نُهاد وديع حداد والمعروفة بالاسم الفني فَيروز، هي مطربة ومغنية وممثلة لبنانية وُلدت في بيروت، في الحادي والعشرين نوفمبر سنة 1935م. تعد من أقدم فنّاني العالم العربي ومن الجيل الذهبي للمسرح والموسيقى في لبنان ومن أشهر الأصوات العالمية. لاقت أعمالهُا الفنية رواجًا واسعًا في العالم العربي والغربي، لقبت في عالم الفن الكوني بعدة ألقاب أولها صوت الفيروز الصافي وصوت الملائكة وجارة القمر وصوت الشتاء الدافئ والعمود السابع لبعلبك. المزيد من تفاصيل حياة الديفا فيروز في هذه الورقة.
بيروت … اندريا بطرس أبي نادر
قسنطينة … الإعلامي عبد العزيز قسامة
ولدت نهاد وديع حداد في 21 نوفمبر عام 1935 في قضاء الشوف بجبل لبنان وكانت الطفلة البكر لعائلة سريانية أرثوذكسية فقيرة الحال أنجبت أربعة أطفال وهم، نهاد وهدى وآمال وجوزيف ، نشأت نهاد في حارة زقاق البلاط في الحي القديم القريب من بيروت، حيث انتقلت عائلتها إلى منزل جديد يقع في حارة زقاق البلاط في الحي القديم القريب من العاصمة اللبنانية بيروت ونشأت كان المنزل مكون من غرفة واحدة ويقع على مستوى الشارع مقابل المدرسة البطريركية في بيروت يتشارك فيه الجيران مع أمها الحمام والمطبخ. عمل والدها في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون لوجور التي لا زالت تصدر حتى اليوم باللغة الفرنسية ببيروت. أما والدتها فهي لبنانية مسيحية مارونية تدعى ليزا البستاني من قرية اسمها دبيّة في قضاء الشوف، توفيت عام 1961 في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيرُوز أغنية يا جارة الوادي من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكان عمرها لا يتجاوز 45 عامًا.
كانت نهاد طفلة خجولة، لم تُكَون صداقات كثيرة في المدرسة، شديدة التعلق بجدتها، تذهب إلى منطقة الشوف لقضاء العطلة الصيفية عندها.
لم تكن أسرة نهاد حداد تملك المال الكافي لشراء جهاز راديو الذي كان يقتنيه المقتدرون وعدد قليل من المحظوظين ، فكانت تجلس بجانب شباك الغرفة لتستمع إلى صوت المذياع القادم من بيت أحد الجيران. حاملًا أصوات أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأسمهان وليلى مراد وفريد الأطرش وهم من المطربين المشهورين في ذلك الوقت.
كانت تستمع لأغاني ليلى مراد وأسمهان وهي تقف في الفناء الخلفي لغسل الأواني، أو تعجن عجين المرقوق والذي هو خبز الجبل اللبناني، أو تساعد والدتها في أعمال الصباح، ولكونها البكر والأكبر سناً كان عليها أيضًا أن تعتني بشقيقتها هدى وآمال وشقيقها جوزيف.
أحبت الطفلة نهاد وديع حداد الغناء منذ صغرها وأظهرت ميولًا فنية في عمر مبكر جدًا، وفي إحدى الحفلات المدرسية عام 1947م التقى محمد فليفل بها وكان عمرها آنذاك أربع عشر عامًا وأعجب جدًا بصوتها، وكان له الفضل لتشارك كمؤدية في كورس الإذاعة اللبنانية.
وضع والدها وديع حداد جانبًا بعض دخله الضئيل لتعليم أطفاله، لذلك تمكنت نهاد من الذهاب إلى المدرسة، حيث تم التعرف على صوتها على أنه يتمتع بجودة فريدة يمكن أنْ تحول الترانيم الوطنية العادية إلى شيء أكثر طربًا، وفي إحدى الحفلات المدرسية عام 1947 التقى محمد فليفل أحد الأخوين فليفل اللذان لحنا النشيد الوطني السوري بالطفلة نهاد حداد وكان عمرها آنذاك لا يتعدى الأربع عشر عامًا، كان محمد فليفل مدرس من المعهد الموسيقي اللبناني يبحث عن مواهب جديدة في ذلك الوقت بين أطفال المدارس لغناء الترانيم الوطنية لبثها على محطة الإذاعة اللبنانية المنشأة حديثًا وأعجب بشدة بصوت نهاد وشعر أنه توصل إلى اكتشاف حنجرة ذهبية.
اعتنى الاخوان فليفل بصوت نهاد لدرجة الإيعاز لها بعدم تناول الطعام الذي يحتوي على البهارات أو الحمضيات أو أي شيء آخر ممكن أن يؤذي حبالها الصوتية، وتجنب غناء الطبقات العالية أو المقاطع التي تتطلب جهداً شديداً حفاظاً على جمال صوتها..
ولعل أبرز إسهاماته هو أنه علمها ترديد آيات من القرآن وفق ما يعرف بالتجويد، وهو أسلوب صوتي للطبقات العالية في اللغة العربية الفصحى. “محظوظة والله”
بذل محمد فليفل مجهوداً كبيراً في اقناع والدها لتشارك كمؤدية في كورس الإذاعة، كان والدها في البداية رافضًا بشدة أن تغني ابنته أمام العامة، لكنه وافق لاحقًا بعد أن اطمأن إلى أنها ستشارك في غناء الأغاني الوطنية فقط وبرفقة أخيها جوزيف.
تعهد محمد فليفل بتحمل نفقات دراستها في المعهد الموسيقي الذي كان يترأسه آنذاك وديع صبرا ملحن النشيد الوطني اللبناني والذي رفض تقاضي أي مبلغ من نهاد لشدة إعجابه هو الآخر بشخصيتها وانبهاره بصوتها وأدائها المتميز
بعد أربع سنوات من الدراسة في المعهد؛ نجحت نهاد أمام لجنة فحص الأصوات المؤلفة من حليم الرومي ونقولا المني وخالد أبو النصر، غنت يومها أغنية يا ديرتي للأميرة أسمهان وأغنية يا زهرة في خيالي لفريد الأطرش وأعجبت اللجنة بصوتها، كانت النقلة الكبيرة لنهاد عندما قدَّم لها حليم الرومي ألحانًا لأول أغانيها لقيت صدىً واسعاً في الإذاعات العربية تلك الفترة كأغنية تركت قلبي وطاوعت حبك، وهي أول أغنية لفيروز غنتها في الإذاعة عام 1950م. ولم يتم تسجيلها آنذاك وهي من كلمات ميشيل عوض وألحان حليم الرومي، ثم لحن لها الرومي أغنية عاشق الورد من كلمات محمد السباع، ثم أغنية يا حمام يا مروح من كلمات فتحي قورة وأغنية بحبك مهما أشوف منك.
في عام 1952م، غنت نهاد أغنية بصوتها من ألحان الأخوين فليفل عنوانها لنا بلادنا، ومن كلماتهما غنت أغنية ميسلون من ألحان الاخوين رحباني.
لقاء فيروز بالأخوين الرحباني
كان للصدفة وحدها دور في التقاء نهاد بعاصي الرحباني، تقابلا للمرة الأولى عام 1950م في الإذاعة اللبنانية. كان عاصي وقتها ملحن مبتدئ يعزف على الكمان ويقدم برامجه الموسيقية في الإذاعة، استمع في اللقاء الأول لصوت نهاد وأعجب به بشدة، ثم حل اللقاء الثاني بينهما عندما طلب حليم الرومي الذي كان يشغل منصب رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة من عاصي تلحين عدد من الأغنيات لنهاد. حينها اقترح حليم الرومي على نهاد أن تتبنى الاسم الفني فيروز، لأن صوتها يذكره بنف\قاء وصفاء حجر الفيروز النادر، لم تتقبل نهاد الفكرة في البداية، لكنها أخذت بنصيحته لاحقًا وغيرت إسمها إلى الأبد.
وحسبما أدلى به عاصي الرحباني عن تفاصيل اللقاء الأول الذي جمعه بفيروز. أنه كان يقوم بإعداد برامج موسيقية غنائية للإذاعة اللبنانية، وذات يوم دعاه زميله الفنان حليم الرومي، وكان يشغل مركز رئيس القسم الموسيقى بالإذاعة، للاستماع إلى صوت جديد، فرأى فتاة صغيرة تحمل كتابا ومعها والدها، كما استمع إلى صوتها الذي وصفته بـ لا بأس، إلا أنه آمن أن هذه الصبية تصلح للغناء، بينما رأي أخاه منصور كان مخالف تمامًا لرأيه، وأن نهاد لا تصلح إطلاقًا للغناء الراقص. ورغم كل ما قاله منصور الرحباني شقيق عاصي، غير أن عاصي استمر مع نهاد وعلمها أصول الغناء أكاديميًا، فكانت في المحصلة أحسن من غنى لون أو طابع الغناء الراقص.
في ذلك الوقت، كانت البرامج الإذاعية تُبث مباشرة على الهواء ولا يتم تسجيلها، اعتادت فيروز والملحن عاصي على الجلوس تحت شجرة بالقرب من بركة في الفناء الخلفي لأستوديو البث في أثناء انتظار دورهما. كانا غالبًا ما يتجاذبا أطراف الحديث معًا لقتل الوقت. لم تتوقع فيروز أن تصبح مغنية مستقبلاً بل كان حلمها الحقيقي أن تكون معلمة وقالت في مناسبات عديدة إنها لن تتزوج أبدًا. كانت فيروز مثال للفتاة المحافظة لكثير من الشابات اللبنانيات من صفها وعمرها، ذكر العديد من الأشخاص الذين عرفوها كيف كانوا يجدونها في كثير من الأحيان أثناء الاستراحة تصلي في مكان ما بالقرب من استوديو التسجيل.
ذات يوم قالت فيروز لعاصي بأنه لا تعجبها طريقته اهتمامه بها شخصيًا من بين العديد من الفتيات في الاستوديو، كانت فيروز لا تزال متمسكة برأيها وتصر على رفضها المتشدد لفكرة الزواج. وفي أحد أيام الربيع من عام 1953، وبينما كانا يتدربان معًا على حافة البركة نفسها وتحت نفس الشجرة، “البركة والشجرة والجو الرومنسي وتقولك مش عاوزة اتجوز! ما بلاش يا ست الكل دانت كنت ها تموتي ويبقالك بيت … ما علينا نكمل المشوار ونشوف آخرتها إيه”.
كرر عاصي عرضه السابق للزواج من فيروز فأجابت هذه المرة بالقبول، “ما قولتلك من الأول يا فزفز!” وبمرور الوقت توطدت العلاقة بين فيروز وعاصي وتحولت لإعجاب ثم حب متبادل من الطرفين وجمعهما الحب والفن سويًا وأعلنا زواجهما في يوليو عام 1954م. “دي ما أخذتش في إيدو غلوة!” وصفت فيروز زواجها من عاصي، بأنه نهاية طبيعية لعلاقة طويلة بين تلميذة وأستاذها.
فيروز … بداية الشهرة والمجد
بعد الزواج تعاهد الاثنان على التألق والنجاح سويًا، كان تعاون فيروز مع زوجها عاصي فاتحة خير عليها وجعل منها أسطورة غناء في العالم العربي والغربي، لحّن عاصي الأغنية الأولى لفيروز وكانت بعنوان حبذا يا غروب من كلمات الشاعر قبلان مكرزل، ثم كانت أغنية عتاب ويابا لالا. وأعقبها عدد من الأغاني المميزة توزعت على ثلاث إذاعات وهي اللبنانية والشرق الأدنى والسورية، كان عاصي يعتبر هذه الفترة من حياته الفنية صعبة للغاية، نظراً للمقاومة الشديدة التي واجهها الأخوين من قبل الموسيقيين الذين كانوا ينقضون نظرية الأغنية القصيرة، وبعد تواصل نجاحهما، قرر الثنائي فيروز والرحباني تأسيس المؤسسة الرحبانية الفيروزية لإنتاج الأفلام السينمائية، لتكون شاهدة على نجاحاتهم التاريخية الطويلة.
امتلأت القنوات الإذاعية بالأغاني التي غنّتها فيروز في ذلك الوقت، وبدأت شهرتها تتخطى بلدها لبنان وتصل إلى الدول في العالم العربي. شكّل تعاون فيروز مع عاصي ومنصور الرحباني الذين يشار لهما دائما بالأخوين رحباني مرحلةً جديدةً في الموسيقى العربية، إذ تم المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والألوان اللبنانية في الموسيقى والغناء، وساعد صوت فيروز ورّقته على الانتقال دائما إلى مناطق جديدة، ففي وقت كان فيه النمط الدارج هي الأغاني الطويلة إلا ان فيروز قدمت أغاني قصيرة كسحت الدنيا.
زارت فيروز والأخوان رحباني مصر ثلاث مرات، كانت الأولى في فبراير عام 1955م، والثانية في أكتوبر عام 1966م، والثالثة في أكتوبر عام 1976م، وبعد انفصال فيروز عن الأخوين رحباني فنيًّا، حضر الأخوان إلى مصر مرتين دونها، وزارت فيروز مصر مرة أخيرة عام 1989م لإحياء حفلها المعروف عند سفح الأهرام وأبو الهول الخالدة.
في 6 نوفمبر عام 1954؛ سافر وفد فني كبير من مصر إلى لبنان مكوّن من نقيب الممثلين يوسف وهبي، ومحمد رجائي مدير شركة مصر للتمثيل والسينما، ومديحة يسري ومحمود ذو الفقار وحسين صدقي وأمينة رزق، وعدد من الصحفيين المصريين على رأسهم صالح جودت. كان الهدف من الزيارة هو دعم توزيع الأفلام المصرية في دور العرض اللبنانية والعربية، بعد حدوث خسائر للمنتجين المصريين بسبب الإقبال على عرض الأفلام الإيطالية والهندية الأرخص سعرًا. أمضى الوفد يومين للدعاية والسياحة في لبنان، وفي مساء اليوم الثاني للرحلة كانوا على موعد مع سهرة مع الشابة فيروز ذات التسعة عشر عامًا والملحن عاصي الرحباني في منطقة أنطلياس مسقط رأس الأخوين رحباني. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتعرف فيها الفنانون المصريون عن قرب إلى فيروز التي وصلهم صوتها عبر الإذاعات دون أن يرونها، غنت فيروز أمام يوسف وهبي وأمينة رزق ومديحة يسري بينما عاصي الرحباني يعزف على البُزُق.
فيروز وحفلاتها
في صيف 1957م، قدَّمت فيروز عرضاً مباشراً للمرة الأولى بعد أن كانت أعمالها مقتصرة على التسجيلات، حيث أدت استعراضا ًموسيقياً بعنوان أيام الحصاد أمام حشد جماهيري ضخم في معبد جوبيتر الأثري في بعلبك، وكان هذا هو الظهور الأول لها في مهرجان بعلبك الدولي، كرمها الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون بمنحها وسام الفارس نظراً لإسهاماتها الفنية وهو أعلى وسام يمنح لفنان لبناني، وبعد ذلك بإثني عشر عاماً أي عام 1969م أصدرت الحكومة اللبنانية طابعاً يُخلد اسمها.
بدأ الأخوين الرحباني وفيروز بتقديم الأعمال المسرحية الغنائية اعتباراً من عام 1962، فقدموا مسرحية (جسر القمر، ثم مسرحية الليل والقنديل ومسرحية أيام فخر الدين، بالإضافة إلى عدد من المسرحيات الغنائية التي تعتبر فريدة بنكهتها في المسرح الغنائي العربي. أصبحت فيروز إحدى عوامل الجذب الأساسية لمهرجان بعلبك الدولي حيث قدمت سنوياً مسرحيات موسيقية كتبت من الأخوين الرحباني خصيصأ لها ولشخصها.
في بداية الخمسينيات من القرن العشرين تعرفت فيروز على الأخوين رحباني اللذان بدأت معهما مشوارها الطويل والمثمر من التعاون الفني تمثل في المئات من الأغاني والعديد من المسرحيات الغنائية التي تجاوز عددها الــ 800 أغنية وثلاثة أفلام وأربعمائة ألبوم خلال فترة زمنية امتدت لثلاثة عقود وأبدعت في الموشحات الأندلسية والمواويل والعتابات والميجانأ.
سطع نجم فيروز ومعها الأخوان الرحباني بعد مشاركتهم في مهرجان بعلبك لأول مرة عام 1957م، وتوالت بعدها المهرجانات من بعلبك إلى دمشق إلى مسرح البيكاديلي. إذ قدمت فيروز المئات من الأغاني التي تميزت بقصر المدة الزمنية والتصاقها بقوة المضمون، وغنت للحب وللأطفال وللوطنية وللحزن والفرح والأم والوطن الشعوب المضطهدة، قدمت هذه الأغاني ضمن عدد من المسرحيات التي ألفها ولحنها الأخوان الرحباني تنوعت مواضيعها بين النقد السياسي والاجتماعي وتمجيد الشعب والبطولة والتاريخ العريق والحب على تنوعه.
تعاونت جارة القمر مع عدد من الملحنين مثل فيلمون وهبي ومحمد عبد الوهاب وإلياس الرحباني ومحمد محسن وزكي ناصيف. تأثيرها الكبير على الشعوب وعلى الموسيقا العربية المعاصرة أكسبها لقب سفيرة النجوم وجارة القمر.
غنت فيروز للحب والحياة البسيطة ولوطنها لبنان والقضية الفلسطينية، ومجدت الوطن العربي وأحيت العديد من الحفلات في العديد من المدن العربية والعالمية، وبمناسبة أحد عروضها في المغرب، استقبلها الملك الحسن الثاني ملك المغرب شخصيًا في المطار. وكثيرا جدًا ما مُنحت فيروز مفاتيح المدن التي كانت تؤدي فيها. خلال حفلتها الموسيقية في لاس فيغاس عام 1999م، أعلن عمدة المدينة رسميًا يوم 15 مايو 1999م هو يوم فيروز.
توقف زوجها عاصي الرحباني عن التلحين واعتزل العمل الفني بعد مرضه وهو الذي رافقها في مسيرتها الغنائية منذ بدايتها، ثم حدث الانفصال بين الأخوين الرحباني وفيروز بعد مسيرة عمل مشتركة امتدت لعقود.
أطلقت فيروز أول البوم غنائي لها دون الأخوين رحباني عام 1980 وكان بعنوان دهب أيلول. من تأليف وتلحين الموسيقار فيلمون وهبي. وأكملت مسيرتها الفنية مع ابنها زياد الرحباني وأصدرا معًا 6 ألبومات كان أخرها ألبوم ببالي في عام 2017، وتعاونت أيضًا مع ابنتها ريما في أعمال غنائية أخرى وأفلام وثائقية بثت في مواقع التواصل الاجتماعي.
حصلت فيروز على وسام الشرف عام 1963م، والميدالية الذهبية عام 1975م من ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال. كما كرمها أيضًا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأرفع وسام فرنسي وهو وسام جوقة الشرف الفرنسي. عندما زار منزلها عام 2020.
نالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988م، ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998م.
في عام 2015 تحول منزل فيروز الذي نشأت وترعرعت فيه إلى متحف، وتأتي تلك الخطوة بعد سنوات من إدراج المبنى إلى لائحة الجرد العام للأبنية التراثية.
فيروز ويوسف شاهين
وفي العام 1962م ظهرت فيروز ولأول مرة على شاشة تليفزيون لبنان والمشرق، فقدمت أوبريت حكاية الإسوارة، واستمر ظهور فيروز على الشاشة في الأعوام 1963م و1964م في الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية.
في 1965م دخلت فيروز عالم السينما عندما اتصل الأخوان رحباني بالمخرج المصري يوسف شاهين الذي كان في لبنان آنذاك، وعرضا عليه فكرة في لم سفر برلك، ولكنه اعتذر عنه لعدم إلمامه بالمرحلة التاريخية وطبيعة الشخصية اللبنانية، في المقابل تحمس يوسف شاهين للفكرة واقترح على الأخوين تحويل مسرحيتهما الغنائية بياع الخواتم إلى فيلم سينمائي تمامًا كما قٌدِّمَت على خشبة المسرح.
كان يوسف شاهين الذي يستهويه اللون الغنائي الاستعراضي قد شاهد في الفترة نفسها الفيلم الفرنسي مظلات شيربورج Les Parapluies de Cherbourg وأُعجِب بكمية الألون الموجودة في الفيلم، فقرر نقل تلك الألوان إلى بياع الخواتم، وأرسل مهندس الديكور ومساعديه لمشاهدة الفيلم في السينما نحو خمس مرات، ليلونوا له كل ركن وحائط وباب وشباك في الفيلم، وصوِّر الفيلم وعُرضَ في أواخر 1965م في المهرجان السينمائي الدولي في لبنان. ظهرت فيروز أيضًا في فيلم سفر برلك عام 1966، إضافة إلى فيلم بنت الحارس عام 1967م، وشارك في هذه الأفلام والمسرحيات أسماء لامعة في سماء الغناء مثل وديع الصافي ونصري شمس الدين وجوزيف عازار حبيب وغيرهم من الأسماء الفنية اللامعة في لبنان.