علم الوراثة له تأثير قوي في حدوث هذه الظاهرة.
مما لا شك فيه، أنه من الطبيعي تمامًا أن يسير الطفل أثناء النوم، ولا داعي للقلق بشأن ذلك. ومع حلول سن البلوغ، سوف يختفي المشي أثناء النوم لأن النوم سيكون من دون شك منظمًا ومنتظمًا.
وفي حال استمرار المرض حتى مرحلة البلوغ، فهنالك عدد من العلاجات الناجعة التي يتم تقديمها اعتمادًا على تواتر نوبات السير أثناء النوم، وهو الانزعاج الذي يسببه. كما يكن بعد ذلك وصف الأدوية أو حتى جلسات العلاج، بما في ذلك التنويم المغناطيسي.