تجدين سيدتي كل يوم نصيحة من خبرائنا من اجل الاعتناء بك
مرض هورتون عبارة عن التهاب الأوعية الدموية، وهو التهاب في جدران الأوعية الدموية الكبيرة. وهو أيضًا الأكثر شيوعًا لهذا النوع من الحالات. ويحدث عندما يؤثر الالتهاب على الشرايين. يؤثر بشكل رئيسي على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر، ويمكن أن يسبب العمى. في كندا تحديدًا، يُصيب مرض هورتون شخصًا واحدًا من كل 125 شخصًا فوق سن 80 عامًا. ولحسن الحظ، فإن العلاج فعال بشكل مذهل. فهو قادر على تخفيف الأعراض في غضون ساعات قليلة، ويمنع فقدان البصر عند تطبيقه في الوقت المناسب. ومن هنا تأتي أهمية معرفة كيفية التعرف على العلامات لتشخيص مرض هورتون في الوقت المناسب والمحدد.
كندا … جيسي عبد النور بالتعاون مع الأخصائي في أمراض القلب والأوعية الدموية البروفيسور باتريك لوغوا
يحدث مرض هورتون عندما يؤثر الالتهاب على الشرايين، أي الأوعية التي تحمل الدم من القلب إلى الأعضاء. إذ يؤثر بشكل خاص على فروع الشرايين السباتية الخارجية التي تغذي الجمجمة. غالبًا ما يتأثر الشريان الصدغي السطحي، ولهذا السبب نتحدث أيضًا عن التهاب الشرايين الصدغي. يمر هذا الوعاء الدموي عبر الصدغ ويزود عضلات الفك وفروة الرأس والعصب البصري.
يمكن أن يؤثر مرض هورتون على الشرايين الأخرى. على سبيل المثال، في 10 إلى 15 % من الحالات، يكون الشريان الأورطي وفروعه هو الذي يتأثر بشكل رئيسي ومُباشر.
كذلك، يسمى مرض هورتون أيضًا بالتهاب الشرايين ذات الخلايا العملاقة أو التهاب الشرايين العملاقة. يشير كلا الاسمين إلى الخلايا العملاقة، وهي خلايا مناعية كبيرة تتسلل إلى جدران الأوعية المصابة. ويُسبب هذا الالتهاب سماكة الجدار، مما يعيق الدورة الدموية، وبالتالي هنالك صغوبة كبيرة وأحيانا عجز في ري الأنسجة والخلايا.
الأسباب
لا يزل السبب الدقيق لمرض هورتون غير معروف للأطباء على الرغم من التقدم في الأبحاث الطبية. ومع ذلك، فهذا المرض هو نتيجة لعدة عوامل مترابطة. من بينها:
ـــ فرضية مرض المناعة الذاتية … وفق الأبحاث الأمريكية، مرض هورتون هو حالة من أمراض المناعة الذاتية. يبدأ الجهاز المناعي للجسم، المسؤول عادة عن الحماية ضد مسببات الأمراض الخارجية، بمهاجمة أنسجة الجسم، وخاصة جدران الشرايين. إذ يؤدي هذا التفاعل غير الطبيعي إلى التهاب الشرايين، وبالتالي وجود خلايا مناعية مختلفة، بما في ذلك الخلايا العملاقة.
ـــ عوامل الخطر لالتهاب الشرايين الصدغي … تم تحديد العديد من عوامل الخطر والمحفزات المحتملة. منها:
1 ــ العوامل الوراثية … يبدو أن هنالك استعداداً وراثياً خفيفاً، على الرغم من ندرة حدوثه في العائلات وفي التوائم.
2 ــ العوامل البيئية … التدخين يدمر جدار الأوعية الدموية ويمكن أن يساهم في تطور المرض.
3 ــ الالتهابات … تشير بعض الفرضيات إلى وجود صلة لها بالعدوى، على الرغم من أن هذه العلاقة لا تزال مثيرة للجدل.
4 ــ العمر … يحدث المرض عموماً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً. بل إنه أكثر شيوعًا بدءًا من سن 75 عامًا.
5 ــ الجنس … تتأثر النساء أكثر من الرجال. ومن ناحية أخرى، فإن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالعمى.
6 ــ الأصل العرقي … الأفراد من أصل أوروبي هم الأكثر تأثراً، خاصة إذا كانوا يأتون من شمال أوروبا. ويتأثر الإسكندنافيون مرتين إلى ثلاث مرات أكثر من الأوروبيين الآخرين.
أعراض مرض هورتون الشائعة
جميع أعراض مرض هورتون الاولى ليست محددة للغاية، مع تغير في الحالة العامة، كالحمو والتعب، آلام العضلات، فقدان الوزن. أما الأعراض المحددة لمرض هورتون هي التي تكون أكثر إيحائية، والمرتبطة بالشريان المصاب. مثل:
ــ الصداع المفاجئ والمستمر في الصدغين … ولكن أيضا في الجبهة والرقبة.
ــ تورم وتصلب الشريان الصدغي … وقد يضعف نبض هذه الأوعية الدموية أو حتى يختفي.
ــ حساسية فروة الرأس كالتنمل … ألم عند التصفيف ووخز. وترتبط هذه الظاهرة بالصداع، وهي بمثابة إشارة إنذار.
ــ عرج الفك … أي ألم عند المضغ وأحياناً ألم في اللسان عند البلع.
ــ تغير في الرؤية … عندما تتأثر الشرايين التي تغذي العين. الحجاب أمام عين واحدة، الرؤية المزدوجة، عدم وضوح الرؤية، ترهل الجفن العلوي.
ــ آلام المفاصل … هذه الأعراض هي نفس أعراض ألم العضلات الروماتزمي (PMR)، وهو مرض التهابي يرتبط غالباً بالتهاب الشرايين الصدغي.
ــ تصلب جانبي للكتف والرقبة … وتكون هذه الأعراض أكثر وضوحًا بشكل عام عند الاستيقاظ.
ــ مظاهر جلدية لالتهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة … وهي نادرة ويمكن أن تظهر بعد عدة أشهر من ظهور الأعراض الأولى.
ــ السعال المزمن … عندما تتأثر الشرايين الرئوية يعاني المريض من سعال مزمن وضيق في التنفس.
مضاعفات مرض هورتون الخطيرة
وهي مضاعفات نادرة إلَّا أنَّها خطيرة وتتطلب عناية طبية فورية ودقيقة.
ـــ تلف العين … يعاني حوالي 25 % من المرضى من فقدان البصر الدائم أو الجزئي أو الكامل قبل رؤية الطبيب. وهذا غالبًا ما يكون علامة مبكرة للمرض، والذي قد يتطور إلى العمى التام. وبدون علاج، يكون خطر تلف العين الأخرى خلال أسبوع إلى أسبوعين مرتفعًا. وبالتالي فإن العمى هو المضاعفات الرئيسية لمرض هورتون. ولإنقاذ العيون، يبدأ العلاج في أقرب وقت ممكن.
ـــ القلب والأوعية الدموية … وهذا متصل بما يلي:
ـ التخثر … قد يؤدي بطء تدفق الدم إلى تكون جلطات، مما يعيق الدورة الدموية.
ـ تمدد الأوعية الدموية وتسلخات الأبهر الصدري … بسبب التهاب جدران الشرايين، مما يؤدي إلى إضعافها.
ـ احتشاء عضلة القلب … زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية بسبب تلف الشرايين التي تغذي القلب.
ـ السكتة الدماغية والنوبات الإقفارية العابرة (TIA) … الحرمان من الأكسجين في مناطق معينة من الدماغ، مما قد يؤدي إلى آثار لاحقة خطيرة، مثل الشلل أو فقدان الكلام.
هل مرض “هورتون” مرتبط بأمراض أخرى؟
بالتأكيد نعم … فهنالك ارتباط ملحوظ بين مرض هورتون وألم العضلات الروماتيزمي (PMR). ويشترك الشرطان بالفعل في عوامل الخطر الجينية والتسبب في أمراض مماثلة. ما بين 40 إلى 65 % من المرضى الذين يعانون من مرض هورتون لديهم أيضًا أعراض الـ PMR. وعلى العكس من ذلك، فإن 20 % من الأشخاص المصابين بالـ PMR يعانون أيضًا من مرض هورتون.
كيفية تشخيص مرض هورتون؟
يعتمد تشخيص مرض هورتون على مجموعة من التقييمات السريرية ودراسات التصوير والاختبارات المعملية. تهدف هذه الفحوصات إلى تحديد الالتهابات والتشوهات الوعائية المميزة لعلم الأمراض.
ـــ التقييم السريري … يتم أخذ التشخيص في الاعتبار عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا والذين تظهر عليهم أعراض تشير إلى مرض هورتون. بالإضافة إلى العمر، العلامات التحذيرية الرئيسية هي الصداع الموضعي والألم في الشريان الصدغي.
وهنا، يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات السريرية التالية:
ـ جس الشرايين الصدغية وفروة الرأس.
ـ البحث عن النبض في الشرايين الرئيسية.
ـ تسمع القلب والرئتين.
ـ ضغط الدم في كلا الذراعين.
ـ التقييم العصبي.
ــ الاختبارات المعملية … دورها مهم جدًا، على الرغم من أنَّها وحدها لا تستطيع تأكيد المرض. العلامات الرئيسية، خاصة عند دمجها، هي:
ـ معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR) … مرتفع، ويشير إلى وجود التهاب نشط.
ـ بروتين C التفاعلي (CRP) … المستويات المرتفعة تعكس أيضًا الالتهاب.
ــ اختبارات التصوير … بما في ذلك:
ـ الموجات فوق الصوتية للشرايين الصدغية … قد تظهر سماكة في جدار الشريان، والمعروفة باسم علامة “الهالة”.
ـ دوبلر بالموجات فوق الصوتية … يستخدم الموجات فوق الصوتية لتقييم تدفق الدم وهياكل الشرايين. يساعد على تحديد القيود أو التشوهات.
ـ التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، أو تصوير الأوعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي الوعائي أو التصوير بالرنين المغناطيسي الوعائي … يسمح برؤية الآفات، حتى لو لم تكن خاصة بالتهاب الشرايين الصدغي.
تذكير … الخطر الرئيسي المرتبط بهذا المرض هو تلف العصب البصري الذي يتوقف عن تلقي الأكسجين عندما تتأثر الشرايين التي تغذيه. ومن ثم هناك خطر الإصابة بالعمى، وهو أمر لا رجعة فيه في حالة ضمور العصب.
قم بتقييم هذه المقالة لمساعدتنا في تحسين المحتوى الخاص بنا.